الثلاثاء 4 يونيو 2024

محللون: خلافات داخل المؤسسة الأمريكية بسبب الإخوان

2-4-2017 | 13:32

قدَّمت الإعلامية لميس الحديدي حلقة خاصة من برنامجها "هنا العاصمة" الذي تقدمه على قناة cbc، من أمريكا لمتابعة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ولقائه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب غدًا.

أوضحت الحديدي أن السيسي هو الرئيس الأول عربيًا الذي يلتقي ترامب في البيت الأبيض ما يدل على أهمية الزيارة، مشيرة إلى أن اللقاء هو الثاني بين السيسي والترامب، حيث سبقه لقاء خلال الانتخابات الأمريكية، وكان السيسي هو الرئيس الوحيد الذي ألتقى ترامب والمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.

وعلَّق زياد عسلي، رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، على الزيارة بقوله إن أمريكا الآن في حالة انتقال على عدة مستويات وسط عدم وضوح، موضحًا أنه يوجد أمور واضحة منها اهتمام الإدارة الحالية بالشرق الأوسط على عكس إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وأضاف عسلي أن التعاون المصري الأمريكي يحتاج إلى عمل بين الطرفين، وأن هناك بُعد يخص المنطقة العربية بأسرها في الزيارة، خاصة وأن أمريكا تحاول تطوير العلاقات مع بعض الدول العربية من بينها مصر، مشيرا إلى أنه من المفيد أن يعلم صُناع السياسة أن هناك استعدادا ملموسا في واشنطن لتطوير العلاقات.

بخصوص ما تريده واشنطن من القاهرة، رأى رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، أن أمريكا تريد من مصر أن تكون بالفعل صديقة لها، خاصة أن عدد أصدقائها قد قل الفترة الأخيرة، لافتًا إلى أن هذا يمكن أن يحدث عن طريق الإعلام المصري.

وتابع أن الشعب الأمريكي لو توصل إلى أن هناك أصدقاء له، عندما يقرأ الصحف المصرية ويشاهد الإعلام المصري فسيجد هذا شيئًا إيجابيًا.

بالنسبة إلى أولويات الزيارة، أوضح أن العلاقات الثنائية هي أول ملف ستتم مناقشته بين الرئيسين، متوقعًا أن تشهد الزيارة عودة الأمور إلى نصابها بين البلدين، وأيضا أن تنشأ علاقة استراتيجية بعد، ويتم ذكر شيء إيجابي عن المساعدات العسكرية والتقدم الصناعي والتنسيق الاقتصادي والأمني والتجاري في المنطقة برعاية أمريكية.

وأوضح أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد تعاونًا.

وتطرق أيضًا إلى الأزمة الفلسطينية ورؤية مصر وأمريكا لها، وقال إن هناك اهتمامًا بالقضية الفلسطينية من طرف ترامب في العلن، وهو ما يدل على أنه مهتم بها، خاصة أنه يراها أصعب قضية في العالم، مشيرًا إلى أن ترامب لو نجح في حلها فسيكون شيئًا تاريخيًا يحسب له، ولكن لا يجب أن يتوقع أحد أن يتم حلها في شهرين مثلا، بل إن هناك تفاهمات تتم على مدار الزمن.

من جانبه، تحدث الدكتور روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن الزيارة وأوضح أن الهدف الأكثر أهمية من وجهة نظره هو فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى هناك محاولة لترسيخ علاقات أفضل بين البلدين لأن الزعيمان يعرفنا الاخطار التي تهدد بلديهما، معتقدا أن العلاقات ستتطور على هذا الأساس.

 

وتابع أن أمريكا تركز على محاربة داعش في سوريا والعراق وتركز على محاربة التوسع الإيراني، وترى أن مصر ليست لاعبًا أساسيًا في هذه الأمور، ولكن بالنسبة إلى ليبيا فهناك عمل مهم يجمع البلدين، وأيضًا بالنسبة إلى المعركة الإيديولوجية العالمية ومواجهة التطرف والجهاديين، وهنا لن يجد ترامب أفضل من الرئيس السيسي للتعاون معه.

 

وتحدث أيضًا عن الوضع الاقتصادي وكيف ستتعاون أمريكا مع مصر في هذا الملف، وأوضح أن مصر بصدد معاناة اقتصادية كبيرة، وواشنطن يمكنها مساعدة الشركات الأمريكية على الاستثمار في مصر، والتوجه إلى المؤسسات العالمية ودفعها لمساعدة مصر، وأيضًا توجيه دول الخليج وأوروبا في نفس الملف.

في سياق متصل، حلل شلبي تلحمي (أستاذ كرسي أنور السادات للسلام والتنمية) الزيارة وقال إن أمريكا دولة عظمى وعلى الجميع أن يتعامل معها ويجب استغلال فرصة وجود ترامب على رأس الدولة، موضحا أن هدف الزيارة بناء علاقة شخصية وطيدة والتركيز على قضايا ملحة لفتح الباب امام آراء تُقدم في المستقبل.

ورأى أن ترامب ليس لديه خبرة سياسية، وهو ما يعني وجود فرص لاقتراحات واضحة من جانب مصر، مشيرا إلى أن هناك تطابقًا في الآراء بين مصر وأمريكا إلى حد ما بالنسبة للأزمة السورية، كما أن هناك فرص مفتوحة أكثر من قبل بالنسبة لتحسن العلاقات بين البلدين ولكن أيضا هناك عقبات وهي أنه لا أحد يعرف الكثير عن ترامب لأنه ليس لديه خبرة في السياسة بل رجل أعمال.

وردًا على احتمالية إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية خلال الزيارة، أكد أن هناك خلافات هامة داخل المؤسسة الأمريكية بخصوص إعلان الإخوان جماعة إرهابية فهم يتخوفون من أن يتسبب هذا في زيادة أعداد المتطرفين الإسلاميين، معتقدًا أن الأمر غير محسوم حتى الآن خاصة أنه بالنسبة لوزارة الدفاع والخارجية الأمريكية هناك أبعاد أخرى، لأنه يوجد دول تلعب دورًا مع الإخوان برضا أمريكي كما هو الحال بالنسبة إلى تونس.

وألمح إلى أن ترامب يريد حلفاء وهناك فرصة أمام زعماء المنطقة لتقديم اقتراحات معينة للتنسيق بالنسبة لقضايا مهمة، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة وجود وضوح بالنسبة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما ناقشت لميس الحديدي، ميريت مبروك نائب رئيس مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، في الزيارة، حيث أوضحت أن هناك قلقًا أمريكي بالنسبة للاستثمارات في مصر ويجب أن يكون هناك ثقة أمريكية في المناخ الاستثماري، بحيث يضمن المستتثمر وجود محاكم تسانده ولكن حتى الآن لا يوجد هذا الإحساس.