يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا للمجلس في دورة غير عادية برئاسة السعودية، وذلك بناء على طلب من فلسطين وتأييد من الكويت ومصر والأردن، لبحث جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
يأتي الاجتماع بعد أن أجمعت ردود الأفعال العربية والدولية على إدانة وشجب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة والخطيرة ضد الشعب الفلسطيني خاصة وأن "مسيرات العودة" التي نظمها الفلسطينيون بمناسبة يوم الأرض خلال الأسبوع الماضي على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 لم تتجاوز المنطقة المحددة لهم سلفا.
فمن جانبه، قال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة السفير سعيد أبوعلي، في تصريح له، إن الاجتماع سيبحث جرائم إسرائيل ضد المتظاهرين السلميين، الذين خرجوا في مسيرة بمناسبة الذكرى 42 ليوم الأرض للشعب الفلسطيني، للمطالبة بحق العودة، بالإضافة إلى الأحداث المستمرة والخطيرة التي تنتهجها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
وأدانت ماليزيا العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين خلال مشاركتهم في "مسيرات العودة" على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، الجمعة الماضية.. وقالت وزارة الخارجية الماليزية - في بيان لها - "إن الاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل هو أمر لا مبرر له وغير مقبول على الإطلاق"، مطالبة في الوقت ذاته، المجتمع الدولي بتحرك سريع لتجنب المزيد من الخسائر في أرواح الفلسطينيين.
ودعا الاتحاد الأوروبي - في بيان صدر عن المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، فيديريكا موغيريني، في وقت سابق، - إلى تحقيق مستقل في حالات استخدام السلاح من جانب الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وكذلك تجنب تفاقم العنف في منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، بعد سقوط قتلى بين المتظاهرين الفلسطينيين على يد الجنود الإسرائيليين.
وبدورها، أدانت الخارجية الروسية استخدام القوة العشوائي ضد المدنيين في غزة، وحثت الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على الامتناع عن خطوات يمكن أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع في القطاع، كما عبرت الخارجية - في بيان لها - عن تعازيها الخالصة لذوي القتلى الفلسطينيين وتمنيات الشفاء العاجل للمصابين خلال المواجهات على الحدود بين غزة وإسرائيل.
وعلى الصعيد الأممي، قال نائب مندوب فرنسا بمجلس الأمن، خلال جلسة مجلس الأمن العاجلة والتي عقدت يوم الجمعة الماضي، "إن ما جرى في غزة سيؤدى إلى تفاقم الوضع ويجب احترام الحق الفلسطيني في التظاهر السلمي، فيما طالب مندوب بوليفيا بمجلس الأمن الحكومة الإسرائيلية بوقف العنف واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، كما طالب بضرورة وقف مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات الإسرائيلية.
وشدد مندوب السويد بمجلس الأمن على حتمية تحمل إسرائيل مسئولياتها تجاه ما جرى في غزة.. لافتا إلى أن الوضع مأساوي بالقطاع، وطالب في الوقت ذاته، القوات الإسرائيلية بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، موضحا أن غزة على حافة الانهيار ولا يمكن فصلها عن باقي الأراضي الفلسطينية.
وقال مندوب الكويت بمجلس الأمن إن الشعب الفلسطيني خرج في مظاهرة سلمية كالعادة، تعبيرا عن تمسكه بهويته وحقوقه، إلا أن إسرائيل قابلت التظاهرة السلمية بارتكاب جريمة ضد الشعب الفلسطيني، مضيفا "نؤيد بشدة المطالبة بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني، ونطالب إسرائيل بالالتزام بقرارات مجلس الأمن وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه وإقامة دولته".
وفي هذا السياق، فشل مجلس الأمن بعد اعتراضات أمريكية، في التوافق على إصدار بيان بشأن الممارسات الإسرائيلية خلال جلسة مشاورات مغلقة وطارئة عقدت قبل الجلسة العلنية، بطلب من الكويت باعتبارها ممثلة المجموعة العربية في المجلس.
وانتقدت الرئاسة الفلسطينية السبت الماضي، تعطيل الولايات المتحدة الأمريكية إصدار مجلس الأمن الدولي بيانا بشأن أحداث قطاع غزة .. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، في بيان، إن الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال.
وأوضح أبوردينة أن استمرار الإدارة الأمريكية بنهجها الحالي المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة إسرائيل لوقف عدوانها وبطشها، لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صمودا وثباتا على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه، وقد ثبت أن قضية فلسطين حية لا تموت ولا يمكن تجاوزها وتصفيتها.
وفي المقابل، رفضت إسرائيل أول من أمس، النداءات الدولية لإجراء تحقيق مستقل بعد مقتل 16 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة نظمت على طول السياج الحدودي بين غزة والاحتلال الإسرائيلي.. وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان المتظاهرين الفلسطينيين بتصعيد حدة قمع مسيراتهم الحدودية في قطاع غزة، مؤكدا رفضه التحقيق في حوادث قتل وإصابة الفلسطينيين الجمعة الماضي.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتدى يوم الجمعة الماضي، على فعاليات فلسطينية سلمية قرب الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948، إحياء للذكرى السنوية الـ 42 لـ "يوم الأرض"، ما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة 1416 شخصا، في حينه (أول أيام المسيرة)، قبل أن يرتفع العدد الإجمالي إلى 18 شهيدا و1479 جريحا، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية.
وتعود أحداث "يوم الأرض" إلى تاريخ 30 مارس 1976، والتي استشهد فيها 6 فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال لمساحات واسعة من أراضيهم.