الخميس 27 يونيو 2024

الخارجية الفلسطينية: تهديدات "جرينبلات" في مجلس الأمن دفعت الدول للإصرار على حماية النظام العالمي

23-5-2019 | 12:58

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن تهديدات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، أمام مجلس الأمن الدولي أمس، دفعت الدول للإصرار على حماية النظام العالمي و"الأونروا".

واعتبرت الخارجية الفلسطينية - في بيان اليوم الخميس - أن الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة هو الدفاع عن هذه القيم والمبادئ والدفاع عن النظام الدولي القائم ومرتكزاته، وهو أيضا دفاع عن جميع الدول التي قد تتعرض لأوضاع مشابهة مستقبلا من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ترغب في الإجهاز على النظام الدولي القائم ومنجزاته.

وأوضحت الوزارة أن جرينبلات اختار أمام مجلس الأمن الدولي مهاجمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، داعيا إلى إلغائها ومنح دورها للدول المستضيفة للاجئين، في دعوة صريحة وعلنية إلى تفكيك الوكالة الدولية، بما يؤدي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق العودة.

وأشارت إلى أنه وبطريقة لا تخلو من النظرة الفوقية والتهكم على المجتمع الدولي، استخف "جرينبلات" بالشرعية الدولية وقراراتها متهما إياها بخذلان الشعب الفلسطيني، في محاولة لتبرئة الاحتلال والتغطية على جرائمه. كما واصل التحريض على القيادة الفلسطينية، وأغفل أية إشارة بضرورة إنهاء الاحتلال وتحميله المسئولية عما وصلت إليه أوضاع ومعاناة الشعب الفلسطيني، وعن إفشاله المتعمد لجميع أشكال المفاوضات السابقة وفرص التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع.


وأضافت الوزارة أن إدارة الرئيس الأمريكي تصر على مواصلة سياستها القائمة على وضع العربة أمام الحصان، من خلال حسم قضايا المفاوضات النهائية لصالح الاحتلال بقرارات أمريكية استباقية وإجراءات ميدانية استعمارية بعيدا عن أية مفاوضات، واهمة بقدرتها على بعثرة قضايا الصراع الجوهرية، لتقوم بشطب ما تريد منها وإزاحته عن الطاولة وإعادة ترتيب ما تبقى منها وفقا لأولويات الحلف الصهيوأمريكي، وما يخدم مصالح دولة الاحتلال وتوجهات اليمين وأيديولوجيته المتطرفة.

وجاء في بيان الوزارة أن الإدارة الأمريكية الحالية تتعامل مع الصراع بنظرة أحادية الرؤية في قراءة الأحداث التي أدت إلى هذا الصراع من حيث جذوره وأسباب استمراره وتداعياته وكيفية إنهائه، وتتجاهل أيضا قراءة التاريخ والقانون الدولي والمرجعيات الدولية ومرجعيات عملية السلام والواقع على الأرض أيضا".

وجددت الوزارة تأكيدها على أن إدارة ترامب تتبنى بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية التي أصبح "جرينبلات" ناطقا رسميا باسمها ومدافعا عنها ويعبر بشكل كامل عن احتياجاتها ومصالحها، ويوفر لها الحماية المطلقة من أية مساءلة أو محاسبة وفقا للقانون الدولي على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وكأنه ينظر فقط للفلسطيني من زاوية تحسين ظروف معيشته تحت الاحتلال، متناسيا حقه في إنهاء هذا الاحتلال وفي مقاومته، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وفقا للقرارات الدولية.

واعتبرت الوزارة أن ما يقوله الفريق الأمريكي وما يطرحونه وما يروجون له من أفكار ما هي إلا إدارة للصراع وليس إنهاءه، ومحاولة لاستبدال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بمشاريع اقتصادية وبرامج إغاثية لا أكثر.


وقالت إن أقوال جرينبلات تنم عن نظرة ضيقة قصيرة المدى وسطحية تعكس استسلاما وتكرارا لرواية الاحتلال حول الصراع، وهذه بالنسبة لنا أسباب كافية كي نرفض كل ما يقال، وكل ما يقدم من أفكار تآمرية تحت مسمى (خطط لتحسين ظروف المعيشة) للفلسطينيين.