أكد رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة، أن الأردن لا يستجدي المساعدات الدولية التي هي واجب أخلاقي يمس أدبيات والتزامات المنظمات والهيئات الدولية.
وقال الطراونة -في كلمته بافتتاح أعمال اجتماع لجنة الهجرة واللاجئين والأشخاص النازحين المنبثقة عن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بالعاصمة الأردنية عمان اليوم الأربعاء- إن الأردن استقبل على مدى سنوات طويلة موجات لجوء عديدة، ربما لا تستطيع بلدان تُعد في مصاف الدول الكبرى تحملها أو التأقلم معها، لافتا إلى أن تلك الموجات ألقت بتبعات أمنية واقتصادية واجتماعية، بات الأردن يشعر معها بنوع من التخاذل الدولي وإدارة الظهر وتركه وحيدا، وهو الذي يعاني بالأصل من قلة الموارد وأوضاع اقتصادية صعبة.
وأضاف رئيس مجلس النواب الأردني أنه في الوقت الذي نؤكد فيه لكل الأشقاء الذين لجؤوا للأردن، أننا نتقاسم معهم لقمة العيش، ونشعر بمعاناتهم وآلامهم وعهدنا بهم أننا سنبقى الملاذ الآمن لكل من استغاث ببلدنا، نؤكد أيضاً لكل القوى ذات التأثير الدولي ولكل المؤسسات الدولية الإغاثية والإنسانية أن الأردن لا يستجدي المساعدات، فهي ليست مِنة أو فضلا، وإنما واجب أخلاقي يمس أدبيات والتزامات تلك المنظمات، ما يعني اليوم أنها مطالبة بتقديم المزيد من الدعم للدول المستضيفة للاجئين.
ونوه الطراونة إلى أن أزمة اللجوء السوري تعد واحدة من أكبر موجات اللجوء التي أثرت على الأردن، عقب موجات لجوء متتابعة من العراق واليمن، حيث لجأ إلى المملكة نحو مليون و300 ألف سوري، يشكلون نحو خُمس سكان المملكة، ويعيش منهم في المدن والمحافظات الأردنية قرابة 90%، والبقية فقط في مخيمات اللاجئين.
ولفت رئيس مجلس النواب الأردني إلى أنه وفي هذه الأرقام والنسب دلالة واضحة أن الأردنيين شعب مضياف لم يستغلوا ضعف أشقائهم إنما تشاركوا معهم الهم، مثلما أن لذلك دلالة على حجم التأثير الكبير لجهة الأعباء على قطاعات حيوية من مثل المياه والخدمات البلدية والصحة والتعليم.
وأشار الطراونة إلى أن وضع خطة أردنية مستدامة وفعالة لمجابهة أزمة اللاجئين، بتوجيهات الملك عبد الله الثاني، كان لها دور فاعل في تحديد أولويات الدعم اعتماداً على تحقيق أهداف تنموية تسعف المجتمعات المحلية المتضررة، معربا عن تطلعه إلى مزيد من الحلول والبرامج التي تُمكن في النهاية من الوصول إلى حلول مستدامة ترعى النازحين في بلدهم قبل أن يصبحوا لاجئين، وتمكن اللاجئين من العودة لبلدهم.