الأحد 2 يونيو 2024

في ذكرى رحيله.. بالصور النادرة.. سر حب صلاح جاهين للزعيم عبد الناصر

21-4-2018 | 20:21

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان صلاح جاهين، متعدد المواهب، فقد أجاد الشعر والتمثيل والرسم وكتب السيناريو والحوار العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وفي ذكرى رحيله نلقي الضوء على بعض أعماله من الأشعار الوطنية التي أرخت لأحداث جسام، وظهر فيها حبه الشديد للوطن وللزعيم جمال عبد الناصر.

ولد صلاح جاهين في 25 ديسمبر 1930 في شارع جميل باشا بحي شبرا، لوالد يعمل بالسلك القضائي، وعرف عنه الهدوء في طفولته، وكانت الأمثال الشعبية والحكايات التي ترويها له والدته بمثابة النواة الأولى لنشأته الثقافية ولمخزونه الفني، لذا بدأ صلاح منذ صغره في قراءة كل ما تقع عليه عيناه من كتب للأطفال حتى كتب أول قصيدة له وهو في سن السادسة عشرة يرثي فيها شهداء الطلبة الذين سقطوا في مظاهرات المنصورة عام 1946، وكان قد أجاد الرسم قبل هذا التاريخ بعامين.

التحق صلاح جاهين بكلية الحقوق تحت ضغط والديه ليكمل مسيرة والده القضائية، لكن لم يكن راضيا عن التعليم بالأسلوب التقليدي، ما دعاه أن يظل بالسنة الأولى بكلية الحقوق ثلاث سنوات حتى لحقت به أخته ونجحا معاً في السنة الثانية وبعدها تعثر بسبب ميوله الفنية، فهجر بيته بعد مشادة مع والده واتجه إلى بيت الغوري ثم سافر إلى عمه في غزة وبعدها اتجه إلى السعودية ليعمل مخرجا فنياً للمجلات، وناشده والده العودة إلى مصر، وبالفعل عاد والتحق بكلية الفنون الجميلة ولم يكمل بها الدراسة أيضاً.

بدأ حياته العملية في مصر عام 1955 في جريدة "بنت النيل" ثم جريدة "التحرير"، وصدر له أول ديوان في تلك الفترة بعنوان "كلمة سلام"، ثم بدأت شهرته رساما في روز اليوسف وشارك في تأسيس مجلة "صباح الخير" عام 1957 وتسببت رسوماته في وضعه على قائمة المعتقلين أكثر من مرة لولا، تدخل الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً لحذف اسمه خمس مرات من القائمة.

لقب صلاح جاهين بشاعر الثورة، وربما يعود اجتهاده شعرياً في تلك المرحلة لإيمانه الشديد بثورة يوليو وحبه للزعيم عبد الناصر الذي أبعده عن الاعتقال عدة مرات، فبدأ يشيد بأشعاره في إنجازات الزعيم عبد الناصر الصناعية والزراعية ومنها أغنية "يا جمال يا حبيب الملايين" التي لحنها كمال الطويل وغناها عبد الحليم حافظ، وكتب أيضاً أغنية "صورة" و" وبالأحضان " لعبد الحليم، وعند العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كتب جاهين أغنية و"الله زمان يا سلاحي" لأم كلثوم، وفي الذكرى الأولى لعودة المرشدين المصريين للملاحة في القنال كتب "محلاك يا مصري وانت ع الدفة" وغنتها أم كلثوم في 14 سبتمبر 1957 وبعد رد عبد الناصر القوي في الأول من مايو 1967 على ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل بأنه إذا كررت إسرائيل عملية طبرية فإن المواثيق الدولية ستكون قصاصات ورق لاغية، سارع جاهين بتأليف أغنية "راجعين بقوة السلاح وقد غنتها أم كلثوم في أول يونيه 1967 .

كرم الرئيس جمال عبد الناصر صلاح جاهين ومنحه وسام الجمهورية في عيد العلم، وبعد نكبة 1967 أصيب جاهين باكتئاب لازمه حتى رحيله، فلم يكن فقط مبهوراً بالزعيم جمال عبد الناصر، بل رأى فيه محقق آمال الأمة العربية، وقد امتنع جاهين عن كتابة الأغاني الوطنية لفترة، لكن روحه النضالية ظهرت في قصيدة أعادته لكتابة الأغاني الوطنية وهي "عمال أبو زعبل" عندما قصفت إسرائيل مصنع أبو زعبل للكيماويات في 12 فبراير 1970 وقتل على أثر القصف 70 عاملاً وأصيب 68 آخرون عند خروجهم من المصنع، وبعد فترة قصيرة قصف العد الصهيوني مدرسة بحر البقر بطائرات الفانتوم فاستشهد 30 تلميذاً، فانهمرت دموع صلاح جاهين وتصور أشلاء الأطفال وجلس في مكتبه ليسطر للعالم بكلماته تلك المجزرة في أغنية "انتهى الدرس لموا الكراريس" التي أسرع في تلحينها سيد مكاوي لتنقلها شادية بصوتها إلى ضمير العالم وتفضح بها جرائم الصهيونية.

وعندما رحيل الرئيس جمال عبد الناصر لم يحتمل قلبه فيض الأحزان، فكتب في رثاء حبيبه عبد الناصر رباعيات يقول فيها: حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون .. بس الفراق صعب واحنا شعب قلبه حنون .. وحشتنا نظرة عيونك للبلد يا جمال .. والحزم والعزم فيها وحبنا المكنون.