الأحد 16 يونيو 2024

"نيويورك تايمز": تعهدات كوريا الشمالية بشأن أسلحتها النووية لا ترقى لمستوى النزع التام

19-9-2018 | 17:09

 وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تعهدات الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، التي أعلنت اليوم الأربعاء بشأن اتخاذ بعض الخطوات الملموسة نحو نزع السلاح النووي وأبرزها عرض "بالتفكيك الدائم" للمنشآت التي كانت ذات أهمية محورية لإنتاج الوقود اللازم للرؤوس الحربية النووية، بأنها لا ترقى بدرجة كبيرة إلى ما طالب به الجانب الأمريكي.


وقالت الصحيفة الأمريكية -في تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكتروني- إنه في اليوم الثاني من أيام لقاء القمة بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي، وقع كيم سلسلة من الاتفاقيات التي ترمي إلى تهدئة التوترات بين البلدين، ومنها وقف المناورات العسكرية وإقامة مناطق حظر طيران بالقرب من حدودهما المشتركة، كما تعهد الوعيم الكوري الشمالي بزيارة العاصمة الكورية الجنوبية سول ليكون أول زعيم كوري شمالي يقوم بمثل هذه الزيارة.


واستدركت الصحيفة القول إن أكثر ما لفت نظر واشنطن اليوم كان تعهده بتفكيك منشأة اختبار محركات الصواريخ ومنصة إطلاق الصورايخ في شمال غرب كوريا الشمالية والتي كانت تمثل عنصرا أساسيا في عملية تطوير بيونج يانج لصورايخ باليستية عابرة للقارات، كما دعا خبراء خارجيين لحضور عملية التفكيك.


كما لفتت إلى طلب الزعيم الكوري الشمالي بإجراءات "مقابلة" من جانب الولايات المتحدة مثل إعلان نهاية رسمية للحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953ولم تتوقف سوى بهدنة، عارضا في المقابل "التفكيك الدائم" لمجمع يونجبيون النووي، والذي يعد قلب البرنامج النووي لبلاده، في خطوة من بين خطوات أخرى.


وأشارت الصحيفة إلى عرض كيم تفكيك منشآت يونجبيون، ولفتت إلى أن كوريا الشمالية أنتجت كافة كميات البلوتونيوم هناك كما يضم محطة طرد مركزي تنتج اليورانيوم عالي التخصيب، وهو وقود بديل من أجل لقنابل الذرية. ومع ذلك يشتبه المحللون الغربيون في أن كوريا الشمالية تشغل كذلك محطات طرد مركزي في أماكن أخرى. وكانت بيونج يانج قد جمدت أنشطتها في يونجبيون من قبل ولم تستأنفها إلا عقب توقف المفاوضات مع واشنطن.


وتابعت الصحيفة القول إن العروض التي طرحها كيم اليوم وكذلك الإجراءات التي اتخذها بالفعل، ومنها الوقف الطوعي للاختبارات النووية واختبارات الصواريخ وتدمير موقع الاختبارات النووي الخاص ببلاده المقام تحت الأرض، كانت تشير إلى أنه مستعد للحد من قدرة بلاده على إنتاج المزيد من الرؤوس الحربية النووية وصواريخ الباليستية عابرة للقارات. لكنها لا تقول سوى القليل عما سيفعله بما لديه من ترسانة نووية، حيث يقول المحللون إن الهدف النهائي لكيم هو جعل إدارة ترامب تقنع بما يكفي حيال الانفراجة الأخيرة من أجل تخفيف العقوبات على بيونج يانج مقابل مجرد تجميد - وليس التفكيك - لبرامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية.


وحذر المسؤولون الكوريون الجنوبيون من أن كيم ومون لم يدرجا بعض النقاط التي ناقشاها ضمن الاتفاقيات الرسمية، تاركين أمرها للمفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.


ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الكوري الجنوبي مون الذي من المقرر أن يطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على النتائج الاثنين القادم بدا متفائلا، كما هو حال الرئيس الأمريكي ترامب الذي يعد لاجتماع آخر مع كيم؛ بالرغم من التحفظات التي أبداها معاونوه.


وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد بدأ أمس الثلاثاء رحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى بيونج بمهمة معقدة: الدفع قدما بالعلاقات بين الشمال والجنوب والتعجيل ببدأ المحادقات المتوقفة بين واشنطن وبيونج يانج بشأن كيفية نزع السلاح النووي الكوري الشمالي.