السبت 8 يونيو 2024

اللواء محمود خلف: قرار السيسي بترميم «البطرسية» ضرب الإرهاب في مقتل.. وعلى المصريين ترك المقاهي ومساندة الدولة

15-1-2017 | 16:40

كتبت – سميحة درويش 

مصر حققت أعلى نسبة بين دول العالم في القضاء على الإرهاب

قانون الطوارئ هو الحل للقضاء على الإرهاب

الشعوب الأوروبية تعي خطورة الإرهاب أكثر منا

الإعلام أخطر أداة يستخدمها الإرهابي لنجاح مخططه

  2017 عام الحسم في انحسار الإرهاب عن مصر

 

لا تزال الاستفسارات وعلامات الاستفهام قائمة بشأن الإرهاب الذي ضرب مصر على مدار سنوات وراح ضحيته خيرة رجالها وشبابها من الجيش والشرطة والمدنيين الأبرياء، حتي أصبح مطبوعا كصورة ذهنية والقضاء عليه صعبا.

 

 وبرغم القصاص للشهداء بعد كل حادث والتوصل للجناه في كل مرة إلا أنه ترك سؤالا حائرا لدي المصريين.. متي يتم القضاء على الإرهاب نهائيا، ونحن على أبواب عام جديد نخشى أن تمتد فيه أذرع الإرهاب بعد 6 سنوات ودعت فيها مصر رموزا من مؤسسات الدولة الأكثر استراتيجية بها غير المدنيين.   

 

كان رد اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية العليا، على تساؤل حول ضرورة القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، بعد فاتورة الدم التي دفعها المصريون منذ سنوات مضت مفجرا مفاجأة من العيار الثقيل بضرورة فرض قانون الطوارئ حتى يتسنى للجهات المعنية بالأمر العمل في أجواء تتيح لها سرعة الإنجاز اكثر دون قيود, وتلك القيود هي الحرية التي ينعم بها المصريين في الحركة وممارسة حياتهم بأي كيفية يرونها دون فرض محاذير أو شروط  .

 

وقال: "المصريون يريدون أن يتحركون ويعيشون ويشتكون وينتقدون حينما تقع عملية إرهابية، ويرددون بأنه تقصير أمني، هنا لو فرضنا  قانون الإرهاب فسلطة القانون تفرض الحركة بحساب والقبض على كل من يشتبه فيهم بأي شكل أو صورة لحين إثبات براءتهم وهو ما يسمي ايضا بتضييق الخناق.. لكنه يتوازى مع معطيات قانون الطوارئ الذي يطبق بنفس الشروط في كل دول العالم.  

 

وأضاف، أن الإرهاب لابد وأن ينحسر نهائيا وأتوقع أن ينتهي أواخر 2017 أو يبدأ في نهاية العام القادم التقاط الأنفاس بعدما فقدت مصر من خيرة شبابها الكثيرين.. لا سيما وأن الأجهزة الأمنية والمعلوماتية تعمل علي قدم وساق بشكل يفوق الخيال ولذا مصر حققت أعلى نسبة بين دول العالم في القضاء علي الإرهاب.

 

 وبالفعل قضينا عليه بنسبة 98% و لم يتبقي لنا غير الـ 2% أتوقع لن ينتهي عام 2017 إلا وشعب مصر آمن علي نفسه لكن بشرط تكاتف المصريين ووقوفهم، خلف مؤسسات الدولة سيكون له أكبر الأثر في إنجاز الأمن لمهمته الثقيلة التي يضطلع بها عن جد وجهد خرافي مما حقق المعدلات التي يشهد بها العالم بأن مصر سباقة في القضاء علي الإرهاب بأعلي معدل لم تحققه دول أخري جري علي أراضيها عمليات إرهابية كانت شعوبهم خير مثل من التزامهم بالتعليمات الموجهة لهم وعدم كسر القواعد المعمول بها في الطرق او الأماكن المحظور التحرك فيها – إلخ و ترك الجهات المعنية للعمل في مناخ لو توفر للمعنيين بالأمر عندنا لكان لنا شأن آخر.

 

 

وأكد اللواء خلف أن الفترة الأخيرة شهدت مئات العمليات الإرهابية التي كانت كفيلة بشرذمة الوطن وقد تم وأدها في مهدها قبل أن تقع  بيقظة وخبرة الأجهزة الأمنية وقوتها, ومع ذلك لا يعلم المواطن عنها شيئا لأنها من أسرار الأمن القومي ولا يصح نقل أي معلومة دون تمحيص وتبيين مدي انعكاسها علي أمن الوطن من عدمه, وهنا ألفت النظر إلي شئ خطير وسبب هام من أسباب تواجد الإرهاب في مصر والكلام مازال علي لسان اللواء "خلف "..  أنبه إلي دور الإعلام الخطير جدا في نجاح الإرهاب علي مصر .

 

 الإعلام أو بعضه تحديدا ليس بإعلاما لديه الحس الوطني الكافي ولا  اليقظة الأمنية تجاه الدولة وهو من أخطر ما يمكن ويعتبر رئة صحية للإرهابي يتنفس من خلالها بأريحية دون شعور بالإختناق, لأنه وجد ضالته بغاية اليسر في المناخ البيئي لتنفيذ مخططاته وعملياته وهنا لن أنفي دور بعض المصريين الذين يساعدونه في ذلك عن جهالة ودون وعي في تحقيق مآربه من حالة الخوف والجذع التي تعتريهم عقب كل حادث  فهذا عاتقه يقع علي الإعلام الواعي الموجه للشعب بكل طوائفه لحثه علي التماسك وعدم الاسترسال في التحليل والتنظير ليل نهار وكأنهم خبراء أكثر من أجهزة المخابرات في العالم كله.

 

 وأردف معلقا علي ذلك بأن المصريين يسهرون 24 ساعة في النقد والتحليل للأجهزة الأمنية دون سابقة معلومة في نفس التوقيت الذي تشتعل فيه الأجهزة الأمنية في التحري والبحث والتحليل في أعقاب أي حادث وآخرها حادث الكنيسة البطرسية.

 

وأشاد  بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة بناء ما تم إتلافه في الكنيسة البطرسية مدللا بأنه قرار سليم 100%  لأنه يعزز هدم وتحطيم همة ومعنويات الإرهابي أو من وراءه في الشعور بالانتصار والاجتهاد في مواصلة  تخطيطه لعمليات أخري.. ودلل علي ذلك بما حدث في أعقاب حادثة برلين الأخيرة بدور الإعلام وقوته عقب الحادث في اليوم التالي له في نشر صور الميدان بعد رفع آثار الدماء وما تخلف عن الحادث وعودة الحياه بصورة طبيعية, ولوعي المواطن والتزامه بالتعليمات فهذا يعد طعنة في قلب المخططين للإرهاب وليس العكس .

 

وفي الإطار ذاته، دعا خلف الإعلام بالموازنة قدر الإمكان بين ضميره المهني وحسه الوطني ولا يتجاوزهما لأن مصر تمر بمرحلة الخروج من عنق الزجاجة وقد قربت علي ذلك بالفعل وليس كلاما فارغا من مضمونه.. وأن الاتحاد الأوروبي أنجز عدة أبحاث في شأن دور الإعلام وأثره مع الإرهاب منتهيا إلي أن كلاهما الإعلام والإرهاب يستهدفان نسبة مشاهدة عالية.

 

وحول الحلول الأمنية في توقع شكل جديد من العمليات الإرهابية بعد حادث الكنيسة البطرسية قال: هذا من صميم عمل الأجهزة المختصة وقد تكون الحلول الأمنية سبب من تقليص الإرهاب في مصر ولكن من يستطيع منع احد من الانتحار بتفجير نفسه؟ لا تستطيع اقوي أجهزة أمنية في العالم علي منعه..  فنحن لدينا الصورة الذهنية في القضاء علي العدو والانتصار عليه دون وعي بطبيعة المناخ الذي نعيشه الآن -  ففي عام 2016 وحده تمت 50 عملية إرهابية في أنقرة مات فيها حوالي 248 مواطن من أول يناير حتي ديسمبر  لم نسمع احد انتقد الأجهزة الأمنية فيها أو تهكم علي كيفية تقليص الإرهاب .

 

وحذر من أن العدو كان خارج أراضينا ومرئي بالنسبة لنا, لكن العدو الحالي بيننا ويعيش بصورة طبيعية مدرب عليها ولا نشعر به فربما كان جار أو صديق أو قريب أو أحد الأبناء ولا نعلم مثلما هو حادث في حالة  إرهابي الكنيسة البطرسية،  للمواطن والبيت والكنيسة والمسجد وكل المؤسسات دورا فعالا في التخلص من كابوس الإرهاب ولن أستثني بأي حال من الأحوال الأسرة أو البيت من توخي الحذر والحيطة عندما يلفت نظر الأم غياب ابنها لفترات طويلة عن المنزل أو مراقبة توجهاته وأرائه وأصدقائه  فكلها عوامل من الممكن أن تصنع إرهابي في المهد والأسرة لا تدري .

 

 ونقيس علي ذلك دور التوعية في المؤسسات التربيوية سواء دينية أو تعليمية, فلكنا شركاء في الوطن وعلينا دور هام في مساندته وحمايته بما يفرضه  دور كل منا .

 

واشار إلى دور المصريين في الفترة من 67 حتي انتصارات أكتوبر 73 بقوة وشدة عضد المصريين وصلابتهم رغم ظروف النكسة وتوابعها عليهم بمساندتهم للجيش والشرطة وصبرهم علي الحياه بقلة مواردهم ومع ذلك لم يضجروا أو يتأففوا بل بالعكس كانوا يقفون بالطوابير علي الصابون والزيت وكلهم جلد وصبر حتي تحقق النصر العظيم وتحررت مصر من الاحتلال الجاثم علي صدورنا ، مضيفا أري أن يتجلد المصريين بصلابة أكثر من ذلك ويعملوا علي مساندة مؤسساتهم وأولها الجيش والشرطة حتي نستطيع درء الإرهاب عنا جميعا، فالمصاب الذي يصيب أحدنا مصاب لنا جميعا  ولن ننسي أن مصر قدمت 8900 شهيد في السنوات الست حتي حرب أكتوبر وكان الشعب فيها أكثر صلابة .

 

و أضاف، من يريد العيش في أمان وسلام عليه العمل بجد واجتهاد لأن الإرهابي يري في خمول المصريين بيئة صحية نشطة لتخويفه وترويعه وتحقيق أهدافه من سقوط الدولة ونجاح مخططه الآثم – هنا دور الشعب وواجبه هو العمل وترك المقاهي وكافيهات الانترنت والسعي لمساندة  الدولة وتحريرها من الخمول، فمن يطالب بحقه لابد وأن يؤدي واجبه فلو كانت البطالة وعدم توفير فرص عمل كما يدعي البعض ويروج وهذا عار من الصحة تماما فكل ما في الأمر أن الشباب عازف عن العمل إلا في إطار يرسمه لنفسه وخياله بعيدا عن الواقع فرص العمل متوافرة وتنادي الشباب بالتحاق بها، فمن يردد بأن البطالة مناخ الإرهاب أدحض رأيه مدللا علي بن لادن أشهر إرهابي في العالم سليل عائلة ثرية جدا وكان يملك من الأموال الطائلة ما أنفقه ببذخ علي عملياته الإرهابية، بالعمل سيتقلص الإرهاب لأنه سيقضي علي الفراغ وهو بيئة صالحة لتنفيذ المخططات الإرهابية .