عقد السفير المصري عبد الرحمن صلاح ندوة ثقافية لتوقيع كتابه الأول بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والذي حمل عنوان "كنت سفيرا لدى السلطان" ، بحضور عدد من السفراء والمثقفين والإعلاميين على رأسهم الإعلامي جمال الشاعر والإعلامية نشوى الحوفي التى أدارت حلقة النقاش بين السفير وعدد من الحضور.
، .
ووجه عبد الرحمن صلاح الشكر إلى دار نهضة مصر لمنحها الفرصة له لإصدار هذا الكتاب، رغم أنه باكورة أعماله، عن فترة تمثيله الدبلوماسى كآخر سفير مصري فى تركيا، حيث يتناول الكتاب كواليس دبلوماسية كثيرة كان شاهدا عليها وتفاصيل عاشها وحوارات صحفية أدلى به خلال فترة عمله الدبلوماسي من 2011 إلى 2013 فى تركيا.
وأشار إلى أن تركيا تخسر كثيرا من سياسات التدخل فى شئون الدول المجاورة، مثل تدخلها فى شئون قبرص وسوريا وغيرها من الدول، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يستوعب أن كل هذه الدول كان من الممكن أن تصبح معبرا تجاريا واقتصاديا لتركيا حال تغيير سياساتها.
وتابع: تركيا تخلت عن القوة الناعمة التى كانت مصدرا لتقدمها فى فترة 2002 إلى 2011، حيث اعتمدت على تلك القوى فى التجارة وحرية انتقال الأفراد والإنتاج المشترك مع البلدان الأخرى، وتبدلت سياستهم إلى التوسع على الأرض وبسط النفوذ السياسية والاقتصادية وكل ذلك انعكس سلبيا عليها.
وأضاف: غيرت تركيا سياستها بعد نتائج الانتخابات التى أعقبت ثورات الربيع العربي، وكان رهانهم أن الإسلام السياسي سوف يسود الدول العربية، وهذه هى مشكلتهم، على الرغم من أن سياسة أردوغان قبل ذلك كانت متجهة إلى علمنة الدولة، فمدارس التعليم الديني كانت مغلقة، واتسمت السياسة بفصل الدين عن الدولة، ولكن السياسة التركية تغيرت بعد ذلك، وكان الطمع هو السبب الأول فى ذلك.
وتابع صلاح: كانت بعض الأحزاب يتوجهوا للمسئولين الأتراك ويطالبونهم بعودة اسطنبول لتكون قبلة الإسلام رغم أن دستورهم وقوانينهم تفصل بين الدين والسلطة.
وأشار صلاح إلى أن ما يتردد حول أن مؤسسات الدولة فى مصر كانت تحارب الحكم السابق لجماعة الإخوان، هو كلام غير صحيح بل بالعكس فقد تم إعطاء الفرصة لهم دون تدخلات على أمل أن تكون تجربتهم ناجحة.
وأثنى صلاح على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأردوغان فى تركيا حين كان وزيرا للدفاع، قائلا: كانت الزيارة ناجحة جدا وكان لقاء ممتازا تم فيه اتفاق كامل على الرؤية الاستراتيجية بين البلدين وإنتاج مشترك للسلاح، وأعتقد أنه إذا عاد أردوغان إلى رشده ونأى جانبا عن سياسة التدخل فى شئون البلاد، سيجد باب مصر مفتوحا.
يذكر أن السفير عبد الرحمن صلاح مثل بلاده منذ أن التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1980، وعمل في سفارة مصر في واشنطن مرتين حيث إختص بالإتصال بالكونجرس الأمريكي ، وفي وفد مصر لدي الأمم المتحدة في نيويورك. وتولي منصب القنصل العام في سان فرانسيسكو (2004-2008) ثم مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والشرق الأوسط (2008-2010) ثم سفيرا لدي تركيا (2010-2013) ثم عاد لمنصب مساعد وزير الخارجية للشئون العربية (2014-2015) وأخيرا سفيرا في براج عاصمة الجمهورية التشيكية. وتخرج من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية عام 1979، ويعد الآن بعد تقاعده من العمل الدبلوماسي أطروحة لنيل درجة الدكتوراة في العلوم السياسية حول السياسة الخارجية المصرية إزاء تركيا وفلسطين خلال الربيع العربي من جامعة تشارلز في براج.