المتاحف الإقليمية منازل للتراث المادي وغير المادي في جميع أنحاء البلدان، حيث إنها تساعد الأهل في فهم الماضي والحاضر لهذا الإقليم, والذي يختبأ بين مقتنياته وجنسيته وهويته وكنوزه، والتي تبرز وتسلط الضوء على التراث الثقافي لكل محافظة سواء أكان ملموسًا أم غير ملموس، من خلال مجموعاته المتحفية مما يُسهم بشكلِ فاعل بتلك المجتمعات للحفاظ على هويتهم وولائهم لبلدهم بالإضافة إلى أنها أداة للحفاظ على تراثهم الثقافي.
إلا أنه ليس هناك اتفاق على تعريفٍ موحد لمفهوم المتحف الإقليمي، حيث إنه يختلف من دولة لأخرى بل قد يختلف مفهوم المتحف الإقليمي من مدينة لأخرى بذات الدولة، فهناك من يتبني وجهة النظر القائلة بأن المتحف الإقليمي هو " ذلك المتحف الذي يعرض ثقافة وتاريخ وآثار الإقليم الذي ينتمي إليه المتحف.
وعليه يمكننا القول بأن المتحف الإقليمي هو تلك البقعة التي يتم اختيارها بإحدى المدن الرئيسة التي تتوسط إقليماً بعينه لتربط أبناء هذا الإقليم وتوحد ترابطهم بما يعزز روح الانتماء لديهم. على أن المتاحف الإقليمية بمصر بلغت نحو 28 مُتحفاً من بينها متحف سوهاج القومي الذي كان حُلماً تحقق بعد أن طال انتظاره، وهيا بنا لنتعرف على متحف سوهاج منذ أن كان فكرةً إلى أن أصبح مقصداً من قبل المتخصصين والباحثين للقاطنين بأرجاء محافظة سوهاج.
على أن المتاحف تقوم بالتخطيط الثقافي لتقديم المجتمع إلى السكان الذين يخلقون الثقافة المادية التي يرونها اليوم والذين يتراوح مجال عملهم بين الفنون والإعلام والحرف اليدوية والأزياء والتصميم إلى الرياضة والترفيه والعمارة والمناظر الحضرية والتراث والسياحة والأكل والترفيه والتاريخ المحلي وخصائص المجال العام للمدينة والحياة الاجتماعية وهويتها الثقافية، والذي يتجلي فيما تقوم به المنظمات المعنية بحفظ التراث والقائمين على إدارته من المتاحف الكبرى والمؤسسات غير الهادفة للربح والمؤسسات الدائمة في خدمة المجتمع وتنميته، مع أدوار اكتساب وحفظ والبحث والتواصل والعرض لأغراض الدراسة والتعليم والاستمتاع، لذا يمكن أن تصبح المتاحف مسرعات ثقافية من خلال كونها في قلب السعي المستمر لخلق مجتمع مدني ومن أكثر تلك المؤسسات وأولهم اهتماماً وسعياً في الحفاظ على التراث وعلي رأسهم منظمة اليونسكو والتي تعني بحفظ التراث بأنواعه وهنا الدور الأبرز للمتاحف بجانب الدور التعليمي والتثقيفي لما للتراث بأنواعه من الأهمية بما كان.
فللتراث الثقافي أهمية بالغة في حياة الشعوب بل إن تلك الموروثات هي التي تشكل نوعاً من أنواع الزهو وتظل راسخة في وجدان أهلها مدافعين عنها رافضين المساس بها، وقد ذهب البعض لوضع نقاط أوضحت أهمية التراث.
* يُعد التراث بقيمته الثقافية والاجتماعية مصدراً (تربوياً، علمياً، اجتماعياً، فنياً)
* التراث الثقافي هو المميز لثقافة المجتمعات دون غيرها والذي يؤدى بدوره لتنوع تلك الثقافات بين الشعوب.
* هو الوعاء الذي يحافظ على الهوية الثقافية والحضارية للفرد وللمجتمع بما أتيح حفظه وبقاؤه من تراث ثابت ومنقول مادى أو محسوس وهو المعروف بالتراث اللامادي أو المعنوي.
وهو القصص والروايات والتي تتخللها الأساطير والخرافات وكذلك العادات والتقاليد من اللعب والرقص والأغانى والأمثال التي تكون مادة لتناقل أطراف الحديث والسمر بين الناس و التي تنتقل وتتوارث من جيل إلى جيل وهو ما يعرف أيضًا ب (الفلوكلور الشعبي) وقد ذهب البعض لتقسيم التراث اللامادى إلى أنواع أربع وهي:
* الثقافة المادية وتتمثل في طرز البناء والحرف وأنواع الأطعمة والزى الشعبي وأساليب الزينة التي مازلت متواجدة وراسخة في أذهان البعض في بعض البنايات و الملبس والمشرب.
* العادات والمعتقدات كالمعتقدات السائدة في الاحتفال بالأعياد وطرق التداوى في بعض العوارض المرضية، ويحدث ذلك إلى حين ولاسيما في قرى ونجوع وكفور مصر من بعض رودود الأفعال التي ما زلنا نعيشها حيث كانت فيمن سبقنا.
* الأدب الشفوى ويندرج تحتها القصص والأساطير والخرافات كالسيرة الهلالية وغيرها.
* فنون الأداء ويظهر ذلك جلياً في ما يقام من مراسم زفاف أو الجنائز وغيرها
ولقد تمَيّزَ متحف سوهاج القومي بأسلوب عرض متحفي حديث، ساعد بدوره على التواصل بين التراث الثقافي المادي للمحافظة عبر تاريخها وبين الزائرين، من هنا يستلزم بناء العرض المتحفي وفق سرد قصصي ممتع، والذي له من الأهمية بما كان والتي تتمثل في:
* يحقق الإفادة العلمية والمتعة البصرية للزائرين، كما يحقق السرد القصص في العرض المتحفي الجيد التواصل المعرفي الجاد بين المعرض والزائر.
* يضيف السرد القصصي للعرض المتحفي مزيدًا من الإثارة والتشويق إلى المحتوى التاريخي والأثري المعروض.
* يزيد من اهتمام وتطلع الزائر للتَعَلُّم والمعرفة علاوةً على أن السرد القصصي يلعب دورًا مهمًا في بيان التسلسل الزمني للعرض كما يُمَكِّنُ الزائر من فهم سبب اختيار ووجود كل قطعه معروضة ومدى توظيفها لخدمة العرض المتحفي.
* للسرد القصصي صلة وثيقة بالمقتنيات المتحفية ولا سيما تلك التي تتحدث عن التراث المادي وغير المادي للأمة، حيث يُعَدُّ استخدام أدوات تفسير وبيان قصة المعروض الفني في المتاحف الإقليمية المصرية هو أحدث اتجاهات العرض المتحفي، ويزيد الإبداع والجمال للمقتنيات المتحفية بمدى ارتباط كل قطعة بالقصة التي ترويها.
ولقد قام فريق العرض المتحفي لمتحف سوهاج بالتركيز على -السينوغرافيا- والرواية عن طريق السرد القصصي والذي يعني وضع المقتنيات والمعروضات في إطار قصصي (قصير أو طويل) حسبما تتيحه المعروضات سواء قطعة منفردة أو مجموعة من القطع التي تشترك معاً في سرد واقعة أو قصة معينة.
وذلك بعد البحث العلمى والتوثيق المناسب للمعروضات، ومن الممكن أن يكون السرد القصصي من خلال وسائل الإعلان والإعلام مثل الصحف والمجلات والراديو والقنوات التلفزيونية أو صفحة المتحف مثلما ينشر على صفحات المتاحف ومنها _ متحف سوهاج القومي _ من خلال الكتابة أو المقاطع المصورة كأنشطة تفاعلية من قبل القائمين من الأقسام المتعددة في المتحف ك (فوازير رمضان المصورة أو المسجلة) بشكل أحجيات أو قطع الشهر التي يتم نشرها والاختيار فيما بينها.
الأمر الذي من شأنه الترويج لمعروضات المتحف والتسويق له وأدائه لدوره التعليمي و التثقيفي، بل قد تُترك بعض القصص غير مكتملة وقد يُطلب من الزوار إكمالها، كنوع من إشراك الزائر في أنشطة المتحف، والذي من خلاله يؤدى للوصول لأنواع المعرفة المتنوعة.
وأحياناً قد نتعرف على بعض الحقائق غير المعروفة والتي تحدث كنتيجة للاتصال بين المتحف _ كمعروضات _ وبين زواره، والذي من شأنه تعزيز الوصول إلى سياق الثقافة والتعليم على مجموعات المتحف _ معروضاته _ التي تشكل فيما بينها قصة العرض والتي تجعل الزوار على اختلاف أعمارهم السنية ومراحلهم التعليمية والكم المعرفي لديهم من خلال الإفادة والتعلم من هذا الصرح التعليمى التثقيفي، والذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال عرض متحفي جيد، ليس فقط كأسلوب العرض ووسائله بل وسرده القصصي الذي يكون عامل جذب أكثر مما سواه
متحف سوهاج والتواصل المجتمعي
تتنوع نظريات الاتصال والتعلم في المتاحف على نطاق واسع حيث تكون أشكالا معينة من العمل التعليمي واستخدام المتاحف كحامل فريد للذاكرة التاريخية والثقافية للبشرية والذي يؤثر بشكل مباشر وفعال في الذاكرة البشرية، ولا سيما النشء فهم بحاجه ماسة لأن يشبوا على معرفة ثقافتهم وركائزها الثقافية والتي تشكل وتعزز من روح الانتماء والتبعية لأوطانهم وهنا يبرز الدور الأهم والأسمى للمتاحف ولا سيما الإقليمية والتي تنتقل بالزائر من هذا الإحساس الفخرى بإقليمه للأعم والأشمل بالنسبه لوطنه.
إلا أنه وللأسف الشديد نجد أن غالبية أفراد المجتمع في حالة عُزوف عن زيارة المتاحف ربما عن عدم وعي لأهميتها المذكورة، كما أن زيارة المتاحف لم تتحول بعد لثقافة عامة مترسخة في حياة الأسرة المصرية وهي المؤثر الأكبر في تكوين شخصية الفرد وتوجيه سلوكه، الأمر الذي يسلط الضوء على الأهمية بما كان باستهداف نشر الثقافة المتحفية بين الأسر المصرية بما يصلح استقباله من أسرة لأخرى، الأمر الذي من شأنه العمل على تقليل تلك الفجوة الكبرى بين المتاحف وأفراد المجتمع والذي يؤثر بالتبعية على أداء المتاحف لدورها ورسالتها الاجتماعية بل يمكننا القول بأن عملية التواصل هذه تشكل نوعاً من أونواع الحماية للمتحف ومقتنياته فلا يخفي على أحد ما يرسخ في أذهان البعض بسبب عدم وجود تلك الصلة بمفهومها الحقيقي ورغبةً في الثراء السريع، قد يؤدى هذا في حالة إتاحة الظروف للانقضاض على مقتيات وتحف المتحف وسرقتها.
وقد حدث هذا الأمر من البعض للمتحف المصري إبان أحداث يناير2011، كما حدث أيضًا بمتحف ملوى عام 2013 م إبان ثورة 30 يونيو وللأسف باشتراك البعض ممن يقطنون بالمجتمع المحيط بالمتحف، حسبما جاء في تحقيقات الواقعة وما تناولته الوسائل الإعلامية المرئي منها والمسموع. لذا فلزاماً على العاملين بالمتاحف معرفة دور المتحف وإسهاماته في المجتمعات المحيطة حتى لا يقتصر دور المتحف بأن يكون أشبه وأقرب بالمخزن المتحفي الذي ينحصر دوره في حفظ التحف والمقتنيات الأثرية.
وحديثا أصبحت معظم المتاحف بمثابة مراكز مهمة للمعلومات والمعرفة، فضلا عن كونها مؤسسات ثقافية، للتعليم والاستمتاع وأماكن جمالية وتعليمية واجتماعية لذا وجب العمل علي تصميم البرامج التعليمية بعناية وتنظيم الرسائل المحددة التالية، أما الدور التربوي للمتحف فهو مجال متخصص يكرس لتطوير وتعزيز دور المتاحف كمؤسسات عامة والتي تعمل من خلال إسهاماتها ونشاطاتها المجتمعية بدون نظام تعليمي أو بدون مناهج مقارنة بالأنظمة المدرسية المختلفة، لتحقق دورها التربوي والتعليمي المرجو والمنشود .
فللمتاحف دور هام وفعال في تجسيد حضارات الأمم والشعوب كونها تمثل جسراً بين الماضي والحاضر، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل للإنسان والأوطان، فتلك المتاحف التي كانت تستخدم بشكل رئيسي للحفظ والتفسير، أصبحت منارة تعليمية وتثقيفية وسوف يتم عرض ذلك من خلال دور متحف سوهاج في العملية التعليمية.
على أن تثقيف المجتمع المحيط حول تاريخه وفنونه ومعتقدات مجتمعه، وكذلك ربط المناهج التعليمية للمراحل الدراسية بتلك المجموعات المتحفية فالفرضية التعليمية تتكون من نموذجين، التعلم ونظرية المعرفة فهل هذا يعني
إن محاولة التفريق بين المتاحف على أنها تعليمية أو غير تعليمية ليست واقعية، لأن المتاحف بشكل عام هي مؤسسات تعليمية بحثية،ولم يعد القائمون على المعارض المتحفية يحتفظون بالقطع الأثرية ويعرضونها فحسب، بل يبحثون عن إمكانية تفسيرها والعثور على القصص وراء مجموعات المتحف، ولتحقيق هذا الاتصال التعليمي بالمتاحف لابد من توافر مقومات أربعة من أهمها .المربي المتحفي Museum Educator
يمكن أن تكون المتاحف مبنى تعليماً بنائياً متساوياً ومكوناً أساسياً للتربية الاجتماعية ولقد بدأ الدور التربوي للمتاحف بالطرق غير الرسمية وتفعيله من خلال تنظيم برامج تثقيفية للزوار، اعتماداً على ما لديها من برامج مختلفة فيما يتعلق بمجموعاتها وأهدافها ورؤى ومهام وبيانات السياسة،علي أنه كانت هناك نقاشات حول ما إذا كانت المتاحف مؤسسات تعليمية في الأساس فيما يُعرف بالتعليم غير الرسمي
وتعتمد المتاحف في تواصلها بغرض الإسهام المباشر وغير المباشر على مجموعاتها وخدماتها ومرافقها لتحقيق هذا الدور المهم والفعال، ويتم ذلك من خلال أنشطة التواصل مع المدارس والجامعات علي اختلاف المراحل التعليمية والدراسية، والمراكز المجتمعية المتنوعة والمتخصصة، ومن خلال القيام بالأبحاث والدراسات للوقوف علي ما يقدمه المتحف، ومن خلال هذا الدور يمكن وصف المتحف وتصنيفة بالمتحف التعليمي علي أنه " مجموعة من الملصقات الإرشادية " والمتحف الجمالي فهو متحف الفن وهو في الأساس مؤسسة ثقافية ومقر تعليمي ثانوي فقط.
كما أن المتاحف بادئ الأمر تواصلت مع زوارها من خلال وجهات النظر، إعتمادًا على ما تصنعه معانيهم، ولا سيما وأن ردة الفعل الأولى على شيء ما قد يكون ضمنياً وحسياً وليس على مستوى لفظي مفصل، عما يعرف ب (المقتنيات أو المعروضات) كعنصر تواصلي، مصنوع من حجر أو نسيج أو خشب أو عمل فني له شكل معين ووظيفة محددة، ثم من خلال نتائج زياراتهم، وإنطباعاتهم عن ذلك الكائن.
وتتنوع طرق وأساليب التواصل المجتمعية للمتحف ما بين المسرح وما يعرض عليه الرقص والموسئ والحركة وما إلى ذلك، ومقتنيات المتحف وأنشطة التواصل مع الفصول الدراسية، والمراكز المجتمعية، إلخ.
والمشاركة في أنشطة المتحف الأخرى من تصميم المعارض المؤقتة والمسح والأبحاث، التي يمكن تطبيقها على الزوار لتقييم تطوير البرامج وجدير بالذكر أن التقدم التكنولوجى أسهم بشكل فاعل في تسهيل عملية التواصل المتحفى والذي من خلاله يتأتى للمتحف القيام بدوره الإسهامى بكل سهوله ويسر مع المجتمع المحيط، حيث بدأ القيمون في تسجيل مجموعتهم يدوياً وتوثيقها، لكن تدريجياً ومع هذه الطفره الإلكترونية أصبح متاحاً للمتحف أن يلعب دوراً رئيسياً في المجتمع ليكون في قلب الأشياء، ويكون وثيق الصلة بالمجتمعات وحياة الناس وذلك من خلال تغذية وسائل الإعلام بالمعلومات الخاصة بمجموعتهم المتحفية، والمشاركة المجتمعية للمتحف في تلك الأحداث المحلية بل والدولية وغيرها من خلال { Utube / Facebook Web/ } كوسائل متاحة وميسرة للتواصل الاجتماعي، ونقوم بالمتحف من خلال تضافر الجهود بين أقسام المتاحف بأداء هذا الدور من خلال الورش التعليمية والمحاضرات وكذلك المعارض المؤقته التي تستهدف الفئات العمرية المتنوعه.
فكيف ومتى أنشئ متحف سوهاج القومي؟
علي أنها كانت المهمة الأكبر والأسمى لمتحف سوهاج القومي الذي كان بمثابة حلم طال انتظاره منذ العام 1989 م وصولاً لتحققه وافتتاحه أغسطس من العام 2018 م، حيث التناول المختصر لمراحل إنشاء المتحف.
فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً عندما وضع اللواء ثروت عطا الله محافظ سوهاج الأسبق حجر الأساس عام 1981 م، ليكون موقع المتحف مجمع على أبى طالب _ مسجد الشرطه حاليا _ ثم تغيير الموقع عام 1989 م بعد تخصيص الموقع الحالي والذي يقابل مبنى المجلس المحلى للمحافظه بصدور قرار السيد اللواء/ محافظ سوهاج رقم (173 بتاريخ 4/6/1989 م) واستناداً على قرار المحافظة رقم { 197 } لسنة { 1984 م} بتخصيص قطعة أرض بالمجان بمساحة {5600 م 2} متر مربع محددة المعالم والجهات والحدود علي النيل بضاحية ناصر بسوهاج لإقامة المتحف عليها .
ومن ثم تم تسليم تلك الأرض المخصصة للمقاول بتاريخ 27/6/1993 م، ومنذ 1993 م بدأ العمل بالمتحف على أن يتم الانتهاء من هذا المشروع خلال عامين إلا أن الأمر لم يتم وتوقف المقاول عن العمل رسميا ً بتاريخ 10/2/1996م.
ثم استئناف العمل عام 2006 م حينما تولت القوات المسلحة تنفيذ هذا المشروع ومن تعثر وتوقف لاستئناف أعقبه توقف تام لأحداث يناير2011 حتي جاء عام 2016م وبدأ العمل بجد حتي تم الانتهاء و الافتتاح في 12 / 8 / 2018 م لهذا الصرح الذي طال انتظاره والذي شرف بحضور رئاسى.
علي أن التصميم العام للمتحف يعتمد كلياً على التخطيط المسبق لـه والغـرض الـرئيسى لإنشائه، فهو يتميز بالديمومة بعكس المعرض الذي يتم بناؤه ثم رفعه بعد فترة قصيرة، لذا من الأهمية بمكان الإستعداد الأمثل لوضع تصور لتصميم المتحف، وقد تم تصميمه ليصبح مماثلا لتصميم واجهة معبد العرابة المدفونة "معبد سيتي" بالعرابه المدفونه بالمنطقة الأثرية المعروفة بأبيدوس التابعه لمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج .
وروعى فيه الآتى:
1 - للمتحف واجهة جاذبة للأنظار ورونق وشموخ معبراً عن غاية وقيمة في حد ذاته، وغير شاذ عن المباني والمؤسسات الـتي حولـه متمشـياً ومتناسقاً معها، وقد توفر هذا في التصميم الخارجي لمتحف سوهاج القومي.
2 - تتقدم واجهة المتحف نافورتان صناعيتان تتقدما منطقة -اللاندسكيب- الخاص بالمتحف والذي يحيط بالمتحف من الجهات الثلاث {الشمالية، الغربية، الجنوبية} وغطيت أرضيته بالرخام وكسيت الأشكال الهندسية والتي وضع في منتصفها العرض الخارجي بمساحات خضراء من النجيل الصناعى {التريتان} ووصلت بالزائر للشكل المرجو والمنشود ولا سيما وأن الواجهه الغربية للمتحف تضفى جمالا وهدوءاَ للنفس حيث تطل على النيل العظيم بشكل مباشر.