الجمعة 7 يونيو 2024

بعد لقاء السيسي ورئيس «جايكا».. خبراء: التجربة اليابانية في التعليم رائدة والتعميم والقضاء على الروتين شروط نجاحها في مصر.. وتدريب المعلمين خطوة هامة

تحقيقات22-2-2018 | 14:32

خبيرة تربوية: يجب دراسة كيف تغلبت اليابان على المعوقات المشابهة بمصر

مسئول سابق: الرئيس أخذ على عاتقه تطوير التعليم المصري

خبير تربوي: التعميم والقضاء على الروتين شروط نجاح التجربة

 

أكد خبراء تربويون أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أخذ على عاتقه الاهتمام بتطوير التعليم المصري وأنه منذ زيارته إلى اليابان في 2016 يسعى لاستفادة من الخبرة اليابانية وإنشاء مدارس مصرية تعمل بالنظام الياباني في مصر، موضحين أن تدريب المعلمين وتعميم التجربة في كل أنحاء الجمهورية وكذلك القضاء على الروتين شروط نجاح هذ التوجه.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد التقى أمس، الأربعاء، رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "الجايكا" بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والسفير الياباني بالقاهرة، مؤكدا حرصه على تطوير منظومة التعليم في مصر بشكل شامل بالاستعانة بالخبرة اليابانية، من خلال مشروع الـ 200 مدرسة يابانية المزمع إنشاؤها في مصر، وذلك بالإدارة اليابانية الفعلية لتلك المدارس، وليس بالإشراف فقط.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي وجه وزير التربية والتعليم بزيارة اليابان الأسبوع المقبل على رأس وفد مصري من خبراء التعليم، وذلك للاطلاع على أرض الواقع على جميع الاحتياجات والمتطلبات اللازمة لنجاح تجربة إنشاء المدارس اليابانية في مصر، كما أنه من المقرر إيفاد 600 مدرس مصري إلى اليابان لتأهيلهم وتدريبهم على نظام التعليم الياباني.

 

شروط نجاح التجربة

الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادي، قال إن التعاون مع دول الشرق وخاصة اليابان وسنغافورة والصين في مجالات التعليم هو أمر في صالح الدولة المصرية، مضيفا أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي يخدم هذا التوجه لتعزيز التعاون والتدريب والاستفادة من الخبرة اليابانية.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن تدريب المعلمين المصريين في اليابان خطوة جيدة للاستفادة من التجربة اليابانية وتطبيقها في مصر، مضيفا أن نظام طوكيو لا يعرف البيروقراطية في القرارات والتعليم هناك له قواعد عامة يلتزم بها الجميع مع حرية في الممارسة على عكس النظام المصري الذي يعاني من عوائق إدارية تؤثر على سير العملية التعليمية.

وأوضح أن نجاح التجربة اليابانية في النهوض بالتعليم المصري يحتاج إلى عدة شروط أولها التعميم في كل أنحاء مصر وعدم الاقتصار على بعض المناطق وكذلك القضاء على الروتين الذي يعيق الإبداع مع وضع ضوابط للأمر بما يوافق مع المجتمع المصري، مضيفا أن الشرط الثالث للنجاح هو وضع خطة علمية معتمدة لتشجيع البحث العلمي والابتكار وتشجيع المخترعين من الخريجين لتطبيق أفكارهم سواء من الشركات الحكومية أو القطاع الخاص.

 

تطوير التعليم المصري

وقال الدكتور طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أخذ على عاتقه ملف تطوير التعليم المصري، مضيفا أن لقاءه برئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "الجايكا" أمس ليس الأول إنما بدأ منذ عام 2016 أثناء زيارته إلى اليابان حيث وقع على عدد من بروتوكولات التعاون حينها لإنشاء مدارس مصرية بالنظام الياباني.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أنه تم الاتفاق على قرض بقيمة 175 مليون دولار ومنحة بقيمة 8 مليون دولار في إطار الشراكة المصرية اليابانية لتطبيق التجربة في 200 مدرسة مصرية، مضيفا أنه وفقا لهذا المخطط سيتم تطبيق النظام الياباني ببناء 100 مدرسة جديدة وكذلك 100 مدرسة قائمة بالفعل فضلا عن تدريب المعلمين المصريين على أحدث نظم التعليم اليابانية.

وأضاف نور الدين أن مدة المرحلة الأولى حتى 2021 وهو ما يوجب استغلال هذه الفترة الزمنية لتطبيق النظام بعد أن تأجلت العام الماضي بقرار رئاسي لعمل قواعد جديدة لاختيار تلاميذ تلك المدارس والمعلمين، موضحا أن لقاءات الرئيس مع رئيس "جايكا" وزيارة وزير التعليم المرتقبة لطوكيو السبت المقبل خطوة لتحقيق إنجاز في هذا الملف وتحقيق تطلعات السيسي بشأن التعليم.

وأشار إلى أن النظام الياباني في التعليم يهتم ببناء شخصية الطالب والاعتماد على نفسه وتشجيعه على الابتكار، مضيفا أن البروتوكولات الموقعة مع اليابان تحتاج للتفعيل على أرض الواقع وبناء المدارس في الفترة المقبلة.

 

المعوقات المشابهة بمصر

فيما قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، إن اليابان دولة رائدة في مجالات التعليم والإدارة والتعاون معها في هذا المجال خطوة هامة، مضيفا أنه يجب على القائمين على هذا الشأن دراسة التجربة اليابانية في النهوض بالتعليم وكيف تغلبت على المعوقات التي تواجهها المشابهة بمصر مثل تزايد الأعداد للطلاب وكذلك الوصول إلى القرى والنجوع.

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الاختلاف بين طبيعة المجتمع المصري والياباني تجعل بعض الأساليب غير صالحة للتطبيق في مصر وخاصة استخدام تكنولوجيا المعلومات لأن مصر لا تمتلك هذه القدرة واستخدامها في كل مدارس الجمهورية في الوقت الحالي، مضيفة أنه يجب دراسة كيف نجحت كدولة في غرس القيم الإنسانية في شخصيات الطلاب.