الجمعة 27 سبتمبر 2024

«هآرتس»: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني يزيد فرص المواجهة بين تل أبيب وطهران

9-5-2018 | 19:53

رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان ينادي بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، ستكون أمامه الآن مخاوف من الآثار التبعية للانسحاب الأمريكي من الاتفاق، متوقعة أن يترتب على ذلك حرب بين إسرائيل وإيران في سوريا.

وقالت الصحيفة –في مقال على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- "إن نتنياهو كان قلقا من مسألة السلاح النووي الإيراني وهو تهديد لن يكون له تأثير سوى في وقت ما في المستقبل، لكن ذلك يجب أن يطرح جانبا الآن، فانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق ربما يؤدي إلى تصعيد لتهديد مباشر على الأمن الإسرائيلي، وهو نشوب حرب تقليدية مع إيران في سوريا.

وأضافت "هآرتس"أن ترامب اعتمد في قراره على حث نتنياهو المستمر له على إصلاح ما يراه رئيس الوزراء الإسرائيلي خطأً أمريكيًّا كبيرًا جعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر، لكن الرئيس الأمريكي ربما يكون قد انتهى به المطاف الآن إلى خلق تهديد أمني جديد أمام إسرائيل برفعه أحد القيود المهمة المفروضة على القوات الإيرانية التقليدية، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الاتفاق الإيراني كان يركز على البرنامج النووي الإيراني بمفرده، فإنه أطلق مجموعة من الحوافز الأخرى التي تؤثر على سلوك إيران الإقليمي، حيث فتح المجال أمام النزعة الإيرانية إلى المغامرة في بعض النواحي وقيدها في نواحٍ أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو في خضم ثقته من معارضة الاتفاق النووي الإيراني ربما يكون يتجاهل جانبا مغفلا من آليات الاتفاق النووي الإيراني والطريقة التي عمل بها حتى الآن في الحيلولة دون وقوع حرب إسرائيلية إيرانية كاملة في سوريا.

ولفتت "هآرتس" إلى أن الجدل الدائر في إسرائيل حاليا بين ما إذا كان من الأفضل لأمن إسرائيل الإبقاء على سريان الاتفاق، أو أن تعيد واشنطن فرض العقوبات من جديد على إيران وتخاطر ببدء إيران برنامجها النووي من جديد، مع محاولة إجبارها على شروط أفضل يركز في مجمله على مسألة الأنشطة النووية الإيرانية، إلا أن هناك بعدا آخر لهذه الحسابات يجب أخذه في الاعتبار وهو أن التهديد الأكبر والأكثر حتمية لأمن إسرائيل في الوقت الحالي ليس السلاح النووي الإيراني بل النشاط الإيراني في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران وإسرائيل دخلتا في أعمال عدائية مباشرة للمرة الأولى في تاريخهما، بدلا مما كان يحدث في السابق عندما اقتصر رد إسرائيل على وكلاء إيران، ومن تلك الأعمال إسقاط إسرائيل طائرة إيرانية دون طيار اخترقت مجالها الجوي في فبراير الماضي، وتوجيهها ضربة على قاعدة التيفور السورية مقر مركز قيادة عمليات الطائرات الإيرانية دون طيار، وضرب القاعدة مرة أخرى مطلع أبريل، وغيرها.

وزعمت الصحيفة أن إيران لا تحتفظ بهدوئها حتى الآن لمجرد ما وصفته بالتفوق العسكري الإسرائيلي فحسب، بل أيضا لاقتراب موعد انتهاء الاتفاق الإيراني الذي دائما ما تؤكد طهران رغبتها في الإبقاء عليه، موضحة أنه ما دامت إيران باقية في الاتفاق مع باقي أطرافه ولم يظهر دليل على إخلالها بأحكامه الأساسية، فستكون الحكومة الإيرانية قادرة على الاستمرار في مساره، ولن يخل بهذا التوازن سوى شن إيران حربا على إسرائيل سواء بشكل مباشر أو عن طريق تنشيط حزب لله ومئات الآلاف من صواريخه الموجهة على أهداف إسرائيلية من لبنان وهو الأمر الذي سيثير ردا دبلوماسيا عنيفا من الولايات المتحدة ويتيح أمام القوى الأوروبية الثلاث الكبرى فرنسا وبريطانيا وألمانيا عذرا للانسحاب من الاتفاق وهو ما لا ترغب فيه إيران.

وتابعت الصحيفة بأن هناك خطورة تكمن في أنه إذا ما انهار الاتفاق النووي الإيراني بالكامل فسوف يترتب على ذلك تهديد مباشر ووشيك على إسرائيل أن تتعامل معه، إذ إن الاتفاق النووي الإيراني يبقي إيران تحت السيطرة، مانعا إيها من الرد على الضربات الإسرائيلية المتكررة على مصالحها في سوريا.