السبت 15 يونيو 2024

صورة .. وذكريات .. عبدالحليم أحب بطة في الحديقة اليابانية والتقي بإحسان في سيدي بشر

3-4-2017 | 14:50

بقلم : جميل الباجورى

ذات مساء كنت أزور رئيس تحرير مجلتنا في منزله ، وكان بين أيدينا «البوم» خاص به ، نقلب صفحاته ، ومن حجرة مجاورة سمعنا رنين التليفون وأسرع هو يرد عليه ، بينما تابعت أنا تقليب صفحات الألبوم ، ورأيت صورا كثيرة، بعضها تضحك له وكأنه نكتة مثل صورة السيد رئيس التحرير، عندما كان طفلا صغيرا يمصمص في بزازة، ثم وهو يرتدي «بنطلون شورت» ويحمل حقيبة المدرسة ، ورأيت صورا تجعلك تمط شفتيك، وترفع حاجبيك، مثل صورته وهو يراقص حسناء جميلة فاتنة مثيرة أو يعانقها في غفلة من العيون، وأكثر من هذه صورته وهو يأكل - لا تقل لعدوك- «يا عينى على المحمر والمشمر»، حاجة تجرى الريق، فرئيس التحرير دباغ ذواقة، كصديقه الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب .

وبين صفحات «الالبوم» ، رأيت صورة ، ووقفت طويلا أمامها ثم.. وكأننى تحت تأثيرمنوم مغناطيسي، امتدت يدي إليها انتزعها في لهفة، وأخفيها في جيبي ، بينما كان هو يقترب مني ، وبالرغم من ان علامات الاضطراب كانت توشك ان تقفز من ملامحي ، وأنه قرأها كعادته إلا انه لم يخطر بباله انني اختلست شيئا ثمينا من «البومه» العزيز ولبثت يومين، أعاني مثل وخزات الابر ، فإني لم اقترف مثل هذه الفعلة من قبل، ثم أخيرا حملت الصورة، ودخلت عليه مكتبه بالمجلة، وقدمت الصورة له ، ولساني يتعثر في كلمات الاعتذار وضحك وقال لى :

اشمعني يعني دي اللي «لهفتها»!؟

- والله ، لأنها تضم مجموعة طيبة من الاصدقاء، الاستاذ إحسان عبدالقدوس، مرتديا الشورت والصندل، وعبدالحليم حافظ وأنت والزميل فوميل لبيب والمنلوجست أحمد غانم، ويبدو أنها التقطت منذ فترة بعيدة ، لأن ملامح وجوهكم جميعا، فيها تغيير كبير عن اليوم.

وابتسمت عيناه كأنما تذكر شيئا ثم قال:

هل تعلم أن هذه الصورة ، كانت بمناسبة أول لقاء بين إحسان وعبدالحليم حافظ؟!

فقلت وأنا اخطفها من أمامه، واسحب لنفسى كرسيا وأجلس قبالته، وأخرج قلمي :

إذن ستكون هذه الصور مادة لموضوع، انها تذكار جميل سأجلو عنه السنوات المتراكمة عليه، وانت أول من سيتكلم عنها ، هيه حدثني عن ذكرياتك عنها؟

وصمت لحظات ، وبدأ وهو يفكر أقرب إلى رفض الفكرة، غير أنه سرعان ما عادت إليه ابتسامته. ورحب بالفكرة.. وشرع يروي قصة الصورة.. قال :

- كان ذلك منذ زمن بعيد، وكانت سيارة أحد الزملاء تتهادي بنا علي طريق الهرم، والدنيا ليل ، بينما ينقل الينا راديو السيارة احدي الحفلات المذاعة، وانتهت «وصلة» غنائية ، ثم تكلم المذيع، وأعلن عن وصلة ثانية يقدمها «المطرب عبدالحليم حافظ» وكانت هى المرة الأولى التي أسمع باسمه، وامتدت اصابعي إلي مفتاح الراديو وأغلقته وأنا أقول لصديقي «ده كفاية اسمه، علشان الواحد ما يسمعوش»، كان ذلك في عام 1953 ثم حدث بعد شهور من هذه الليلة، ان رغب أحد الزملاء المحررين في ان يجمع بين «نجاح سلام» و«عبدالحليم» في مناقشة حول الموسيقي والغناء والموهبة.

إذ أن «نجاح» مطربة راسخة القدم في دنيا الطرب وعبدالحليم كان ناشئا وكلاهما يمثل وجهة نظر ويومها رفضت عبدالحليم وطلبت من المحرر ان يبحث عن مطرب آخر معروف شوية.

وذات صباح، دخلت مكتبي، كان به شاب تشع في وجهه سمرة ابناء الريف وفي ملامحه طيبة وهدوء، وكان يرتدي جاكتة شاركسكين بيضاء، وكرافتة أنيقة، وحياني بابتسامة طيبة، وقدم نفسه لي قائلا «أنا عبدالحليم حافظ» ، وأحسست لابتسامته، ونبرات صوته أثرا كبيرا في نفسي، وساعتها احببت عبدالحليم ، ورددت عليه التحية قائلا «أهلا وسهلا، أنا باسمعك كتير ومعجب بك جدا» ، وكان في هذا القول مغالطة، فإنني لم استمع إليه أبدا من قبل، وبعد هذا اللقاء اصبحنا صديقين لانفترق إلا لننام وكثيرا ما كنا لا نفترق ولا ننام الصباح كله حتي الثانية نقضيه في مكتبي ، ثم بعدئذ نخرج معا نذرع الطرقات علي غير هدي أو هدف، وفي الليل كان مكاننا المفضل في كازينو كوبري الجلاء ،قبل أن يتحول إلي عمارة.

كنا نغادر دار الهلال في الثانية بعد الظهر، ناخذها «كعابي» حتي «باب الحديد» والسبب نوبة إفلاس حادة أصابتنا في هذه الأيام، و«نخبط» شندوتشين «فول» نتسلي بهما في الطريق

وذات يوم سبقني عبدالحليم في النزول، وهرول إلي سيارة أوبيل «عدمانة» وقال لي :

أنا عندي لك مفاجأة كبيرة!

وأشار إلي السيارة «الربع عمر» وعاد يقول :

- خلاص يا مجدي ، ربنا راح يتوب علينا من اللف علي رجلينا خلاص ، أنا اشتريت العربية دي ، مش تقوللي مبروك؟!

غير أنه مالبث ان ابتعد عن العربة، وأولاها ظهره، ثم ضحك وهو يقول:

أوع تكون صدقت يا راجل، هو «أنا حيلتي تمن فردة كوتش حتي

وعبدالحليم اليوم - ربنا يزيده - يمتلك ثلاثا من أفخم السيارات ، ولو أراد لامتلك أضعاف هذا العدد، بفضل ذكائه وموهبته.

ومن ذكرياتي الطريفة مع عبدالحليم ، ماحدث في حفل الزفاف لاحدي الصديقات ، لقد رغبوا في ان اختار لهم «مطربا» يضفي علي الحفل سحرا، ولما كنت مؤمنا بعبدالحليم ، فقد اخترته ليكون مطرب الحفل، رغم أنه كان لايزال في بداية الطريق، وأحيا عبدالحليم الحفل، وكان يرافقه محمد الموجي، وآخر الليلة، تقدم مني والد العروس يهمس في أذني:

«والمطرب ده ناوي ياخد كام مننا، إن شاء الله!»

فقلت له : «ولا حاجة» واتسعت عيناه ليتأملني وليتأكد من أنني لا أهزل ولكنه عاد يهمس في أذني ويقول «برضه غالي» ، ومرت سنوات ،وجاء دور شقيقة العروس السابقة لتتزوج منذ عام، وألحوا في أن أدعو عبدالحليم ليحيي حفلهم، غير أني اعتذرت ، وأحلتهم إلي عبدالحليم نفسه، وعرفت بعد ذلك أن عبدالحليم اعتذر رغم أنهم عرضوا عليه «700 جنيه» ، وعذره ان وقته ضيق.. «عنده حق، بيخلص تاره !!»

وعبدالحليم ،كلفني كثيرا من ميزانيتي ، كان يغني علي أحد مسارح الإسكندرية ، فكنت أسافر إليه كل يوم سبت لأسمعه وهو يشدو «علي قد الشوق، وصافينى مرة»، واذكر ان المتعهد محمد رفعت، كان كلما رآني، يشد شعر رأسه ويصرخ، : «مش راح تشوف لك حل مع الجدع صاحبك ده، هو مش ناوي يعقل ويغني أغاني عبدالوهاب؟»

والسؤال اليوم هل مازال رفعت عند رأيه ؟

وكانت أغنية عبدالحليم الأثيرة لديه، والتي كان يرددها دائما في جلساتنا وعندما يخلد إلي نفسه وأحلامه هي «صافيني مرة» ، فقد كان عبدالحليم غارقا حتي أذنيه في حب ملتهب كبير . حب كانت نهايته خيانة أكبر ، وأنا أمسك هنا عن ذكر تفاصيل هذا الحب، وبطلته

وعلي ذكر الحب، هل تذكر يا حليم، حلوان، والحديقة اليابانية وشروعك في حب «بطة»، «وخلي الطابق مستور؟!»

ونعود إلي قصة الصورة نفسها، انها تسجل أول لقاء بين استاذنا إحسان، وصديقي عدالحليم، كان ذلك في صيف سنة 1953 ، وكنا في الإسكندرية ، عبدالحليم وأحمد فؤاد حسن وأحمد غانم وفوميل لبيب وأنا ، وكنا قد سرنا طويلا علي الكورنيش ، حتي أنهكنا التعب، وكلت أقدامنا ، عندما لمح عبدالحليم «إحسان» يجلس في إحدي الكبائن في سيدي بشر، وهتف وهو يقترب مني «إحسان أهو يا مجدي، والنبي تعرفني بيه، ده أنا معجب به جدا ، ومن زمان بدور علي الفرصة دي».

فقلت له «مافيش مانع، وهو يبقي تعارف ، ونرتاح شوية من المشي ويمكن احسان يعزمنا علي حاجة ساقعة».

وهجمنا علي كابينة إحسان، وقدمت كليهما للآخر، وابتسم إحسان وهو يصافح عبدالحليم دون ترحيب ، ودعانا دون حرارة، وتحدث بلاحماس ، هكذا كان اللقاء الأول بين إحسان وعبدالحليم.

وحملت الصورة الي الأستاذ إحسان ابحث عن ذكرياته معها وتأملها وسرح ثم عاد يتأملها ويمصمص شفتيه كان واضحا أنه يحاول أن يمسك بالذكريات ويبدو أنها كانت عنيدة ثم أفلح أخيرا في اصطيادها.. ثم بدأ حديثه عنها قائلا:

- إنني وعبدالحليم اليوم صديقان وصداقتنا وثيقة متينة لقد تسلل إلي قلبي حتي أصبحت علاقتنا اليوم حبا وإخلاصا أما أول لقاء فقد كان في «كابينة» لي في الاسكندرية عندما دخل علي تلميذاي مجدي وفوميل وشاب «غلبان قوي» وقدماه لي باسمه غير أنني نسيت اسمه بعد لحظات وقال لي مجدي إنه مطرب ناشيء يستحق التشجيع وأن صوته حلو قوي ولابد تسمعه لقد كنت في إجازة لن تزيد على يوم واحد وأحاول أن أفر فيه من إرهاق العمل ومتاعبه وكان الاستماع إلي مطرب ناشئ وتشجيعه لونا من العمل ولذا بوزت في وجه مجدي وعلت وجهي تكشيرة فيها إنذار يحمل تهديدا بأنني سوف «أشخط» فيه وأعطيه درسا في ضرورة احترام إجازتي ولكنى فضلت عدم إحراجه أو إحراج المطرب الناشئ غير أنني كما قال مجدي صافحت عبدالحليم دون ترحيب بل كانت دعوتي له تقليدية وتحدثت بلا حماس ومضت فترة دون أن أرحب بعبدالحليم وأنا مهمله إهمالا تاما لأني كنت أخشي إن أنا رحبت به أن يغني ثم رغب عبدالحليم في أن تلتقط له صورة معي وكنت وقتئذ معروفا أكثر من عبدالحليم فقبلت من «باب العطف» فقط وكانت هذه الصورة.

وحتي هذا اللقاء لم أكن قد استمعت إلي أية أغنية له مع أنه كانت له أغنيات تذاع إذ أنني من غير المنتظمين في سلك هواة الاستماع إلي الراديو ثم صدفة سمعت له أغنية «علي قد الشوق» فأثار انتباهي وإعجابي غير أني لم يخطر فى ذاكرتي أن الذي استمعت إليه هو نفسه الذي زارني في الكابينة مع مجدي وقد زارني عبدالحليم في روزاليوسف بعد ذلك وبدأت صداقتنا وتوطدت أركانها وكان أساسها التأثر العميق الذي أحس به كلما سمعت صوت عبدالحليم ثم ذكاؤه المتوقد فقد فهمني وقدر الاقتراحات الجريئة الكثيرة التي كنت أقترحها عليه في عمله وفي حياته الخاصة بل وكان يحتمل ثوراتي عليه وقد لا تعلم أنني ثرت علي عبدالحليم أكثر من مرة ونشب بيننا شجار ومشادات حامية وبعضها كان في محلات عامة وأمام كثير من الناس ورغم أنني لم أكن دائما على حق في ثوراتي إلا أن عبدالحليم كان يحتملها لأنه يعلم أن دوافعي هي دائما عمق حبي له وحرصي علي نجاحه ولذا كان يحترمني قال لي مرة «يا إحسان أنا زي محمد ابنك ما يصحش تعمل فيه كده» وكان يعرف أنني في ثورتي عليه كأنما أثور علي أحد أولادي رغم أن الفارق بين عمرينا أنا وهو لا يتعدي اصابع اليدين.

وعبدالحليم ذكي لامع الذكاء لا يدانيه في هذا من الفنانين إلا محمد عبدالوهاب ولذلك استطاع عبدالحليم أن يكون صديقي بل هو أخي وبيتي بيته وبيته لي وقد تألق عبدالحليم لأنه ملأ قلبه وحياته بحب واحد فقط حبه لفنه فليس في حياته حب حقيقي إلا هذا وهو لا يحرص علي شيء في وجوده غير نجاحه في فنه وهذا شأن كل فنان أصيل يحب أن يكون أنانيا في عواطفه لأن الأنانية تبعده عن كل متع الحياة فلا يبقي في حياته وفي قلبه وفي رأسه إلا الفن.

وحملت إلي النغم الحلو عبدالحليم ما قاله لي الأستاذ إحسان والأستاذ مجدي وأريته الصورة فأمسك بها وبعد أن تأملها أضاءت وجهه ابتسامة ظلت تتسع حتي أصبحت ضحكة طويلة فيها مرح ثم قال:

- إن هذه الصورة تثير في نفسي ذكريات وذكريات يسعدني أن استعيدها كما يسعدني أن أتكلم عن اصدقائي الأعزاء احسان ومجدي وفوميل لقد كنت فعلا اتوق للالتقاء بإحسان وسنحت الفرصة عندما كنا في الاسكندرية فألححت علي مجدي أن يقدمني إليه وقد لبي رغبتي وقادني إليه حيث تم التعارف بيننا ويومها تبادلنا حديثا مقتضبا أعربت فيه لإحسان عن تقديري واعجابي به ورغبت إليه أن يسمح بصورة لي معه.

وكانت هذه الصورة وقد شعرت يومئذ أن إحسان قريب من قلبي وأحببته منذ لحظاتنا الأولي معا لقد كنت أقدره كصحفي جرئ متحرر ثم بعد أن عرفته أعجبت به أيضا كإنسان طيب حلو الحديث وقد كنت لا أريد إلا أن أتعرف به فقط ولكن بعد جلستنا هذه قلت لنفسي «يجب أن يكون صديقي» وقد كان ومضت فترة ثم بتوجيه من صديقي مجدي ذهبت لزيارة إحسان في روزاليوسف رغم أنني كنت أشعر بحرج إذا خشيت أن يعتقد إحسان أنني استجديه الكتابة عني مع أنني لم أكن أود غير أن نجلس معا وانصت إلي حديثه عن أي شيء وفي هذه المرة رحب بي وفتح قلبه لي وقدم لي توجيهاته التي اتسمت بالعمق والصدق والتي كانت ذات أثر كبير في حياتي الفنية والشخصية والتي مازلت أعتز بها حتي الآن ثم تكرر اللقاء حتي اصبحنا صديقين نتبادل الزيارات ولا يبخل علي بثوراته النارية وكنت كلما اخطأت في أمر صب عليّ حمما من نار ثورته العاتية بل كثيرا ما هاجمني في صحيفته دون رحمة وكنت أحب هذا الهجوم منه لأنني أدرك أن الدافع نبيل ولم يجل بخاطري لحظة أن أغضب من احسان فهو صديقي الذي اعتز به وصدقتنا ارتفعت علي اسس ثابتة من الثقة والتفاهم والمحبة ولذا لم تقع بيننا ذات يوم «فرقة» لقد فهمته فأحبني وفهمني فأحببته.

وإحسان اللي يعرفه يعرف إنه إنسان مخلص لا يضمر أي حقد لأي إنسان يحب كل الناس وحبه لوطنه يفوق كل حب وحبه لعمله كبير لا تؤثر فيه أية مؤثرات مهما كانت علي حساب أعصابه وحياته وإحسان ذكي شديد الذكاء وعصبي جدا إلا أنه يعود إلي هدوئه بسرعة إنه مثال الصديق الذي يعتمد عليه في كل شيء.

وإذا كان إحسان لم يرحب بي في لقائنا الأول حتي لا أغني كما يقول فإنني لم أحس هذا قد كنت مستغرقا في التعمق في نفسه والإنصات إلي حديثه فلم أحس بأنه لم يرحب بي.

وكما أعتز بصديقي إحسان اعتز أيضا بصديقي مجدي وفوميل إن مجدى وفوميل لي مثل شقيقي إسماعيل ومحمد منذ سنوات كنا لا نفترق أبدا أقضي اليوم كله مع مجدي في مكتبه حتي يفرغ من عمله ثم نجوب شوارع العاصمة حتي يحين موعد النوم ثم قد نفترق وقد نسهر للصبح كان يخنقني الضيق إذا افترقت عن مجدي يوما بل ساعة واحدة ولكن أعمالي الكثيرة انتزعتني منه أخيرا وكان هو صديقي الذي أدرك حقيقة ظروفي ومع أننا لم نعد نلتقي كثيرا مثلما كنا نفعل في الماضي إلا أن الحب لا يزال يعمر قلبينا.

ومع أن مجدي صحفي ورئيس تحرير فإن صداقتنا ظلت بعيدة عن عمله الصحفي لم أطلب منه أن يجاملني ويكتب عني وهو من ناحيته دائما يتجاوب مع واجبه الصحفي بل كثيرا ما هاجمني إذا اخطأت وكم أشكر لمجدي وفوميل اليوم انهما عرفاني بالصديق إحسان.

ونخش بقي في حكاية الحب اللي رواها مجدي حكاية شروعي في حب «بطة» الحب الذي كان مسرحه حلوان والحديقة اليابانية إنني أذكر حلوان والحديقة اليابانية ولكني لا أذكر شيئا عن حب «بطة» ثم الحب الكبير الذي انتهى بخيانة أكبر إنني أعترف بأن الحب والخيانة حدثا فعلا ولكن ليس لي بل لمجدي شخصيا وإن كان شاطر يقول التفاصيل أما إذا أصر علي أن الحب والخيانة كانا لي أنا فأرجو أن يسمح لي في أن أذيع التفاصيل إيه رأيك ياسيد مجدي نسكت ولا نكشف الورق أحسن لك خليها في سرك واكفي علي الخبر ماجور وتحياتي يامنافس أبو لمعة..

الكواكب 432 - 10 نوفمبر 1959