خبير اقتصادي: وضع ضوابط
ومعايير لإعلانات الطرق واستخدام الطاقة الشمسية سيزيد معدل الدخل بشكل كبير
برلماني: "الطاقة
الشمسية تحمل فوائد عدة أهمها التوفير للدولة والحفاظ على نظافة البيئة
اتفق عدد من خبراء الاقتصاد
وبرلمانيون أن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء جهاز قومي لتنظيم الإعلانات بالطرق العامة،
لمواجهة انتشار الإعلانات بشكل مكثف على الطرق العامة دون مراعاة بعض الضوابط، فضلًا
عن ضرورة أن تكون الضوابط التي سيتم وضعها تتفق مع الوضع الراهن من ناحية حجم وكثافة
الإعلانات، وترشيد استخدام الطاقة، مع تشجيع استخدام الطاقة الشمسية بما يثمل نقل نوعية
جديدة، مؤكدين أن استخدام الطاقة الشمسية أمر جيد جدًا وسيحقق زيادة معدل الدخل للدولة
بالإضافة إلى أنها طاقة نظيفة صديقة للبيئة، مطالبين بسرعة تنفيذها وعمل مزرعة مخصصة
وشبكات توزيع هذه الطاقة الجديدة على أعمدة الإنارة وإعلانات الطرق.
مزرعة للطاقة الشمسية
قال الدكتور وائل النحاس،
الخبير الاقتصادي، إن فكرة موافقة مجلس الوزراء على إنشاء جهاز قومي لتنظيم إعلانات
الطرق والاعتماد على الطاقة الشمسية بها وكذلك أعمدة الإنارة بالشوارع جيدة جدًا، مشيرًا
إلى أن الأزمة تكمن في ارتفاع الخلية اللازمة للطاقة الشمسية لإنارة الإعلانات والأعمدة
أيضًا، ولكن يمكن تجنب هذه الأزمة من خلال عمل مزرعة طاقة شمسية، ولكن عمل خلية لكل
صندوق لإنارة الطرق سيكلف الدولة كثيرًا.
وأضاف النحاس، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن إعلانات الطرق تتواجد داخل العاصمة مما يعد نسب التلوث
والغبار الموجودة اليوم ستكون أحد أسباب تعطيل خلية الطاقة الشمسية المستخدمة في تشغيل
إعلانات الطرق وإنارة الأعمدة، لافتًا إلى أنها تحتاج إلى صيانة وتنظيف بصفة مستمرة،
لأنه إذا لم يتم متابعتها وتنظيفها باستمرار لن تعمل في النهار أو الليل، مما سيتطلب
من الحكومة تكلفة كبيرة جدًا لتغطية هذا الأمر وتوفيره لتفعيل استخدام الطاقة الشمسية
في هذا الصدد.
وأوضح، أنه هناك فائض في
إنتاج الطاقة في الوقت الحالي من الطاقة الكهربائية وتوفرها بأسعار مناسبة، عكس استحداث
الطاقة الشمسية التي ستحتاج إلى أموال وعمالة وأدوات لازمة لتوفيرها مما يتطلب تمويل
كبير لدعم هذا المشروع، مضيفًا أن الطاقة الشمسية يمكن تطبيقه في المدن الجديدة والمنتجعات
والفنادق والقرى وغيرها التي لن تشكل عبء إضافي أو أزمة قد تعيق تنفيذه كما هو يحدث
في إعلانات الطرق، كما أنه يجب أن يكون هناك شبكة توزيع كهرباء للطاقة الشمسية وتغذية
أعمدة الإنارة بها.
الضوابط والمعايير اللازمة
بينما قال الدكتور مجدي
عبد الفتاح، الخبير الاقتصادي، إن استخدام الطاقة الشمسية في إعلانات الطرق وأعمدة
الإنارة بالشوارع سيوفر كثيرًا للدولة، حيث أن هذه الطاقة ترتبط بالبيئة ومعدات الدخل
أيضًا، لافتًا إلى أن الطاقة الشمسية طاقة نظيفة غير مضرة أبدًا، ومعدلات الدخل التي
تنتج عن استخدام الكهرباء تنخفض أكثر من استخدام الطاقة الشمسية، سواء من حيث العمال
أو الأزمات التي قد تنتج من استخدام الكهرباء مثل الحرائق وغيرها، مما سيتم الاستغناء
عن هذه الكوارث باستخدام الطاقة الشمسية.
وتابع عبد الفتاح، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أنه خلال الفترة الأخيرة قد شهدنا سقوط بعض الإعلانات
على الطرقات بعد وقوع حادث ما مما تتسبب في كوارث مختلفة منها مصرع بعض المواطنين نتيجة
السقوط، مضيفًا أن استخدام الطاقة الشمسية سيقلل من هذا الأمر، فضلًا عن أهمية تنظيم
الإعلان في ظل وجود قانون لهذا الأمر والمجالس المحلية لكل محافظة إلا أنه غير مُفعل،
حيث قد تتم الإعلانات بشكل عشوائي، متسائلًا عن شكلها ومعايير اختيارها والمتفق عليها،
حيث قد تتواجد إعلانات على أسطح المنازل والتي يكون حجمها ضخم وكبير لا يتناسب مع حجم
المنزل وغيرها من المخالفات.
وأشار إلى أن موافقة مجلس
الوزراء على عمل مجلس قومي لتنظيم إعلانات الطرق سيساهم في وضع معايير وضوابط خاصة
للإعلانات، مؤكدًا أنه على مستوى الدخل فإنه هناك نوعين من الإعلانات، فهناك شركات
معلنة يتم توثيقها وتحصل على أماكن محددة لوضع إعلاناتها بها ولكن لم يتم الاتفاق معها
على حجم الإعلان وشكله ومدة الزمنية وكيفية تركيبه وغيرها من التفاصيل الهامة، وبالتالي
يُضيع على الدولة معدلات دخل مرتفعة خاصة بتلك الإعلانات، ولذا فإن وضع مدة زمنية للإعلان
ثم دفع مبلغ لتجديده مرة أخرى، فضلًا عن أن استخدام الطاقة البديلة سيكون أمر جيد للتخفيف
من حجم استهلاك المصريين للكهرباء، متوقعًا أن المجلس القومي لتنظيم الإعلانات إذا
وضع المعايير والضوابط اللازمة وتفعيل استخدام الطاقة الشمسية سيكون هناك خدمات بيئية
ومالية وزيادة معدل الدخل بشكل كبير، وأن تعمل هذه الأجهزة وسط منظومة حقيقية.
نظافة البيئة والتوفير
أهم مميزات الطاقة الشمسية
وعلى الجانب الآخر، قال
النائب فايز أبو خضرة، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن موافقة مجلس الوزراء
على إنشاء مجلس قومي لتنظيم إعلانات الطرق واستخدام الطاقة الشمسية في هذا الصدد، فضلًا
عن استخدامها في إنارة أعمدة الشوارع يعد خطوة متأخرة إلى حد ما، موضحًا أن مختلف دول
العالم تعتمد على الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع والإعلانات الموجودة في كافة الطرق.
ولفت أبو خضرة، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن استخدام الطاقة الشمسية في الطرق والشوارع يعد أمر
يساهم في توفير المعدات والأجهزة والأسلاك اللازمة لتوصيل الكهرباء لأعمدة الإنارة
وإعلانات الطرق بالشوارع، مؤكدًا أنه من الممكن أن تستخدم الطاقة الكهربائية والاستفادة
منها في أغراض أخرى أهم، مما يعد قرار مجلس الوزراء خطوة جيدة جدًا وإن كانت متأخرة
قليلًا، ولكنها في النهاية سيتم تطبيقها والاستفادة من الطاقة الشمسية المهدرة في مصر،
وسيكون استخدامها له تأثير كبير على البيئة ونظفتها والحفاظ عليها من التلوث.
وأشار إلى أن الطاقة الشمسية
من الطاقات النظيفة الصديقة للبيئة، مطالبًا بأن يتم تنفيذ هذا المشروع في أقرب وقت
ممكن للاستفادة منه في تقليل تلوث البيئة، فضلًا عن إمكانية الاستفادة من الطاقة الكهربائية
الموجودة حاليًا بفائض كبير في تصديرها للخارج مما ستحقق عائد ودخل سنوي كبير للبلاد
مما سيساهم في دعم المشروعات التنموية وخطة التنمية التي تتبعها الدولة الآن، حيث أن
أعمدة الإنارة سيتم تشغيلها بتنشيط الخلية الموجودة بها عقب تعرضها لأشعة الشمس وستكون
لها مزايا كثيرة منها التوفير ونظافة البيئة وغيرها من الأمور، متمنيًا أن يأخذ هذا
المشروع طابع الاستمرارية وتنفيذه سريعًا.