الثلاثاء 11 يونيو 2024

«السحر ينقلب على الساحر».. إيران تحصد ثمار «فتنتها».. و3 سيناريوهات تنتظر «ولاية الفقيه».. وانهيار الأوضاع المعيشية على حساب دعم المليشيات الشيعية

تحقيقات1-1-2018 | 16:26

ربما تتجرع إيران ما زرعته من خراب وتدمير في بعض الدول العربية من أجل إقامة حلمها الفارسي وتنفيذ أجندتها الطائفية،حيث أنفقت طهران مليارات الدولارات على عناصرها في الدول التي تشهد صراعًا داخليًا على رأسهم سوريا التي تعاني مرارة الحرب والانقسام لما يزيد عن 6 سنوات وما زالت تعاني ويلات الحروب والتدخلات الخارجية.

الجمهورية الإسلامية، أبت أن يمر عام 2017 دون أن تحصل على نصيبها من ثورة الربيع الفارسي، الذي خيم عليه الفساد والأزمات الاقتصادية وقادته الطبقة الكادحة من الفقراء الذي عانوا من الإجراءات الأخيرة الصعبة التي أقدمت عليها الحكومة الإيرانية من توفير موارد تمويل عناصرها الخارجية في سوريا ولبنان واليمن والعراق والبحرين، حيث رفعت أسعار الوقود بنسبة 50%، وأخرجت 30 مليون مواطن من مظلة الدعم النقدي، بجانب ارتفاع معدل البطالة بنسبةـ12.4% ما يعادل 3.2 مليون عاطل.

 

مدينة مشهد واندلاع الأحداث

واندلعت مظاهرات واسعة، الخميس الماضي، في مدينة مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد واتساع صلاحيات الحرس الثوري الإيراني، ربما ولأول مرة منذ الثورة الإسلامية الإيرانية التي أسقطت الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، يهتف فيها الإيرانيون ضد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الحالي، ومن المرجعيات الدينية الشيعية، وضد الرئيس الحالي حسن روحاني مطالبين بإسقاط حكمه وانهيار «ولاية الفقيه».

وبحسب مراقبون للوضع الإيراني، فإن الأحداث في الدولة الفارسية تزيد بوتيرة متسارعة  بسبب الأوضاع الاقتصادية في البلاد وربطها بالتدخل في شئون الدول الخارجية مما أثر بالسلب على الأوضاع المعيشية الداخلية.


خسائر إيران

محمد محسن أبو النور، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، يقول لــ«الهلال اليوم» إن الأحداث الإيرانية الأخيرة تعد ثورة على النظام القائم في إيران بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية واستياء الإيرانيون من تركيز الحكومة على الإنفاق الخارجي لعناصرها في كل من سوريا وإيران والعراق ولبنان واليمن، بما أثر سلبيًا وبشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية الداخلية في البلاد.

وأكد "أبو النور" أن الصاروخ الباليستي الواحد التي تدعم به إيران الحوثيين في اليمن يتكلف 100 ألف دولار، بما يمثل عبئًا كبيرًا على ميزانية الدولة الفارسية.

ولفت الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن طهران رغم توصلها إلى اتفاق ناجح مع مجموعة 5+1 وهي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة، وهي الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا، حول برنامجها النووي، وتم رفع الحظر عن أموالها في بعض البنوك الدولية، إلا أن الدولة الفارسية انفقتها على الصراعات في المنطقة من أجل انهيار تلك الدول وتغلل الهيمنة الإيرانية بها.


سيناريوهات زيادة وتيرة الاحتجاجات

وأشار إلى أن الحكومة ليس أمامها إلا الاستجابة إلى المطالب الجماهيرية الغاضبة في بعض الواصم والمدن الإيرانية لمدة 5 أيام متواصلة ومن المتوقع زيادة وتيرة الغضب خلال الفترة القادمة، إلا وأن ذلك سيكبد طهران خسائر كبيرة وسط الضغوط الخارجية ودعم المعارضة لتزيد نشاطها على أرض الواقع.

ووضع الخبراء 4 سيناريوهات أمام الأحداث الجارية في طهران، الأول منها هو الاستجابة السريعة من قبل حكومة حسن روحاني لتهدئة الأوضاع وعدم السماع بالتدخل الخارجي واستغلال الإصلاحيين للموقف لتحقيق مكاسب سياسية على أرض الواقع، أما الثاني منها فهو زيادة وتيرة التظاهرات نتيجة تمسك حكومة روحاني بسياستها مما سيؤدي إلى مزيد من الاشتباكات والمعارك بين المرابطين في الميادين وعناصر الحرث الثوري ربما تمتد لأشهر تنتهي بالقمع كما حدث مع الحركة الخضراء في عام 2009، أما السيناريو الثالث هو سياسة العنف وحرق الأخضر واليابس نتيجة التمسك كل طرف بموقفة، وربما تتحول فيه طهران إلى الأرض المحروقة، أما السيناريو الرابع والمستبعد هو الإطاحة بحسن روحاني لامتصاص غضب الجماهير في الشارع والاستجابة لمطالبهم لتهدئة الأوضاع والخروج من عنق الزجاجة.

المظاهرات الغاضبة التي انطلقت الخميس الماضي في مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية وامتدت لبعض المدن المجاورة، سقط فيها 12 قتيلا حتى الآن بسب البيانات الرسمية التي أذاعها التليفزيون الإيراني.


خريطة الغاضبون ضد «ولاية الفقيه»

وبدأت أحداث الانتفاضة في مدينة مشهد، ورفع الغاضبون الشعارات «الموت لروحاني» و«الموت للدكتاتور»، و«أتركوا سوريا وانظروا لحالنا» ثم انتقلت الأحداث إلى خراسان ومحافظات قوجان وسبزوار وأصفهان وقائم شهر وقزوين وكرمانشاه ورشت وأهواز وغيرها من مدن غرب إيران، وظهرت الاحتجاجات في العاصمة طهران وغالبية مدنها مثل سمنان وكاشان وبوشهر، وأراك وشهر كرد، وغيرها، وزادت الهتافات إلى «الموت لخامنئى»، مع تمزيق صور المرشد الإيرانى وحرقها.

ولجأ الأمن إلى تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز والرصاص الحي، وتم اعتقال 50 متظاهرا، شهدت ليلة السبت الماضي أعمال عنف وتخريب طالت بنوك ومحال تجارية.

 أمس، استهداف المحتجون المباني الحكومية، مقابل حملة قمع وحشية من الأمن، الأمر الذي أضطر الرئيس الإيراني حسن روحاني الخروج للشعب في كلمة دعا خلالها للتهدئة معترفا بتقصير الحكومة، ورغم ذلك امتدت الاحتجاجات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، وحاولت الأجهزة الأمنية تفريق المحتجين بخراطيم المياه، رد المتظاهرون باستهداف مباني تابعة للحرس الثوري، جاء ذلك وسط تحذيرات حكومية من محاولات استهداف مقار الشرطة والجيش والمباني الحكومية.

 

ترامب يطالب بالتغيير في إيران

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، علق على الأحداث الجارية في إيران قائلًا « الوقت قد حان للتغير في إيران"، مشيرًا إلى فشل إيران رغم عقد الاتفاق النووي معها، فضلًا عن قمع النظام لشعبه ونهب ثرواته"، وفق قوله.

وأضاف «ترامب»، في تغريدة عبر موقع «تويتر»، الاثنين: «إيران تفشل على كافة المستويات رغم الاتفاق الرهيب الذي عقدته معها إدارة أوباما»، متابعًا: «الشعب الإيراني العظيم تم قمعه لسنوات عديدة، وهم جائعون من أجل الطعام والحرية».

واستطرد: «فإلى جانب حقوق الإنسان، فإن ثروات الشعب الإيراني منهوبة، لقد حان وقت التغيير».

واتهم تارمب "طهران"، بأنها تدعم الإرهاب، وأن المظاهرات عبرت عن غضبها لهذا الأمر، وفق قوله.

وأعلن أن الولايات المتحدة تتابع باهتمام كبير الاحتجاجات في إيران، مؤكدا أن دعم طهران للإرهاب هو الذي تسبب باندلاع موجة الاحتجاجات الراهنة.

وكان ترامب في أول تعليق له على الاحتجاجات المندلعة في إيران، قال السبت، إن هناك “الكثير من التقارير حول مظاهرات سلمية لمواطنين إيرانيين فاض بهم الكيل من فساد النظام وتبديده لثروات البلاد في تمويل الإرهاب في الخارج”.