الأربعاء 26 يونيو 2024

«سجون بلا غارمين» تعيد 2000 غارم وغارمة لأسرهم.. وخبراء: منحتهم فرصة لبدء حياة جديدة وتحقق التكافل الاجتماعي.. والمبادرة إستراتيجية إنسانية تبناها الرئيس

تحقيقات24-8-2018 | 18:00

«المقرحي»: سداد ديون الغارمين إستراتيجية إنسانية تبناها الرئيس

بخيت: «سجون بلا غارمين» تمنحهم فرصة لبدء حياة جديدة وتحقق التكافل الاجتماعي

خبير سياسي: اهتمام القيادة السياسية بالغارمين رسالة للمواطنين

 

"وجهت اليوم وزارة الداخلية نحو اتخاذ اللازم للإفراج عن جميع الغارمات من السجون، بعد سداد مديونياتهن من صندوق (تحيا مصر)، كما أكدت على ضرورة أن يقضين أول أيام عيد الفطر المبارك وسط أسرهن"، بهذه الكلمات أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء مبادرته لسداد ديون الغارمين.

وهي المبادرة التي أنقذت نحو ألفين غارم وغارمة تم الإفراج عنهم على ثلاث دفعات في شهرين تقريبا منذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته بالإفراج عن الغارمات في منتصف يونيو الماضي بالتزامن مع عيد الفطر، كان آخرها في أول أيام عيد الأضحى، بالإفراج عن 726 غارم وغارمة بين ٢٣٧٦ سجينا أفرج عنهم قطاع السجون بمناسبة العيد.

وهي التوجيهات التي تنفذها مبادرة "سجون بلا غارمين أو غارمات" بسداد ديونهم من خلال تمويل صندوق "تحيا مصر"، وبعض منظمات المجتمع المدني، والتي أكد خبراء أمنيون وسياسيون أنها جزء من استراتيجية إنسانية تبناها الرئيس غير مرتبطة بزمان أو مكان.

وأوضحوا أن تلك المبادرة تعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي وتمنح هؤلاء الأشخاص المعفو عنهم فرصة لبدء حياة جديدة طبيعية غير محملين بأعباء الديون، مؤكدين المواطنين محور اهتمام القيادة السياسية وخاصة الأكثر احتياجا لأن الظروف الاقتصادية هي ما دفعتهم للتعثر ولم يتركبوا أية جرائم.

وفي يونيو الماضي، بعدما أطلق الرئيس مبادرته تم سداد ديون 690 غارم وغارمة، من صندوق تحيا مصر بقيمة 30 مليون جنيه، ليفرج عنهم أول أيام عيد الفطر، ومع حلول الذكرى الـ66  لثورة 23 يوليو 1952 أفرج قطاع السجون عن 683 غارما وغارمة آخرين.

 

إستراتيجية إنسانية

اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتبنى إستراتيجية إنسانية في مبادرة "سجون بلا غارمين أو غارمات" لسداد ديونهم وهي غير مرتبطة بزمان أو مكان، مضيفا أن هذه المبادرة هي فكرة إنسانية راقية تدخل السرور والبهجة على الأسر وترفع عن كاهلهم أعباء.

وأوضح المقرحي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الأسر في حالة اقتصادية فقيرة واضطرت للاستدانة نتيجة الاحتياج سواء لزواج عرائس أو أقساط وغير ذلك، مضيفا أنه في معظم الحالات يكون أصل الدين آلاف معدودة من الجنيهات لكن جشع التجار يجعلهم يغالون في الأسعار ويبيعون بالفائض مما يضاعف من قيمة الدين.

وأكد أن هذا السبب جعل الرئيس يفكر في تخفيف المعاناة عن كاهل أرباب هذه الأسر سواء من السيدات أو الرجال بعمل إنساني فيسدد عنهم ديونهم ويخلي سبيلهم في مناسبات كالأعياد، مضيفا أن هذا الإجراء رفع عنهم الأعباء بعد سداد الديون بالتعاون بين صندوق تحيا مصر ومؤسسات خيرية.

فرصة لبدء حياة جديدة

ومن جانبه، قال اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب والخبير الأمني، إن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإفراج عن الغارمين والغارمات يحقق التكافل الاجتماعي ويساعد على خلق إنسان جديد بعد منحهم فرصة جديدة ليعودوا لحياتهم الطبيعية غير محملين بأعباء الديون ومعاناة السداد.

وأكد بخيت، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه يجب أن هناك نظرة اجتماعية شاملة لهؤلاء الفئة لأنهم لم يرتكبوا جريمة إنما تعرضوا للتعثر نتيجة حالتهم الاقتصادية ومسئوليات تحملوها، مضيفا أن الأديان تتناول ملف العفو عن ديون الفقراء الغارمين باعتباره حق مجتمعي لهم ليعيشوا حياة كريمة.

وأشار إلى أن مراعاة نسب الفقر في المجتمع والحالة الاجتماعية لكثير من الأسر وتحقيق التكافل الاجتماعي كلها أسباب دفعت الرئيس لتوجيهه بسداد ديون الغارمين وإطلاق مبادرة "ٍسجون بلا غارمين أو غارمات"، مضيفا أنه يجب اتخاذ إجراءات أخرى للحد من أعداد الغارمين منها تحسين الحالة الاقتصادية وتعديل القانون بما يضمن لكل فرد حقه وفي الوقت نفسه رفع الجريمة من صحيفة السوابق الجنائية بشرط أن تكون الأولى وعدم تكرارها مرة أخرى.

 

رسالة للمواطنين

وقال الدكتور مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات، إن اهتمام القيادة السياسية بملف الغارمين هو أمر مهم للغاية ورسالة للمواطنين أن الدولة تضع المواطنين في أولوياتها وخاصة الأكثر احتياجا نتيجة ظروف العوز والضيق وسوء الأحوال الاقتصادية.

وأوضح الغباشي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن حالات العفو بشكل عام تكون مرتبطة بالأعياد والمناسبات القومية كذكرى تحرير سيناء و6 أكتوبر و23 يوليو، مضيفا أن الإفراج عنهم في هذه المناسبات سواء أعياد الفطر أو الأضحى أو ذكرى 23 يوليو يرسل رسائل إيجابية ويضاعف الفرحة.

وأكد أن الغارمين هم أفراد اضطروا لشراء مستلزمات لم يكونوا قادرين على سدادها وكثير منها تكون مبالغ طفيفة ووقعوا مقابلها شيكات أو وصولات أمانة وتعثروا في السداد حسب المتفق عليه، لذلك فالحل لهذه القضية يكون بالتوعية والتحذير لأنها مشكلة مستديمة وبعضهم يعود مرة أخرى للسجن لذلك يجب التوعية دائما.