الأربعاء 26 يونيو 2024

«شومان»: موقف الأزهر رافض لزيارة القدس تحت الاحتلال

أخبار18-1-2018 | 14:53

 ناشد الأزهرُ الشريف الأمةَ بجموعها أن تتسامى على تحزبِها وتفرقِها وخلافاتِها، وأن تأتمرَ بأمرِ ربِّها فتعتصمَ بحبلِ الله وتتوحد.

جاء ذلك في كلمة وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان خلال مؤتمر الأزهر لنصرة القدس ، وأكد شومان "موقفَ الأزهر الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال؛ فلا مصلحةَ في الزيارة في ظل الوضع الراهن؛ حيث إن زيارةَ القدس في ظل احتلالٍ غاشم يريد القضاءَ على كل المعالم الإسلامية والمسيحية والتاريخية والحضارية بالمدينة، تترتب عليها مفاسدُ جسيمةٌ، ومضارُّ عظيمةٌ، ونتائجُ وخيمة".

وقال شومان ، :"إن زيارةَ القدسِ والصلاةَ في المسجد الأقصى مندوبةٌ شرعًا ، فالأقصى بالنسبة لنا نحن المسلمين أولى القِبلتين، وثالثُ الحرمين، وأحدُ المساجد الثلاثة التي لا تُشد الرحالُ إلا إليها، وهذا هو الحكم العام الذي لا خلاف حوله".

وأضاف :"أن اختلاف علماء عصرنا في ما يتعلق بزيارة القدس تحت الاحتلال راجعٌ إلى اختلافهم في تقدير المصلحة والمفسدة من هذه الزيارة، فمنهم مَن رأى الزيارة تطبيعًا مع الكيان الصهيوني؛ لكون المدينة بما فيها من مقدسات تحت سيطرة الصهاينة، وأن الزيارة ستدعم اقتصادهم من خلال ما ينفقه الزائرون وقت زيارتهم وإقامتهم، وأنها ربما تعطي مبررًا للصهاينة ومَن يقف خلفهم وفي مقدمتهم أمريكا".

وتابع :"هذا الفريق لديه كلُّ الحق في منع الزيارة في ظل الاحتلال وفقًا لهذه المعطيات. ويرى فريق آخر أن الزيارة إنما هي دعمٌ لإخواننا الفلسطينيين وتقويةُ شوكتهم وتكثيرهم، وإرسالُ رسالة للعالم بأن القدس لا تخص الفلسطينيين وحدَهم بل هي في وجدان كل مسلم ومسيحي، وهؤلاء من حقهم زيارةُ مقدساتهم".

وقال :"إنه على الرغم من إجازة هذا الفريق لزيارة القدس تحت الاحتلال، فإنه لا يرضى إلا أن تكون القدسُ تحت ولاية أهلها ، وأن حكم زيارة القدس تحت الاحتلال،هو محل الخلاف، وقد ترك القرار تقدير المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك للمختصين من الساسة وصناع القرار في بلاد العرب والمسلمين".

وأكد شومان أن الفتوى الشرعية - والتي تعضدها مواقفُ علماءِ الأزهر الشريف وشيوخِه الأجلاء، وكذا الموقفُ المشرِّفُ للكنيسة المصرية - هي أن زيارةَ القدس تحت الاحتلال متوقفةٌ على تقدير المختصين ببلاد المسلمين للمصلحة في ذلك، فتكون جائزةً إذا ما غلبتِ المصلحةُ، وممنوعةً إذا ما غلبتِ المفسدة. ولعل الأولى بالمسلمين اليوم أن يشدوا الرحالَ إليها لا لزيارتها تحت الاحتلال، وإنما لتحريرِها بكل وسيلةٍ ممكنة؛ فالمسلم لا يفرط في شبرٍ من أرضٍ سلبها معتدٍ أثيم، فكيف والأرضُ المغتصبةُ أرضُ الإسراءِ والمعراج، أولى القِبلتين وثالثُ الحرمين.

وأكد :"أن كلَّ محتلٍ مهما طال بَغيُه فمَصيرُه إلى زوال، وأن كلَّ غاصبٍ مصيرُه إلى قوةٍ تُرغمه وتُجليه عما اغتصبه من أرضٍ، وتردُّ ما زوره من تاريخ. وإنني بصفتي مسلمًا عربيًّا أومن أن النصر آتٍ لا محالة، فقد وعدنا اللهُ عز وجل بذلك في كتابه الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، ولن يخلفَ اللهُ وعدَه. كما نؤكد أن قدسَ الأقداس ستظل عربية إسلامية، وستبقى مفتوحةً لأصحاب الرسالات السماوية كافة، ولن يتركَها المسلمون - والمسيحيون كذلك - ليتحكمَ فيها الصهاينة، وينتهكوا مقدساتِها الإسلامية والمسيحية، ويعيثوا فسادًا في أرضها، وبطشًا بأهلها.

 كما يؤكد الأزهرُ الشريف على موقفه الرافضِ للتطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله، وأنه سيظل حائطَ صدٍّ منيعًا في وجه مَن يريد شرًّا بالإسلام ومقدساتِه بل بالإنسانيةِ وحضارتِها".