الأربعاء 5 يونيو 2024

«أوتار اليد والقدم».. عندما تعزف لحن الألم

9-3-2017 | 10:49

بقلم – سهام الإمام الشافعى

الجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة، والاستخدام الخاطيء والمتكرر  لليدين يؤثر على أعصاب اليدين ويجعلهما أكثر تعرضاً للالتهابات والتمزقات، وما يصاحب ذلك من آلام شديدة، وكذلك أوتار القدم قد تتعرض لبعض المشكلات التي  تعوق الفرد عن ممارسة حياته  اليومية.. فما أسباب هذه الالتهابات؟ وكيف نتجنب حدوثها؟
يقول الدكتور علاء الدين الزهيرى أستاذ جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقرى بطب قناة السويس: زادت مؤخراً الشكوى، وخصوصاً السيدات من الشعور بألم شديد بالرسغ والأصابع مصحوبا بتنميل يزداد أثناء فترة النوم مما يؤدى إلى حدوث حالة من القلق والتوتر
وأضاف: الأبحاث العلمية كشفت أن معظم هذه الأعراض تحدث نتيجة انضغاط العصب الأوسط للرسغ من ناحية الأمام، وأهم أسبابه بنسبة 80% يرجع إلى عوامل فسيولوجية “طبيعية” مثل زيادة الأملاح والماء فى الأنسجة مما يسبب تورمها، وبالتالى حدوث هذا الانضغاط كما في حالات الحمل والرضاعة وتناول أقراص منع الحمل لمدة طويلة.
أيضاً من الأسباب الأخرى المؤدية للضغط على هذا العصب الإصابة بتمزق أو كسر حول مفصل الرسغ، حيث يحدث تجمع دموى، كذلك المعاناة من الأمراض الروماتيزمية،وخصوصاً الروماتويد الذى يؤدى إلى تورم والتهاب الأغشية المبطنة للعضلات والأوتار مع وجود كيس زلالى، أيضاً الأورام الحميدة تساهم فى الضغط على هذا العصب.
وتابع: بالإضافة إلى كل هذه العوامل يؤدى الإكثار من تناول الأملاح والتوابل والمخللات في الطعام إلى حدوث التهاب موضعى وتجمع مائى يتسبب فى الضغط على هذا العصب.
ويستطرد الدكتور علاء: علاج مثل هذه الحالات هو الإقلال من الأملاح والتوابل والمخللات وشرب الكثير من الماء إلى جانب بعض الأدوية المدرة للبول وعلاج مناسب للالتهاب.
وأشار إلي أن معظم الحالات يتم شفاؤها بالمواظبة على تناول العلاج.
ويضيف: فى حالة استمرار الألم، يتم عمل اختبار توصيل كهربى للعصب الأوسط الذى قد يحتاج  إلى إجراء عملية «تسليك» بسيطة لإزالة أسباب الضغط عليه، وهى  من عمليات جراحة اليوم الواحد.
أما عن آلام أصبع الإبهام مع الرسغ  فيقول الدكتور علاء: يشعر المريض فى هذه الحالة بتورم الإصبع عند القاعدة ممتداً إلى أعلى الرسغ، ويسمى  مرض “دى كرفان” الذى يسبب تليفاً والتهاباً حول أوتار الرسغ والإبهام مما يؤدى إلى الشعور بالألم والإعاقة عند تحريك الإصبع.
 ويتابع: تنتشر هذه الحالة أثناء فترة الحمل وبعد الولادة، وخصوصاً الأولى، كذلك عند تناول أقراص منع الحمل لفترة زمنية طويلة، وأسبابها مثل أسباب حالات الضغط على العصب الأوسط وعلاج هذه الحالات يكون بالأدوية مع الحقن الموضعى بعيداً عن الكورتيزون بالإضافة إلى استخدام الكمادات الدافئة، وفي حالة الاستجابة يتم عمل تسليك للأوتار، ولا يستغرق ذلك إلا دقائق معدودة تزول بعدها الآلام نهائياً.
“التهاب أوتار القدم” عبارة  عن التهاب فى الغشاء المبطن لأى وتر فى القدم  مما يؤدى إلى عدم تحريكه بسهولة، وقد يتسبب هذا الالتهاب فى الشعور بألم متواصل أو عند الحركة مع قصور فى حركة القدم أو الكاحل مصحوباً بصوت خشونة عند تحريك الوتر أو الضغط عليه مع وجود إحمرار..
هكذا بدأ الدكتور خاطر محمد جاد استشارى العلاج الطبيعى  حديثه عن التهاب أوتار القدم مشيراً إلى أن الإجهاد نتيجة الاستخدام غير العادى أو الزائد للعضلات أو الأوتار الموجودة بالقدم أو حدوث صدمة مباشرة للقدم من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالتهاب أوتار القدم، كذلك الإصابة بالكسور أو حدوث تلوث في الجلد أو من خلال القطع الجراحى بعد الإصابة.
أما عن تشخيص هذا الالتهاب فيقول:  يتم عن طريق ملاحظة الأعراض ومعرفة تاريخ الإصابة ثم الكشف الطبى بواسطة الطبيب المختص مع عمل صور أشعة لمنطقة الإصابة لمعرفة وجود أية إصابات أخرى من عدمه مع ضرورة إجراء اختبارات معملية كتحليل الدم والبول.
و ينوه الدكتور خاطر إلى أنواع التهاب أوتار القدم.. مثل التهاب وتر “اكيليس” حيث يلتهب الوتر الذى يربط عضلات الساق بالعظمة الواقعة فى آخر العقب، فيشعر المريض بألم خصوصاً عند الركض أو القفز وقد يكون الوتر متورماً قليلاً.
هناك أيضاً “الوكعة” والتى تكون ناجمة فى أغلب الأحيان عن ارتداء حذاء غير ملائم حيث يميل الإصبع الكبير باتجاه الإصبع المجاور له أو يغطيه فتتمدد قاعدته مشوهة الشكل الجانبى للقدم مكونة انتفاخاً يدعى الوكعة مما ينتج عنه مسامير وجلد ميت وألم بالمفصل.
ويتم علاج التهاب أوتار القدم كما يقول الدكتور خاطر بواسطة ربط القدم بالكاحل برباط ضاغط مع استخدام مراهم مسكنة ضد الالتهاب بدون الإفراط فى التدليك وكمادات ساخنة إلى جانب العلاج الحرارى مثل الأشعة تحت الحمراء وضرورة العناية الذاتية، والتى تتمثل فى حماية المنطقة المصابة بواسطة استخدام جبيرة أو عصا أو عكازات مع الاهتمام بالراحة لأنها تساعد على تماثل الأنسجة للشفاء مع تجنب الأعمال التى قد تسبب ألماً أو تورماً.
ومن الأمور المهمة أيضاً استعمال أكياس البلح لمدة خمس عشرة دقيقة مع تكرار هذه العملية كل ساعتين أو ثلاث لمدة يومين أو ثلاثة بعد الإصابة، حيث يساعد التبريد على تخفيف الألم أو إزالة التورم والالتهاب الموجود بالعضلات والمفاصل والأنسجة الرابطة، كما أنه يبطىء من عملية الارتشاح فى حالة وجود تمزق فى العضل، أيضاً يجب تضميد الإصابة برباط مطاطى حتى يزول الورم مع مراعاة عدم شده كثيراً حتى لا يتسبب فى إعاقة الدورة الدموية مع ضرورة إرخاء الرباط إذا ازداد الألم أو شعر المريض بخدر تحته.
من الضرورى أيضاً رفع مكان الإصابة أعلى من مستوى القلب، خصوصا أثناء الليل، إذ تعمل الجاذبية على تخفيف الورم غير تصريف فائض السائل.
فإذا بدأ الورم يقل بعد مرور 48 ساعة ويستحسن عمل كمادات ساخنة لأنها تحسن من جريان الدم وتساعد على الشفاء مع تجنب أنواع النشاطات القاسية لمدة من ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا كانت الإصابة بالتهاب وتر اكيليس، وارتداء أحذية الركض اللينة وعدم صعود أو هبوط المرتفعات وعدم الضغط على الكاحل مع ممارسة تمارين شد بطن الساق الخفيفة يومياً، أما عند الإصابة بالوكعة يجب ارتداء أحذية عريضة المقدمة لأنها تساعد على إزالة الضغط عن الأصابع مع تجنب أيضاً الأحذية الضيقة أو رقيقة النعل أو عالية الكعب، أما التشوهات الأكبر فتتطلب أحذية خاصة.
ثم يأتى دور العلاج الدوائى والذى يتمثل فى تناول مسكنات للألم من 4 - 7 أيام، وتستخدم عند الضرورة مع إعطاء حقن لغشاء الوتر بخليط من مسكن موضعى طويل المفعول وكورتيزون لإزالة الألم والالتهاب، كما يجب على المصاب تناول غذاء يحتوى على كميات من البروتينات مع زيادة السوائل والألياف لمنع حدوث إمساك نتيجة لقلة الحركة، كما ينصح أيضاً بتناول الفيتامينات والأملاح المعدنية دوائياً لتساعد على سرعة الالتئام وبداية النشاط بالتدريج، وعادة يتم الشفاء خلال ستة أسابيع.
أما عن المضاعفات الناتجة عن التهاب الأوتار فتكون عبارة عن طول مدة الاستشفاء عند معاودة النشاط سريعاً، أيضاً احتمال تكرار إصابة أوتار القدم مع حدوث التهاب التصاقى بين الوتر وغشائه مما يؤدى إلى قصور كامل أو جزئى فى الحركة و يستدعى إجراء جراحة لإزالة الغشاء أو نقل الوتر إلى منطقة أخرى أقل إعاقة.