بعد غد الثلاثاء ، يتنازل إمبراطور اليابان أكيهيتو عن العرش لابنه الأكبر وولي العهد الأمير ناروهيتو ليصبح الإمبراطور رقم 126 لليابان ، ويعد ذلك أول تنازل لإمبراطور ياباني عن العرش منذ مائتي عام، حيث كانت خلافة الإمبراطور تحدث عند وفاته.
ومع تنازل الإمبراطور أكيهيتو عن العرش، سيبدأ عصر جديد في اليابان، يطلق عليه "ريوا"، والتي تعني "التناغم الجميل"، ليحل محل العصر الحالي، والذي يطلق عليه "هيسي"، والذي بدأ في الثامن من يناير عام 1989، وهو اليوم الذي تولى فيه الإمبراطور العرش، وبحسب كتب التاريخ في اليابان، فإن تاريخ البيت الإمبراطوري الياباني يعود لأكثر من ألفي عام، وبذلك فإن العائلة الإمبراطورية في اليابان هي أقدم عائلة ملكية وراثية مستمرة في العالم إلى اليوم.
ويعتبر هذا التغيير الإمبراطوري حدث تاريخي لليابان، فعلى مدار ثلاثين عامًا، حظي الإمبراطور أكيهيتو وزوجته الإمبراطورة ميتشيكو بشعبية كبيرة واحترام كبير من الشعب الياباني، فدائما ما شاركوا أبناء الشعب أوقات السعادة وساندوهم في أوقات الحزن والمعاناة، مثلما حدث أثناء كارثة زلزال وتسونامي شرق اليابان الكبير في عام 2011 ، وكانوا أيضًا يصلون من أجل سلام العالم ، ولذا فإن تنازلهما عن العرش يمثل لحظات عاطفية صعبة على الشعب الياباني، وفي الوقت نفسه ، ينتظر الشعب الياباني بحماس بداية حقبة جديدة مع الإمبراطور الجديد.
وستقام مراسم التغيير الإمبراطوري في اليابان وفقًا للتقاليد التاريخية المتوارثة للبيت الإمبراطوري، ففي الثلاثين من أبريل الجاري ستكون هناك مراسم للإعلان عن التنازل للشعب، وفيها يستقبل الإمبراطور ممثلي الشعب لآخر مرة قبل التنازل ، وفي الأول من مايو 2019، ستكون هناك مراسم لتوريث "الريجاليا"، وهي السيف الإمبراطوري والجوهرة الإمبراطورية، وهي كنوز تورث مع العرش، وكذلك أختام الدولة والأختام الإمبراطورية، كدليل على تولي الإمبراطور الجديد العرش، وستقام أيضًا في نفس اليوم مراسم للإمبراطور الجديد لاستقبال ممثلي الشعب لأول مرة بعد توليه العرش.
وبدايةً من 22 أكتوبر 2019، ستكون هناك سلسلة من المراسم، منها حفل إعلان التنصيب وتلقي التهاني من ممثلين من داخل اليابان ومن جميع أنحاء العالم ، ومراسم إظهار الإمبراطور الجديد للشعب ( حيث يظهر الإمبراطور الجديد أمام الشعب من خلال موكب) بعد التنصيب وتلقي تهانيهم وتمنياتهم الطيبة، بالإضافة إلى ذلك ستُقام مجموعة من المآدب الرسمية للاحتفال بالتنصيب وتلقي تهنئة الضيوف في القصر الإمبراطوري في أيام 31،29،25،22 أكتوبر ، في حين ستعقد المأدبة الرسمية لرؤساء الدول الأجنبية، والعائلات الملكية، ورؤساء الوزراء وغيرهم من ممثلي الدول الأجنبية في 23 أكتوبر.
وكان الإمبراطور الجديد قد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة الرئيس الرسمية الأخيرة لليابان بداية من أواخر شهر فبراير وحتى بداية شهر مارس عام 2016 .
ولد الإمبراطور الجديد ولي عهد اليابان الحالي، ناروهيتو شِنّو، في 23 فبراير 1960، وهو الابن الأكبر للإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو.
ومع هذا التغيير الإمبراطوري الكبير، سيبدأ اليابانيون فصلًا جديدًا من تاريخهم مع إمبراطور جديد، يتطلعون معه إلى المستقبل بمزيد من التفاؤل ويأملون في السلام والازدهار للعالم بأسره.