الخميس 27 يونيو 2024

برلين تهدد بمنع المسئولين الأتراك من زيارة ألمانيا

15-3-2017 | 13:20

 في تصعيد جديد هددت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء رسميا بمنع كبار المسئولين الأتراك من زيارة ألمانيا معتبرة انه "آخر وسيلة" يمكن اللجوء إليها إذا اقتضى الأمر.

وقال مدير المستشارية الألمانية بيتر التماير لمجموعة "فونكه" الإعلامية ان عدم استنفاد الحكومة الألمانية لجميع القوانين الدولية بشأن حظر زيارة مسئولين أجانب لألمانيا "لا يعني ان أبوابنا مفتوحة في المستقبل" مبينا ان منع المسئولين الأتراك من زيارة الأراضي الألمانية "آخر وسيلة نحتفظ بها لأنفسنا".

ووجه انتقادات "شديدة اللهجة" لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأخيرة التي هاجم من خلالها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل شخصيا بالقول ان الحكومة الألمانية "تدحض بقوة" تصريحات الرئيس التركي التي نعت من خلالها الحكومة الألمانية بـ"النازية".

وأضاف ان "تركيا تولي دائما اهتماما كبيرا لكرامة وسيادة الدول وألمانيا لديها أيضا كرامة معترف بها على الصعيد الدولي ومنذ تأسيسها كدولة قانون".

وكان اردوغان قد واصل في وقت سابق تصريحاته ضد ألمانيا متهما ميركل شخصيا بـ"دعم الإرهاب" في إشارة منه إلى حزب العمال الكردستاني "بي.كيه.كيه".

كما وصف الصحفي الألماني - التركي مراسل الصحيفة الألمانية اليومية "دي فيلت" دنيس يوشيل المسجون في السجون التركية بأنه "إرهابي" و"عميل" للمخابرات الألمانية.

وتأتي تصريحات المسئول الألماني اليوم في اطار الحلقة الجديدة من العلاقات الألمانية التركية المتوترة منذ صيف العام الماضي وبعد اتخاذ ولايات ألمانية قرارات فيدرالية بمنع وزراء اتراك من القاء خطابات انتخابية امام الجالية التركية في ألمانيا من اجل الترويج للإصلاحات الدستورية التي ستستفتي عليها تركيا في 16 ابريل المقبل.

وبالنسبة للتحضيرات للاستفتاء على التعديلات الدستورية قالت الحكومة الألمانية في بيان إنها أبلغت نظيرتها التركية بأنها ستفتح في الفترة بين 27 مارس الجاري و9 ابريل المقبل 13 مركزا انتخابيا للمواطنين الأتراك المقيمين على الأراضي الألمانية من أجل الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء المذكور.

وذكرت انه سيتم وضع صناديق الاقتراع في القنصليات التركية في العاصمة برلين وفي مدن شتوتجارت وفرانكفورت ودوسولدورف وكولونيا وهامبورج ووميونيخ وهانوفر وغيرها من المدن الألمانية حيث توجد بعثات قنصلية تركية.

يذكر ان أعداد المواطنين الأتراك الموجودين في ألمانيا أو الأتراك الذين يحملون الجنسية المزدوجة ويحق لهم الإدلاء بأصواتهم تقدر بـ 4ر1 مليون شخص.

وعلى صعيد تعاطي الرأي العام الألماني لأزمة العلاقات بين البلدين أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته الصحيفة الألمانية اليومية "دي فيلت" مؤخرا ان غالبية عظمى من المواطنين الألمان تؤيد سحب جنود بلادهم العاملين في قاعدة "انجرليك" التركية.

وذكرت الصحيفة ان نسبة 8ر40 في المائة من الأشخاص الذين شملهم المسح يؤيدون نقل هؤلاء الجنود إلى بلد آخر في الشرق الأوسط بينما قال نسبة 8ر39 في المائة انهم يفضلون إرجاعهم إلى ألمانيا.

وأوضحت ان نسبة 8ر14 في المائة يؤيدون بقاءهم في تركيا رغم التوتر الواضح الذي تشهده العلاقات بين تركيا وألمانيا.

يذكر ان 270 جنديا ألمانيا يعملون ضمن قوات حلف شمال الاطلسي "ناتو" في قاعدة "انجرليك" التركية وذلك في إطار عمليات الحلف لمواجهة ما يسمى تنظيم "داعش".

كما تنطلق من القاعدة التركية ست طائرات استطلاع ألمانية من طراز "تورنادو" وذلك لجمع المعلومات عن مقاتلي تنظيم "داعش".

وحول الجهود التركية الرامية إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي أشار الاستطلاع ذاته ان قرابة ثلثي الألمان يؤيدون وقف محادثات انضمام تركيا إلى المجموعة الأوروبية.

وذكرت ان نسبة 2ر62 يؤيدون وقف المباحثات فيما اعتبر 9ر11 بالمائة ذلك انه "لا يخدم العلاقات الأوروبية - التركية" في حين احتفظ 26 بالمائة من المواطنين برأيهم في الموضوع المثير للجدل.

وتشهد العلاقات التركية - الألمانية منذ صيف العام الماضي مسلسلا من التوترات كان قد بدأ باعتراف البرلمان الألماني "بوندستاغ" بأن ما حل بالأقلية الأرمينية في السلطنة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى "ابادة جماعية" وتشير التطورات الأخيرة إلى ان هذا المسلسل قابل للتصعيد.

 

    الاكثر قراءة