الإثنين 24 يونيو 2024

«خطف الأطفال».. وجع في قلوب المصريين

8-4-2017 | 21:23

علي عقيلي

مسئولة أطفال الشوارع: 16 ألف طفل بلا مأوى  

ورئيس الطب الشرعي السابق: الاختطاف للاستغلال  الجنسي والمادي

كتب- علي عقيلي

ما زال شبح اختطاف الأطفال يخيم على بيوت المصريين؛ ليخطف منها البراءة، ويترك لها دموع الحزن والألم، بعد أن تنامت الظاهرة، وزادت وتيرتها في وضح النهار قبل عتمة الليل.

"الهلال اليوم" التقت بعض أسر المفقودين، فوجدتهم على حالهم منذ أن فقدوا أطفالهم، لا يذوقون للحياة طعمًا، رحالة لا يضعون رحالهم؛ للبحث عن ذويهم، من أقصى البلاد إلى أدناها، ومن شرقها إلى غربها، لا تلتقي الجفون، ولا تضجع الجنوب، ولايهنأ لهم بال، ولا يروق لهم طعام؛ فكيف يهنأون وهم لا يعرفون ما يحدث لفلذات أكبادهم من تحرش، أو اعتداء جنسي، أو تقطيع أجساد وبيعها في سوق النخاسة.

ما قاله المختطف مبتور القدم من سعر الطفل (1000) جنيه، لبيعه لشريكته الأخرى "وفاء" طبقًا لاعترافاتهما في تحقيقات النيابة العامة إثر سقوط العصابة، لبيه لطبيب المطرية؛ للاتجار بأعضائه البشرية أمر يقض مضاجع أهالي وأسر المفقودين، ويجعل النوم حرامًا عليهم.

أم محمود شعبان محمد عبد المطلب قالت: "لم نعرف عنه أي شيء منذ خرج في عام 2012، والشرطة لم تتوصل لأي شيء، ودا حالنا بندور عليه في كل مكان"

لكن تبقى مأساة مصطفى أحمد عبد اللطيف أصغر مختطف (7) شهور، بعد أن تركته أمه في عيادة الطبيب لسيدة أخرى، حتى تنهي من الكشف؛ لتخرج فلا تجده، حتى هذه اللحظة منذ منتصف مارس 2009،  وأصيب والده على إثر اختطافه بجلطة دماغية أودت بحياته، وخيم الحزن والأسي على الأسرة بكاملها، وحتى كتابة هذه السطور لم يعد مصطفى، الذي يبلغ من العمر إذا كان على قيد الحياة سبعة أعوام؛ فإذا اختطف محمولًا؛ فما زال لدى والدته أمل في أن يعود إليها سائرًا على قدميه.

وعلى هذه الحال تعيش أيضًا أسرة محمد ناصر محمد عبد الرشيد؛ التي فقدت طفلها محمد في يوليو 2012.

ولم تكن أسرة طه بلال عبد الغني حامد بأسعد حظًّا من سابقتها من أسر المفقودين؛ الجميع حلّ عليهم الحزن ضيقًا ثقيلًا طويل المقام.

 

قالت الدكتورة منال شاهين مسئولة أطفال الشوارع وخط نجدة الطفل سابقٌا رئيس قطاع البرامج بصندوق تحيا مصر أن عدد أطفال الشوارع الذين بلا أسرة ولا مأوى بلغ عددهم (16) ألف موزعين على (10) محافظات.

وأوضحت رئيس قطاع البرامج بصندوق تحيا مصر أن هناك خطة طموحة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي تضمن ضم هؤلاء الأطفال لدور الرعاية خلال سنة واحدة بعد التأهيل النفسي الذي يقوم به عدد من فريق الشوارع المتخصص في هذ الملف.

وأضافت شاهين أن الخطة تتضمن تطوير دور الرعاية، والتأهيل النفسي السليم من خلال عدد من الإخصائيين، عبر (2400) نقطة تحرك. 

ونبهت شاهين إلى خطورة هذه الظاهرة، وزيادة حجم الأعداد التي تتعرض لجميع وسائل التدمير البشري؛ من اغتصاب وتحرش وضرب واستغلال ومخدرات، واختطاف واتجار بأعضائهم البشرية؛ ما يرسخ عدم الانتماء لبلدهم جراء ما يتعرضون له من ضياع وتعاملات غير آدمية.

 

فيما استبعد الدكتور أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعي السابق، أن الهدف الأساسي من اختطاف الأطفال هو الاتجار بالأعضاء، معللًا أن زراعة الأعضاء تمر بخمس مراحل غاية في التعقيد، وتحتاج إلى توافق الأنسجة بين الاثنين.

وأضاف أن نقل الأعضاء غالبًا ما يرتبط بالسن الكبير، وهذا لا يصلح له نقل أعضاء الطفل، وإنما ينبغي أن يكون أكثر من (18) سنة على الأقل؛ ولا يصلح نقل أعضاء طفل إلا لطفل مثله.

وتابع فودة أن اختطاف الأطفال يكون للاستغلال الجنسي والمادي، وليس نقل الأعضاء.