الثلاثاء 28 مايو 2024

في ذكرى ثورة يناير.. أدباء: «الثورة لم تنتج أدبًا فائقًا حتى الآن»

25-1-2017 | 14:02

كتب: محمد حميدة

الأدب مرآة المجتمعات، وأحد أهم الأدوات المحرضة على الثورات والإصلاحات في كافة المجتمعات عبر التاريخ، ويصبح أهم انعكاسات الثورات فيما بعد، إلا أن تجسيد الثورات في الأدب يتم عبر مراحل عدة، ولا يمكن الحكم عليه في فترة الثورة، لأنه عادة ما يكون انفعاليًا في السنوات الأولى أو تأريخي، إلا أنه يختلف كليًا عن عملية التأريخ التي يدونها المؤرخون.

اليوم تحلّ الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، والتي تباينت بشأنها الرؤى، خاصة فيما أثمرت عنه من نتاج أدبي حتى الآن، وما إن كان أدبًا انفعاليًا أو أدبًا فائقًا يتناول الثورة من رؤية أدبية لا من رؤية انفعالية كما حدث في معظم القصائد التي كتبت عن الثورة في عامها الأول.

من جانبه قال الروائي يوسف القعيد في تصريحات لبوابة "الهلال اليوم"، إن أول رواية كتبت عن ثورة 19 كانت "عودة الروح" بعد اندلاع الثورة بتسع سنوات، وكذلك ثورة 52، كانت رواية "السمان والخريف" بنفس المدة، ما يشير إلى أن الاستعجال على النتاج الأدبي للثورات غير مجدٍ، وأن الفترات المقبلة ستنج أدبًا مغايرًا، على حد قوله.

فيما أكد الشاعر مسعود شومان، أن الإبداعات التي كتبت حتى الآن عن الثورة من رواية أو شعر أو قصة كانت تغلب عليها الجوانب الانفعالية وعملية التوثيق، والمباشرة في المفردات في جزء كبير نظرًا لما تفرضه اللحظة، خاصة أن الثورة ما زالت حاضرًا ولم تعد ماضيًا.

وأشار إلى أنه سيصبح هناك أدبًا مختلفًا بعد سنوات حين تصبح الثورة ماضيًا، وسيكون الشباب الذي عاش تفاصيلها قادر على أن ينتج ألوانًا أدبية مغايرة لما هو مطروح الآن، موضحًا أن المصريين أكثر إبداعًا في الحزن، حسب قوله.

في ذات الإطار، قال القاص عصام الزهيري، إن لثورة يناير تأثير عميق ليس على مستوى مضامين الأعمال الإبداعية التي تلونت بألوان الثورة سلبًا أو إيجابًا، تفاؤلاً وإحباطًا، ومع وضد، ولكن أثرت تأثيرًا أعمق على مستوى الشكل الفني والإيقاعي في الأعمال الإبداعية، وهو تغيير يعمل على مستوى الوعي الظاهر والوعي العميق وحتى اللاوعي أحيانًا.

وأضاف أن هذه الظاهرة يمكن رصدها بفاعلية وحضور قويين على مستوى الأشكال الدرامية بعمق، ولكن في قصائد وأشعار العامية بالذات بشكل أقوى باعتبارها الشكل التعبيري الأقرب للغة المصريين اليومية، والأسرع في الاستجابة للتغيرات العميقة في حياتهم، لافتًا أن هناك شبه مسار جديد فرضته ثورة يناير على رؤى الشعراء وطموحاتهم الفنية وأخيلتهم ومفرداتهم، وهو مسار تكتنفه ثقة ما بالنفس وتفتّح جديد على العالم، وأن التأثير يتجاوز عملية الصياغة الفنية بداية باختيار المفردات وإسباغ الألوان المعنوية عليها عبر السياق إلى نوعية الخيال المبثوث كالظلال في حنايا القصائد بشكل محسوس ولا محسوس أيضًا.

بدوره، أوضح الشاعر والمسرحي أحمد سراج، أن الثورة تمثل حدثًا فارقًا ومؤثرًا في الحياة المصرية والعربية، إضافة إلى ما تقدمه من أثر على مستوى العالم، وأنها لفتت انتباه العالم إلى جرائم الاستعمار في دعم وكلائه على حساب الشعوب الرافضة والمقاومة، رغم ما يقوم به المستعمرون ووكلائهم من كوارث، والمستغرب ألا تترك الثورة أثرًا في الأدب والفن.

مؤكدًا أن ما تضمنه كتاب "أدب المصريين" من شهادات ورؤى يمكن للقارئ أن يلمح أثر الثورة على ٦٦ كاتبًا مصريًا من كل منطقة فيها ومنهم من يعيشون خارجها على مستوى تطورات نوعية في الفن نفسه، أو إنتاج الكتاب أو مفردات النصوص وصورها، ناهيك عن طريقة التناول ذاتها، كما أن الأثر قد يكون مباشرًا في المرحلة الحالية وجليًا في شعارات الميدان أو صورته المباشرة، إلا أنه يفتح الأفق الذي يتسع يومًا بعد يوم في كافة الألوان الإبداعية، على حد تعبيره.