الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مكتبة للترفيه عن الأطفال.. وغرفة خاصة للتواصل مع الأهالى وحدة أورام «دار السلام».. العلاج للجميع

  • 6-4-2017 | 13:09

طباعة

تحقيق: أشرف التعلبى

 

د. مها إبراهيم.. مدير وحدة الأورام بمستشفى هرمل:

نوفر العلاج المجانى لمريض التأمين الصحى.. وهناك ٦٣٣٣ طفلا مريضا تلقوا العلاج بالوحدة العام الماضى

النظرة الأولى داخل مكتبة وحدة الأورام بمستشفى دار السلام (هرمل سابقا)، من الممكن أن تدفعك للظن أنك لم تدخل مكانا يقدم العلاج، فالألعاب منتشرة فى المكان، عشرات الأطفال يلهون فى محيط المكان، منهم من اكتفى بلعب «بلاى ستيشن» مع صديق له، وهناك آخرون تجمعوا حول القطار الكهربائى، والمكعبات، و«الدومينو».. وكأنهم فى ملاه.

الجلوس قليلا، والاستماع لحكاية كل واحد منهم، يكشف – من أول كلمة فى الحكاية- أنهم أطفال بدرجة أبطال، قهروا المرض الخبيث، دخلوا فى مواجهة صريحة معه، وراهنوا على أمل الشفاء، وينتظرون بكل ما يمتلكون من حلم وصبر لحظة إعلان شفائهم.

«نور» طفل لم يتجاوز عامه التاسع بعد، بلغة يملأها الأمل، اكتفى بأن يردد «قريب هخرج من المستشفى.. إن شاء الله»، وهناك أيضا عبد الرحمن ١١ سنة.. ومحمد أسامة ١٠ سنوات، وسيف الله خالد ٩ سنوات.. وجميعهم كانوا ضحايا للمرض، لكنهم فى الوقت ذاته اتحدوا بعزيمة وقوة وصبر على قهره، والعودة من جديد لمتابعة ما فاتهم من طفولتهم بـ«فعل السرطان».

«المصور» قضت يوما كاملا بوحدة الأورام بمستشفى دار السلام (هرمل سابقا)، التابع للمعهد القومى للأورام، تجولنا فى كل الأقسام وتحدثنا مع المرضى والأطباء.

فى البداية، روت، حنان سعيد، قصتها مع مرض السرطان، وكيف كان أملها بالله تعالى لم ينقطع، وقالت: بعد التحاليل أخبرنى الطبيب أننى مصابة بالسرطان، وأحتاج إلى زراعة نخاع، وخضعت لفترة علاج لكننى لم أشعر بتحسن، الأمر الذى استدعى من الأطباء اتخاذ قرار بحجزى هنا فى وحدة علاج الأورام، ولن استسلم للمرض، لأننى على يقين أن الإنسان يصاب بما هو مكتوب له، والله قادر على إتمام شفائى.

«حنان» قبل أن نتركها لاستكمال الجولة داخل وحدة الأورام، قالت بصوت مملوء بالأمل: «لازم كل واحد مريض يقول الحمد الله، ومرض السرطان زى أى مرض، محدش يخاف، ومحدش يخاف يتبرع بالدم أو النخاع، الموضوع سهل جدا، والصراحة فيه أطباء هنا فى الوحدة كويسين خالص، ربنا يبارك فيهم، وإن شاء الله تتم عملية زرع النخاع بعد أن تبرعت ابنتى لى بالنخاع، وإن شاء الله سوف أخرج من المستشفى بعد أيام».

بعدما تركنا حنان، التقينا د. مها إبراهيم، مدير وحدة الأورام التابعة للمعهد القومى للأورام بمستشفى دار السلام (هرمل سابقا)، التى بدأت حديثها بقولها: المعهد القومى للأورام وقع بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة، يستهدف إشراف المعهد على قسم الأورام بمستشفى «دار السلام هرمل»، وينص البروتوكول على قيام المعهد القومى للأورام بتدريب أطباء الوزارة وفق نفس المعايير والآليات التى يتم بها تدريب الأطباء بنفس مستوى الملحقين بالعمل بالمعهد القومى للأورام, وهو أول بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ومستشفيات جامعة القاهرة، وكان هذا البروتوكول فى سنة ٢٠١٤، وأيضا أن نأخذ جزءا من المستشفى، حيث أن المستشفى به حوالى ١٧٥ سريرا، نحن نشغل كوحدة أورام ٩٥ سريرا تقريبا، أى بنسبة ٥١٪ من كثافة المستشفى، وهناك تدريب لكوادر وزارة الصحة فى معهد الأورام، من الزمالة المصرية والصيادلة والأطباء حتى يستطيعوا إدارة مراكز الأورام فى مصر، ونحن نقوم بتشغيل كل هذه المراكز، وهذا عبء ضخم على معهد الأورام.

وعن طبيعة عمل الوحدة ومكوناتها، قالت: تتكون هذه الوحدة من عيادات خارجية، ولدينا ثلاث عيادات، إضافة إلى عيادات اليوم الواحد بها ٣٢ سريرا وكرسى علاج كيماوى، كما يوجد أيضا وحدة زرع نخاع بالدور الثالث، وبها ١٤ سريرا للكبار والأطفال، وملحق بوحدة زرع النخاع ١٨ سرير رعاية مركزة، لخدمة وحدة الأورام وزرع النخاع، ثم اخذ معهد القلب جزءا من هذه الأسرة، لتتبقى ٥ أسرة رعاية مركزة، كما يوجد بالدور الخامس ٢١ سرير علاج كيماوى داخلى لعلاج سرطان الدم للكبار، والذى يتلقى العلاج لفترة، وأيضا هناك ٢١ سريرا فى الدور السادس للأطفال للعلاج الداخلى، وأيضا هناك الصيدلية الإكلينيكية وهى أهم جزء بالوحدة، حيث أن معهد الأورام هو الذى أنشأ هذه الصيدلية، طبقا للصيدلية الأم بمعهد الأورام، ويشرف عليها مختصون من المعهد، وهناك ٥٥ صيدليا يعملون بالصيدلية وتم تدريبهم تحت إشراف المعهد.

وحول اتجاه غالبية مرضى الأورام، لتلقى العلاج فى المعهد، قالت: المريض يزور المعهد القومى للأورام، لأنه يعد صرحا طبيا كبيرا به كفاءات وكوادر، حيث به كوكبة من الأساتذة المختصين فى مكان واحد من جراحة وباطنة وعلاج إشعاعى وأورام أطفال وإشاعات تشخيصية، طب نووى، إضافة إلى البحث العلمى الذى يهدف إلى معرفة هل نحن لدينا علاج فعال أم لا؟.. وهل نقوم بتغيير الخطة العلاجية أم لا؟.. فنحن لا نأخذ العلاج من الخارج ونطبقه هنا، حيث لنا بحث علمى يقيم ويضيف بما يتناسب مع الجينات، أو نقوم بالأبحاث الخاصة بنا، فالمعهد القومى للأورام هو المكان الوحيد المتخصص ولديه إمكانيات فى كل شىء يخص السرطان من كشف مبكر إلى التشخيص إلى علاج كيماوى وجراحى وكل التقنيات الجديدة فى العلاج.

بالنسبة لإحصائيات وأرقام الوحدة أوضحت أنه «هناك ٦٣٣٣ طفلا مريضا تلقوا العلاج بالوحدة خلال ٢٠١٦، والباطنة ٦٠٠٠ مريض، و١١٧١٠ مرضى تلقوا العلاج الكيماوى لليوم الواحد.

أما أرقام ٢٠١٧ – والحديث لا يزال لمدير وحدة الأورام- فهى بالنسبة لزراعة النخاع من الفترة ٢٩/٥/٢٠١٦ إلى ٢٨/٢/٢٠١٧ تم إجراء ٢٥ عملية زرع نخاع لمريض باطنة أمراض سرطان الدم، و١٠ مرضى أطفال، لأن زرع النخاع يمر بعدة مراحل، مراحل التحضير للزرع، والزرع الفعلى، ثم متابعة الزرع وما بعد الزرع، والتحضيرية تقريبا أسبوعين إلى ٢١ يوما، ومرحلة الزرع حوالى من ٤٥ يوما إلى ٦٠ يوما.

وأكملت: عدد مرضى الباطنة فى عام ٢٠١٧ دخل الوحدة ٩٠ مريضا خلال الثلاثة شهور الأولى من ٢٠١٧، وفى الأطفال ١٠٨ مرضى داخلى، وعيادة اليوم الواحد باطنة ١٩٠٠، وعدد أطفال علاج اليوم الواحد (العلاج الكيماوى) ١٦٢٠ مريضا.

كما أكدت أن الأطباء الذين يشرفون على الوحدة من باطنة وأطفال وزرع نخاع هم أساتذة من المعهد القومى للأورام ومعهم المدرسون والمدرسون المساعدون والنواب، وكل يوم يأتى استشارى أو أستاذ يمر على الحالات ويتابع حالة كل مريض، سواء كان استشارى باطنة أو أطفال أو زرع نخاع.

وعن خط سير المريض منذ دخوله معهد الأورام، حتى وصوله الوحدة وبدء تلقى العلاج، قالت: المريض يذهب إلى المعهد القومى للأورام يقطع تذكرة سواء كان تأمينا صحيا أو مجانيا وبعد الكشف عليه وتحديد الخطة العلاجية يتم تحويله إلينا لتنفيذ الخطة العلاجية للمريض، وفى حالة عدم وجود أسرة متاحة للعناية المركزة يتم تحويل المريض للمعهد، والمريض الذى يتلقى العلاج على التأمين وينتهى تأمينه نقوم باستكمال علاجه مجانا، ولا يتوقف علاجه أبداً، حيث إن مريض زرع النخاع يكلف ١٦٠ ألف جنيه، والعلاج على نفقة الدولة مائة ألف فقط، والمعهد يتحمل باقى التكلفة من المجانى، حيث الأدوية غالية وكذلك مشتقات الدم غالية، ومن أبرز مميزات الوحدة أن الغرفة بها سرير واحد، وهذا شىء جيد جدا، أحسن من أى مستشفى خاص، حيث وجود أكثر من مريض بالغرفة يزيد من نسب العدوى، ونحن نتبع سياسات معهد الأورام فى مكافحة العدوى، ومن الممكن أن علاج المريض لا يفيده بسبب عدم اتباع سياسة مكافحة العدوى، لذلك نحن نلتزم تماما بسياسات مكافحة العدوى.

وفيما يتعلق بمعدلات ونسب الشفاء قالت «مدير وحدة الأورام»: من ٧٠ إلى ٨٠ من الأطفال، ومن ٥٠ إلى ٦٥٪ للكبار، وهذه النسب تتغير طبقا للاكتشاف المبكر للمرض، وهناك حالات كثيرة أصبحت حالتها جيدة جدا وتمارس حياتها الطبيعية، والجانب الثانى أن هناك ٦ حالات فقط توفت بالوحدة خلال الثلاث سنوات الماضية، كما أن سرطان الدم فى الأطفال يستمر علاجه من عامين إلى ثلاثة، ويقيم أول شهرين بالمستشفى، وبعد ذلك ١٤٦ أسبوعا للأولاد و١٢٠ أسبوعا للبنات، متابعة علاجية أسبوعيا.

مدير وحدة الأورام، أنهت حديثها لـ«المصور» بقولها: نستعين بأطباء نفسيين عند الحاجة من قصر العينى، أو من مستشفى دار السلام، كما أن الوحدة بها مكتبة للأطفال بها ألعاب وفيديو وكل يوم اثنين يأتى فريق لتعليم الأطفال الرسم.

وأثناء الجولة وجدنا غرفة استقبال للزائرين بها شاشة عرض وبجوارها سماعات هاتف، أوضحت مدير وحدة الأورام أن هذه الغرفة ليتحدث المريض مع أهله، لأنه ممنوع الزيارة للمريض خلال فترة العزل أثناء عملية زرع النخاع، وبالتالى كان لا بد من توفير وسيلة اتصال ليطمئن الأهل على المريض.

من جهتها قالت د. أمانى الزينى، مشرف الصيدلية الإكلينيكية: هناك ٥٦ صيدليا بالصيدلية الإكلينيكية، حيث إننا نقوم بتحضير العلاج الكيماوى بالصيدلية، فدور الصيدلى كبير ومهم، حيث يقوم بالمرور على الحالة بعد مرور الطبيب المختص، لمراجعة الجرعات، وصيدلى آخر يصرف العلاج، وصيدلى ثالث يقوم بتحضير العلاج، وصيدلى رابع يقوم بمراجعة العلاج بعد تحضيره، وهذا يتم تطبيقه مع كل مريض.

وأوضحت، مشرف الصيدلية الإكلينيكية، أن «معهد الأورام أول مكان أنشئت به صيدلية إكلينيكية، والتى تقوم بمراجعة الجرعات للمرضى بأن يتم التأكد بأن الجرعة صحيحة للمريض، ثم تحضير الجرعة، مثلا يكون العلاج بودرة ويتم تحويله إلى محلول، ويتم حله بمياه لسحبه فى زجاجة ليتناوله المريض، فلابد من التأكد من خلال الصيدلية الإكلينيكية أنه تم تحضيرها بشكل صحيح، حتى لا تنقل العدوى للمريض، ولابد أن يكون فى جو معقم تماما، ونحن نقوم بتحديد النسب التى تتناسب مع كل مريض.

وأضافت: نحن نصل تقريبا إلى ٥٠٠ تحضيرة يوميا، حيث إن المريض يأخذ ٤ أنواع من الأدوية، وكل دواء يُأخذ فى ساعة معينة وهناك أدوية تتكرر يوميا، كل هذه الأدوية يتم تحضيرها بالصيدلية الإكلينيكية المعقمة جيدا، حافظا على سلامة الأدوية، وحفاظا على سلامة الصيادلة العاملين على تحضير هذه الأدوية، لأنها أدوية كيماوى.

واختتمت: هناك ٥ أجهزة لتحضير الأدوية بالصيدلية، كما يوجد جهاز لتعقيم الأكل المقدم للمريض، وفى أغسطس المقبل سوف نحتفل بمرور ٢٠ عاما على افتتاح أول صيدلية إكلينيكية تم افتتاحها فى مصر فى معهد الأورام.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة