شهدت وزارة البترول والثروة المعدنية خلال الأسبوع الماضي، عدة أنشطة متفرقة للإسراع بعمليات التكرير، وطرح العديد من مواقع الامتياز في مزايدات عالمية للاستكشاف، وجذب الشركات الأجنبية لمزيد من الاستثمارات في مجالات التكرير والتنقيب على الغاز.
والبداية قام المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بالاجتماع مع خريجي دفعات الدورات التدربية للشباب من العاملين في قطاع البترول لإعداد جيل واعد لتولي المناصب القيادية.
مباحثات يابانية
استقبل الوزير تاكيهيرو كاجاوا، سفير اليابان بالقاهرة، لبحث مجالات التعاون مع اليابان في مشروعات تطوير وزيادة طاقات معامل التكرير وتشجيع الشركات اليابانية للبحث عن البترول والغاز في مصر والمشاركة في المزايدتين التي طرحتها كل من هيئة البترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية في مناطق خليج السويس والصحراء الغربية والشرقية والبحر المتوسط ودلتا النيل، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات اليابانية في مجال ترشيد وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
كما بحث الطرفان المشروعات الجاري دراستها مع الجانب الياباني واشملت مشروع السويس للتكرير والبتروكيماويات، بالإضافة إلى المساهمة في تمويل وتنفيذ مجمع التكسير الهيدروجيني بأسيوط، كما تم خلال اللقاء استعراض إمكانية قيام شركة تويو اليابانية بإقامة توسعات شركة ايثيدكو لرفع الطاقة الإنتاجية للمجمع من الإيثيلين والبولى إيثيلين والمساهمة في مشروع البولي بيوتادين.
برامج لتطورات مشروع تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة
كما استقبل الوزير فيليب أوليفير، الرئيس التنفيذي لأنشطة الغاز المسال بشركة إنجي العالمية، لاستعراض برامج عمل الشركة في مصر وآخر تطورات مشروع تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، بالإضافة إلى مناقشة قانون تنظيم سوق الغاز الجديد الذي يعطي الفرصة لشركات القطاع الخاص للدخول والمنافسة بكافة أنشطة صناعة الغاز بمصر، فضلاً عن إسهامه في إعطاء دفعة للاستثمار الأجنبي في تنمية وإنتاج الغاز الطبيعى من الحقول المكتشفة.
وأكد الوزير أن العلاقات بين مصر وفرنسا ممتدة منذ عدة عقود، مشيراً إلى أن مصر نجحت في خلق مناخ جاذب للاستثمار، وأن نتائج الأعمال المتميزة التي تحققت بقطاع البترول والغاز خلال الفترة الأخيرة جذبت أنظار العالم واهتمام الشركات العالمية الكبرى بالفرص الاستثمارية في مصر، وشجعت الشركات العالمية العاملة في مصر على الاستمرار في ضخ الاستثمارات في قطاع البترول.
استراتيجية البترول لرؤية 2030
وأكد الوزير أن مشروع تحويل مصر إلى مركز إقليمى لتداول وتجارة الغاز والبترول، يعد أحد أهم برامج العمل بمشروع تطوير وتحديث قطاع البترول الذي تنفذه الوزارة حالياً بما يواكب استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030 .
وأشار الوزير خلال الاجتماع الذي عقده الملا مع فريق عمل البرنامج السادس بمشروع تطوير وتحديث قطاع البترول إلى أنه تم إنجاز خطوات فعلية جادة على أرض الواقع في إطار خطة العمل الجارية، لافتاً إلى أن مردود المشروع على الاقتصاد القومى كبير ويتمثل في المساهمة في تأمين احتياجات السوق المحلي من إمدادات الطاقة ودعم التنمية الاقتصادية وتوفير النقد الأجنبى وفرص عمل جديدة وتحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل للبنية الأساسية لمصر في صناعة البترول والغاز وإتاحة فرص أكبر لضخ المزيد من الاستثمارات في هذه الصناعة والمساهمة في توفير الغاز لمشروعات القيمة المضافة، بالإضافة إلى تدعيم مكانة مصر الاستراتيجية في المنطقة.
تسويق المناطق البترولية
كمااستقبل الوزير ماتياس هيلمن، الرئيس التنفيذي للحلول الرقمية لشركة بيكر هيوز جنرال إليكتريك، وتمت مناقشة التعاون بين قطاع البترول والشركة لتفعيل اتفاقية إطلاق العمل في مشروع البوابة الإلكترونية لمصر لتسويق المناطق البترولية والاستكشاف من خلال شبكة المعلومات الدولية.
وصرح الملا أن هذا التوجه يأتى في إطار مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول من خلال توفير البنية التحتية الرقمية والتطبيقات الجديدة للمساهمة في إعداد خريطة استثمارية رقمية لمناطق المزايدات التي يطرحها قطاع البترول ويستخدمها في عمليات التسويق للمزايدات لمسايرة التكنولوجيات الحديثة ورفع كفاءة جودة خدمات أنشطة الاستكشاف.
اجتماع مع خريجي البرنامج الرئاسي
كما عقد الوزير اجتماعاً موسعاً مع خريجى الدفعتين الأولى والثانية من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة من العاملين بشركات قطاع البترول في إطار اهتمام الوزارة بالتوسع في تمكين الكوادر الشابة المؤهلة علمياً وعمليا من القيام بدور رئيسي في تنفيذ المشروع الجاري حالياً لتطوير وتحديث قطاع البترول ودمجهم في برامج عمل المشروع للاستفادة المثلى من خبراتهم ومهاراتهم بصورة فعلية.
وأوضح الملا، أن مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة اقتصادية ممكنة من موارد مصر الطبيعية واستدامة موارد الدولة، وأن تحقيق ذلك يعتمد على وجود كوادر مؤهلة لتحمل على عاتقها هذه المسئولية، مؤكدا سعى الوزارة للاستفادة من شباب البرنامج الرئاسي أو من العناصر الشابة التي تم اختيارها عبر الاختبارات المخصصة لذلك، بالمساهمة في وضع الخطط التنفيذية لاستراتيجية تطوير وتحديث القطاع ووضع هذه الخطط موضع التنفيذ، مشيراً الى أن العناصر الشابة ستمثل جزءاً مهماً من عدد من برامج العمل وفي مقدمتها برنامج العمل الخاص بتطوير الموارد البشرية، الذي يمثل أحد أهم برامج العمل بالمشروع، لافتاً إلى أنهم يمثلون نواة حقيقية لتنفيذ مبادرات تمكين الشباب وتأهيلهم للقيادة وتحمل المسئوليات في غضون سنوات قليلة، خاصة أن تنوع التخصصات المهنية لشباب البرنامج الرئاسي والتي تغطي مختلف أنشطة الصناعة البترولية سينعكس إيجاباً على مساهمتهم في تنفيذ برامج التطوير والتحديث.
توقيع اتفاقيات لزيادة إنتاج الغاز
كما قام الوزير بتوقيع اتفاقية بترولية جديدة للهيئة المصرية العامة للبترول مع شركة أباتشي العالمية للبحث عن البترول والغاز وإنتاجهما في منطقة شرق البحرية بالصحراء الغربية باستثمارات نحو 9 ملايين دولار ومنحة توقيع 30 مليون دولار لحفر 7 آبار.
وأكد الملا أن قطاع البترول مستمر في توقيع الاتفاقيات البترولية الجديدة باعتبارها حجر الزاوية التي تقوم عليها الأنشطة البترولية المختلفة من أعمال بحث واستكشاف وتنمية وإنتاج وهو ما يساهم إيجاباً في تعظيم احتياطي مصر وإنتاجها من البترول والغاز الطبيعي.
وأضاف الوزير أن عقد الاتفاقيات البترولية يساعد على تدفق الاستثمارات العالمية لمصر، ويؤكد اهتمام الشركات العالمية بالاستثمار والعمل في مصر، ويؤكد أنه ما زال هناك العديد من المناطق سواء البحرية أو البرية ذات الاحتمالات البترولية الجيدة وتمثل فرصاً استثمارية واعدة.