قال
الدكتور رمضان خاطر، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن حروب الشائعات ونشر
الفكر المتطرف انتقلت بشكل كبير إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتحتاج إلى تضافر
كافة الجهود لمواجهة تلك الحروب الهدامة بشتى الصور المختلفة لأنه تمثل خطر ضخما
على تماسك المجتمع، مشددا على ضرورة الاستجابة لتوجيهات الرئيس السيسي لتأهيل
الأئمة لرفع كفاءتهم لمجابهة حروب التطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح
أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف لـ«الهلال اليوم» أن الاهتمام بالأئمة معيشيا
وتأهيليا عنصر محوري لمواجهة حروب الفتن وتساهم في تفرغ الأئمة لمواجهة تلك الحروب
لأن رفع مستواهم المعيشي يقضي على انشغالهم بمواجهة ظروف الحياة وجمع المال التفرغ
إلى تعلم وسائل جديد لإثقال مهاراتهم لمواجهة التحديات القائمة.
وأشار
إلى أن الأئمة دائما في الصفوف الأولى ويقع على عاتقهم المسئولية الكبرى في مواجهة
الأفكار المتطرفة والهدامة، ويحتاجون إلى تأهيل كامل في ظل الحروب التي تواجه
الدولة المصرية عبر وسائل حديثة ومتطورة ومسميات تحمل معاني خطيرة تحتاج إلى
مجابهة سريعة ومرنة وقوية،مؤكدا أن الجامع الأزهر بجميع علمائه يساهم بكل ما أوتي
من قوة لمجابهة تلك الحروب.
وناقش
الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور
محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، جهود الوزارة في مجال الدعوة والترجمة والنشر، وتدريب
وتأهيل الأئمة، من خلال برامج تدريبية تشمل إلى جانب علوم الدين، دراسة اللغات الأجنبية
وعلم النفس والاجتماع ومفاهيم الأمن القومي، والمدارس الفكرية والفلسفية المختلفة،
وآليات التواصل الإعلامي والإلكتروني الحديثة.
كما
تم خلال الاجتماع استعراض مستجدات عملية تعظيم الاستفادة من الأصول والأراضي التابعة
للأوقاف على مستوي الجمهورية لضمان تحقيق الاستغلال الأمثل لها.
وقد
وجه الرئيس خلال الاجتماع بالتركيز على توفير التدريب الراقي للأئمة، وتنمية مهاراتهم
وقدراتهم المعرفية والعلمية، لاسيما في التفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب
التوسع في مجال الترجمة والنشر، فضلا عن الاستمرار في تحسين الأوضاع المالية والمعيشية
للأئمة من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الذاتية لوزارة الأوقاف.
ووجه
الرئيس كذلك بمواصلة العمل على تنفيذ استراتيجية وزارة الأوقاف للتصدي للفكر المتطرف
والمتشدد، وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الإسلام ومقاصده العليا وروحه السمحة، ونشر الفكر
الوسطي الرشيد وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مؤكداً أن الدين الإسلامي ينبذ كل أنواع التطرف
والإرهاب، ويحض على السلام والأمان والبناء، والتعايش السلمي بين البشر.