قال الدكتور
إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة الثلاثية بين
مصر وقبرص واليونان اكتسبت أهمية كبرى في ظل التهديدات التركية لمنطقة شرق المتوسط
بعد إرسالها لآليات التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة تحت ادعاء وجود دولة تركية في
شمال قبرص.
وأضاف في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التصرفات التركية تخالف قواعد القانون
والأعراف الدولية، لأنها تنقب داخل المياه الاقتصادية الإقليمية والتي تمتد لمائتي
ميل بحري، بما يهدد الدول المحيطة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يعقد بصفة دورية ويجري
خلاله التنسيق بين الدول الثلاث.
وأشار إلى
أن القمة تناولت قضايا مقسمة إلى محورين الأول هو العلاقات الثنائية والمشتركة بين
مصر وقبرص واليونان وكيفية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، والثاني هو القضايا
ذات الاهتمام المشترك التي تهم الدول الثلاث معا مثل كيفية تحقيق أمن واستقرار في
منطقة شرق المتوسط.
وأكد
التصرفات التركية لا تهدد الدول الثلاث فقط إنما تهدد أمن البحر المتوسط ككل
والقمة تعمل على اتخاذ موقف موحد للرد على هذه التهديدات والتنسيق المشترك في هذا
الشأن، مشيرا إلى أن القمة تعزز التعاون الثنائي والثلاثي بين العواصم الثلاث في
المجال الثقافي استنادا للحضارات القديمة لهذه الدول.
وأوضح أن
الأزمتين السورية والليبية وقضيتي الإرهاب والهجرة غير المشروعة كانت مطروحة أيضا
على مائدة القمة لأنها كلها قضايا ذات اهتمام مشترك بين الدول الثلاث وكل دول
العالم، فالهجرة غير المشروعة والتي تنطلق من جنوب المتوسط إلى شماله ومن المهم
التنسيق في هذا الشأن.
ولفت إلى
أن الهجرة غير المشروعة تتطلب تعاونا دوليا، وأن مصر استطاعت أن توقف خروج هذه
الهجرة من أراضيها لكنها قد تخرج من دول أخرى مثل ليبيا أو غيرها فيظل التهديد
لشمال المتوسط قائما، ما يتطلب التنسيق المشترك، مضيفا إن مكافحة الإرهاب تتطلب
تعاون أيضا للقضاء عليه بكل السبل أمنيا واجتماعيا وثقافيا وهي كلها أمور توجب
التنسيق المشترك.