فالقرية أو العزبة كما يعرفها أهلها تقع على بعد نحو 23 كيلو مترا من مدينة الفيوم، وتعتبر الأزمة الرئيسية والشكوى الأولى لأهلها هي عدم وجود شبكات للصرف الصحي، فالمنازل تغرق في مياه الصرف الصحي والتي شكلت في بعض المناطق بركا صغيرة تمثل مصدرا للتلوث والأمراض لأهالي القرية.

وطالب الأهالي مرارا وتكرارا بإنشاء محطات صرف صحي للعزبة ولكن لم يستجب أحد، رغم أنهم حصلوا من قبل على موافقة من الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بإنشاء محطات صرف صحي للعزبة ولكن لم يتم تنفيذ ذلك، وإلى جانب التهديد بالأمراض، فمياه الصرف الصحي تهدد المنازل أيضا بالانهيار والتصدع.

القرية يقطنها نحو 25 ألف نسمة، تهددهم مياه الصرف الصحي بالأمراض الكبدية والفيروسية، كما ترهقهم تكلفة شفط تلك المياه عبر سيارات الكسح، كما أن مياه الشرب تختلط بمياه الصرف الصحي ما يشكل خطرا على صحتهم ويهددهم بالإصابة بالفشل الكلوي، حسبما أكد الأهالي.

والمنازل في القرية ليست في أفضل حالاتها، فهي مبنية بالطوب الأبيض وبعضها غير مسقوف، أو مسقوف بطرق بدائية من الجريد والبوص ما يجعل الأهالي مهددين خاصة في الشتاء فمياه الأمطار تتسرب إلى داخل المنازل وتغرق أغراضهم، كما أن الأهالي يشتكون من الفقر وانقطاع التيار الكهربائي فضلا عن سوء حالة الطرق غير الممهدة.

وما أن أطلق الرئيس السيسي مبادرة حياة كريمة لتطوير القرى الأكثر فقرا بالتعاون مع المجتمع المدني، بدأت فرق البحث الميداني في رصد احتياجات القرية والتواصل مع الأهالي، حيث تواصلوا مع أهالي القرية وتم رصد المنازل التي تحتاج لإعادة الإعمار، وكذلك مد المرافق للقرية.

ونجحت المرحلة الأولى من المبادرة في إعمار 240 منزلًا في 8 قرى من الأكثر احتياجًا للأسر الأولى بالرعاية، بالفيوم بالتعاون بين المحافظة وصندوق تحيا مصر، وبمشاركة إيجابية من الجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، لافتًا إلى أن باقي المراكز والقرى ستأتي تباعاً بالمراحل التالية للمبادرة.

وأعلن محافظ الفيوم أن اتفاقية تمويل مشروعات معالجة الصرف الصحي بالفيوم التي تم توقيعها بالتعاون بين وزارتي التعاون الدولي والإسكان والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوف تسهم في معالجة التلوث ببحيرة قارون وتوصيل الصرف الصحي لعدد كبير من القرى المحرومة بالمحافظة من خلال بناء وإعادة تأهيل محطات معالجة الصرف الصحي الجديدة والحالية، وإمدادها بأعمال المواسير وتركيب محطات الضخ، موضحا أن قرية الوابور الجديدة سوف تستفيد من المشروع الجديد لأنها مدرجة بخطة الصرف الصحي للعام المالي 2019 /2020.

كما وجه إعداد خريطة بالمخابز التي تخدم قريتي الوابور القديمة والجديدة، والتنسيق مع هيئة الأبنية التعليمية، لفحص الموقف التنفيذي للأراضي التي تم تخصيصها لإقامة مدارس حكومية أو خاصة بالقريتين.