أكد الدكتور طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير أن المشروع يعد الحدث الأبرز في عالم الآثار خلال القرن الحادي والعشرين، فهو أكبر مشروع حضاري وثقافي وعالمي يتم تنفيذه في الوقت الراهن، وتم تصميمه ليكون بمثابة بوابة عبر الزمن لتتلاقى حضارة 500 عام مع الحضارة الحديثة.
وقال توفيق، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم"، إن المتحف الكبير لن يكون متحفا فقط بل سيكون مركزا رائدا للدراسات العلمية والتاريخية والأثرية على مستوى العالم، ويبلغ إجمالي مساحته نحو 491 ألف متر مربع ويغطي المبنى نحو 168 ألف متر مربع، ويضم 100 ألف قطعة أثرية يتم عرضها للعالم لأول مرة ويستوعب 15 ألف زائر يوميا".
وأضاف، إن الدولة تضع مشروع المتحف الكبير على خريطة مصر الاستثمارية باعتباره من المشروعات الكبرى التي يتم الترويج لها، إلى جانب تحويل المنطقة المحيطة به إلى منطقة جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، مشيرا إلى أنه في خطوة تحدث لأول مرة في مصر بالنسبة للمتاحف والمواقع الأثرية تم الإعلان عن إجراءات التأهيل المسبق لإدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير وذلك في مؤتمر عالمي عقد مؤخرا بحضور وزراء الاستثمار والتعاون الدولي والآثار والسياحة حيث ستكون طريقة التخصيص إيجار أو حق انتفاع.
وأكد أن السياحة فى مصر تعد واحدة من أكثر القطاعات جذبا للاستثمار لتمتعها بمختلف الأنشطة والمجالات التى تلبي احتياجات السائحين من مختلف دول العالم حيث جاء المتحف الكبير ليكون عنصرا جاذبا للسياحة وخاصة المهتمين بالآثار وبحضارة مصر القديمة، مشيرا إلى أنه تم بناء المتحف فى موقع متميز على الهضبة الصحراوية الواقعة بين الأهرامات والقاهرة الحديثة ما يتيح الفرصة لزائريه لمشاهدة أهرامات الجيزة الثلاثة من خلال الحائط الزجاجي الموجود بالمتحف.
واستعرض الفرص الاستثمارية بالمتحف حيث يوجد به 28 محلا تجاريا تتراوح المساحات ما بين 124 مترا مربعا إلى 570 مترا مربعا، ويتضمن ممرا للتسوق، وساحة للأكشاك لعرض الهدايا التذكارية والوجبات السريعة والمشروبات، وفندقا مميزا يشمل 30 غرفة ومطعما ونادي صحي ويطل على مكان مميز لضمان الراحة والرفاهية للنزلاء.
وأشار إلى أنه تم بناء مطعمين يطلان على الأهرامات ليستمتع زائرو المتحف برؤية الأهرامات وتاريخ مصر الفرعوني، الأول (مطعم الأهرامات) ويعد أكثر الوجهات تميزا بالمتحف حيث تم تصميمه بمقاييس عالمية وبمساحة إجمالية تقدر بنحو 2590 مترا مربعا ، فيما يطل الثاني مطعم (حديقة المعبد) على أفضل الوجهات الفرعونية فى المتحف ليشعر الزائر وكأنه يعيش الحياة الفرعونية بمساحة تبلغ 2300 متر مربع.
كما أشار إلى أن مركز المؤتمرات الموجود فى مواجهة سفح الأهرامات، يضم القاعة الرئيسية وتسع ألف شخص، وقاعة عرض سينمائي ثلاثي الأبعاد تسع 500 شخص، كما أن سطح المركز المكشوف مجهز بالخدمات لإقامة الحفلات والمناسبات الخاصة، موضحا أنه في الجهة المقابلة للأهرامات يوجد الممشى السياحي المزود بستة أكشاك وتبلغ مساحته نحو 169 مترا مربعا .
ونوه إلى أن هناك ساحات للطعام في إطلاله خلابة بالمتحف بمساحات متنوعة تبلغ نحو 845 مترا مربعا ومزودة بـ 31 كشكا، بالإضافة إلى 8 مطاعم موجودة في أجزاء مختلفة من المبنى تتراوح مساحتها ما بين 172 مترا مربعا إلى 529 مترا مربعا .
وأكد أن تصميم المتحف يهدف إلى ضمان راحة الزائرين واستمتاعهم بمحاكاة تاريخ مصر القديم مع الحفاظ على سلامتهم وأمنهم، كما أنه يوفر السبل والوسائل كافة التى تمكن ذوى الاحتياجات الخاصة من الاطلاع على محتويات المتحف والتعرف عليها دون عناء، مشيرا إلى أنه يضم أحدث التقنيات العالمية مع استخدام الواقع الافتراضي لمحاكاة الحياة المصرية القديمة وسيكون حلقة وصل بين متاحف العالم.