السبت 1 يونيو 2024

تجاوزات «الفصلة» تفتح ملف فوضى المواقع الإلكترونية.. منصات مجهولة تبث الشائعات.. و«الأعلى للإعلام» يفتح الباب للتقنين.. وخبراء: توفيق الأوضاع حماية لهم وللدولة وآن الأوان لضبط الأداء

تحقيقات4-12-2018 | 17:22

فتحت واقعة إهانة موقع الفصلة لجواز السفر المصري ملف المواقع الإلكترونية غير المرخصة والتي أصبحت منصات لبث الشائعات والإحباط وزعزعة الاستقرار، فيما أكد خبراء أن هذه المواقع لم تكن تخضع لمعايير لإنشائها وأن الكثير منها يبث من الخارج ويسعى لزعزعة الاستقرار وتأليب الرأي العام، موضحين أن ضبط الأداء وردع المخالفين هو أمر واجب للتأكد من عملها في الإطار السليم.

كان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، قد أعلن أمس عن مخاطبته الهيئة العامة للاستثمار لوقف شركة mo4 المالكة لمواقع «كايرو تيم، وكايرو زوم، والفصلة»، وذلك على خلفية التجاوزات غير المهنية وإهانتها غير المبررة جواز السفر المصري، وهي شركة يملكها طارق موافي رجل الأعمال المتهم بالنصب والاحتيال على كثير من عملاء شركته المتخصصة في الدراجات البخارية وهو ما كشفته الصحافة البريطانية.

وبشكل دوري، ينفي مركز معلومات مجلس الوزراء الكثير من الشائعات التي يتم تداولها بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، والتي من شأنها بلبلة الرأي العام والتأثير سلباً على ‏الوضع الاقتصادي، والتي تختار قضايا تمس قطاع عريض من المواطنين كالدعم والخبز والمعاشات.

وفي كلمة سابقة له، تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسى لأهمية مواجهة الشائعات، قائلاً إن "التدمير لبلادنا مش هيكون غير من جوانا، عاوز أقولكم سر، واجهنا 21 ألف شائعة فى 3 شهور الهدف منها بلبلة وعدم استقرار وتضييع وإحباط"، مضيفا أن "الخطر الحقيقى اللى بيمر ببلادنا ومنطقتنا هو تفجير الدول من الداخل، عن طريق الضغط، والشائعات، والأعمال الإرهابية، وفقد الأمل، والإحساس بالإحباط، من أجل منظومة رهيبة جدا، الهدف منها تحريك الناس لتدمير بلدهم".

وكان آخر ما تسببت به تلك المواقع، هو إهانة موقع مغمور يدعى "الفصلة" لجواز السفر المصري، بالتعقيب على خبر فوز جواز السفر الإماراتي على المركز الأول عالميا قائلين "جواز السفر المصري ده تتجول بيه في الأرياف.. خليك انت في الـ 7 آلاف سنة حضارة"، في محاولة للوقيعة بين شعبين شقيقين ووإقحام مصر بشكل غير مبرر في هذا الخبر.

 

بلا معايير

الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، قال إن هناك المئات من المواقع غير المرخصة التي تبث في مصر وهي ظاهرة سلبية حيث يمتد تأثير مثل تلك المواقع إلى الآلاف من المتعاملين معه من الزوار، مضيفا أنه كان من اللازم وضع ضوابط لعملها.

وأوضح مكاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قوانين الصحافة والإعلام حددت الشروط اللازمة لإنشاء وتقنين المواقع الإلكترونية ، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو الجهة المنوط بها منح التراخيص لهذه المواقع، مشيرا إلى أن الأمر لا يزال يحتاج إلى المزيد من الوقت لضبط الأداء.

وأضاف، واقعة موقع "الفصلة" وإهانته جواز السفر المصري والمئات من الشائعات التي تنفيها الدولة بشكل مستمر تؤكد أن كثيرا من هذه المواقع ينطوي على سلبيات وسعي لبث الإحباط والمعلومات غير الصحيحة ما يؤكد أن تأثيراتها الضارة أكثر من فوائدها، مضيفا إنه يجب سرعة ترخيص المواقع وإلا سيتم غلقها.

وأشار إلى أن المحتوى المقدم لدى كثير منها ضار ويستهدف إثارة البلبلة ضد الدولة والمسئولين، ومصر في مرحلة بناء وتحول، مضيفا إن ما كشفت عنه الصحافة البريطانية بشأن تورط طارق موافي مالك موقع "الفصلة" في قضايا نصب واحتيال يؤكد أن إنشاء المواقع الإلكترونية لم يكن يخضع لمعايير.

وأكد مكاوي أن هناك مؤسسات ومنصات معادية للدولة تستغلها الجماعات الإرهابية للاستفادة من هذه الوسيلة الجديدة في الترويج لأهدافها التخريبية ضد الدولة، مضيفا إنه آن الأوان لضبط الأمور وهو ما قامت به الصين وروسيا والدول الأوروبية حيث يجب أن يتم وضع قدر من الضوابط تجعل الدولة تتأكد من أن هذه المواقع تعمل في الإطار السليم.

 

أهداف معادية للدولة

وقال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن هناك الكثير من المواقع الإلكترونية تبث من خارج البلاد وتعمل لصالح جماعات إرهابية وتنظيمات معادية للدولة وتستهدف زعزعة الاستقرار في مصر وبث الكراهية والإحباط وتأليب الرأي العام ضد المسئولين وهو ما أثبتته إهانة موقع "الفصلة" لجواز السفر المصري بشكل غير مبرر ومحاولة إثارة الفتنة والذي تبين اتهام مالكه طارق موافي بالنصب والاحتيال.

وأكد المقرحي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الوعي المصري حيال هذه المواقع كبير ويدرك أهدافها وبثها للكراهية والبلبلة داخل المجتمع المصري وعملهم صالح دول معادية لمصر، مضيفا أن هناك أجهزة مخابرات دولية تستهدف بث هذه الروح السلبية والأخبار الكاذبة والإحباط داخل المجتمع المصري.

وأضاف أن الردع هو الرد الأمثل على هذه المواقع إلى جانب توضيح الحقائق والرد الفوري من الأجهزة المعنية لتفنيد أكاذيب هذه المنصات الإلكترونية، موضحا أن الحجب أو الغلق هو إجراء مطلوب في تلك الحالة لأن المواقع التي تبث من الخارج مأجورة وتعمل لصالح الجماعات الإرهابية أما ما يبث من الداخل فالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يبحث شرعيته وقانونية وجوده والإجراء المناسب معه.


التقنين حماية لكل الأطراف

ومن جانبه، قال صالح الصالحي، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن قرار المجلس بوقف موقع "الفصلة" جاء نتيجة المخالفات التي ارتكبها وواقعة إهانته جواز السفر المصري ما استدعى المجلس لاتخاذ موقف ومخاطبة الجهات المعنية لوقفه، مضيفا إن ثبوت تورط مالك الموقع طارق موافي في قضايا نصب حسبما نشرت الصحيفة البريطانية يؤكد حالة الفوضى التي كانت تشهدها المواقع الإلكترونية.

وأوضح الصالحي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه خلال السنوات الماضية كان يمكن لأي شخص أن يفتتح موقعا دون الحصول على ترخيص، مضيفا أنه بعد صدور قوانين الصحافة والإعلام في يوليو الماضي وضعت ضوابط لهذه المواقع، والموقع الذي لم يحصل على التراخيص من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سيغلق.

وأضاف إن الشروط حددها القانون وعلى الشركة المالكة أن تتقدم بطلب ترخيص وتقدم سياستها التحريرية ومصادر تمويلها وكافة البيانات التي حددها القانون، مشيرا إلى أن من يتخلف عن تقنين أوضاعه أو يفتقد أي شرط من الشروط لن يحصل على الترخيص، كما أن من صدر لهم الترخيص ومدته خمس سنوات إذا فقدوا أي شرط من الشروط خلال هذه المدة سيسحب الترخيص.

ولفت الصالحي إلى أن المجلس حدد مدة زمنية لتقنين الأوضاع ولا يزال الباب مفتوحا للتقدم تيسيرا على الجميع بعد مد المهلة التي كانت مقررة بشهر، مضيفا إن المواقع الإلكترونية غير المرخصة تحمل خطورة على استقرار الدولة لأن الكثير منها يعمل على بث الشائعات والأخبار الكاذبة وإثارة الأزمات والفتن كما حدث من موقع الفصلة وواقعة إهانته جواز السفر المصري، ومؤكدا أن تقنين الأوضاع هو حماية للمواقع الإلكترونية وللعاملين بها وللدولة المصرية.