السبت 23 نوفمبر 2024

ما علاقة الدواعش بالإخوان؟!

  • 12-4-2017 | 12:15

طباعة

 

فى إطار ردود الأفعال اتخذت مصر، من الإجراءات ما يمكن أن يواجه التفجيرين اللذين جريا فى يوم أحد الزعف سواء فى طنطا أو الإسكندرية.

سواء كانت إجراءات تواجه ما جرى بشكل آنى. أو على المدى البعيد، لكن يبقى لنا تقليب الأمر وطرح أسئلة المحنة عليه. ولعل أهم هذه الأسئلة. يقف فى المقدمة منها: هل توجد علاقة - عضوية أو تنظيمية - أم الأمر لايخرج عن وحدة الهدف، واتحاد المشروع المناوىء لتجربة بناء مصر الجديدة.

المواجهة الآنية تمت سواء إعلان حالة الطوارىء، أو إنشاء المجلس القومى لمكافحة الإرهاب. وتكثيف الإجراءات الأمنية للتحقيق فيما جرى وضبط الجناة. وعزل مدير أمن الغربية.

وإن كانت فضائيات الإخوان قد وجدت الوقت والجهد لكى تعلن أن عزل مدير أمن الغربية قد تم ليس بسبب تقصيره فى عمله. ولكن لأنه تعرض لعدوان من المسيحيين الذين كانوا موجودين بمحيط الكنيسة بعد التفجيرات. مما يعنى اهتزاز هيبة الدولة. وهكذا فهم يحاولون تفريغ أى إجراء مصرى من محتواه ومدلوله ومغزاه.

المعركة الباقية بعد إجراءات ردود الأفعال هى معركة المعلومات فإن كان الإرهابيون قد عرفوا بوجود البابا فى الكنيسة البطرسية بالإسكندرية - أقدم كنائس مصر - من أجل احتفالات أحد الزعف.. لابد وأنهم كانوا يعرفون ذلك منذ فترة. وبالتالى - وبناء على المعرفة - جرى تجهيز الحكاية من حيث المعدات، وإحضار من سيفجر نفسه وتزويده بالمتفجرات من مكان قريب من الكنيسة حتى لايكتشف أمره خلال عمليات الانتقال من مكان إلى مكان آخر.

لدينا أزمة معلومات سواء قبل التفجير - والأخطر والأهم - بعد إجراء التفجير. يوم الأحد الماضى. لدينا من فجر نفسه فى طنطا. ومن فجر نفسه فى الإسكندرية، مع اختلاف العمليتين فى التفاصيل، إلا أننا أهملنا تماما أشلاء المفجرين.

كان هناك اهتمام بنقل جثامين ٤٥ شهيدا. ودفنهم فى نفس اليوم مساءً. وهذا إجراء يعنى إدراك اختلاف حادث عن حادث. وبالتالى طريقة التعامل من هذا الحادث لذاك.

لكننا لايجب ولا يصح أن ننسى أنه بعد تفجير بطرسية العباسية بـ ٢٤ ساعة ،أعلن اسم من فجر نفسه وتسبب فى التفجير. كان إعلان الرئيس السيسى من مكان الحادث مباشرة. وقبل مرور ٢٤ ساعة على الحادث. فيه أهم معلومة ألا وهى اسم الشاب الذى فجر نفسه.

هذه المرة - لن استبق الأمور وأجرى قبل الأحداث - أتمنى أن يكون قد جرى التحفظ على أشلاء من فجرا نفسيهما. سواء فى طنطا أو فى الإسكندرية، وأن يخضع الأمر لأحدث وسائل التعامل مع أشلاء من فجرا أنفسهما لأن سرعة التوصل إلى شخصياتهما قد يكون شديد الأهمية فى حالتنا في أن معرفة هذه القنابل البشرية الموقوتة لشباب، وربما كانوا من أهل مصر للأسف الشديد. هذه المعرفة قد تمكننا من القدرة على منع أعمال أخرى قادمة. ولايجب أن ننسى للحظة واحدة. أن تفجير طنطا وتفجير الإسكندرية - قد جرى بتنسيق كامل فى بداية أسبوع الآلام. الذى يعيشه الأشقاء من المسيحيين. وهو أسبوع من الأعياد .. وبالتالى فإن شدة الأمن التى يجب أن تصل للذروة كان يجب أن تسبق الأسبوع وقبله بأسابيع.

لابد أن تكون لدينا الشجاعة لنتكلم عن المجتمع المصرى، هذا المجتمع كان يسمى المجتمع الواقى. القادر على وقاية نفسه وتحصين بلاده تجاه كل ما يهدد الوطن.

أين ذهب هذا المجتمع !!

متى وكيف تبخر منا ولم يعد له وجود؟!

ما الذى أوصلنا لهذه الحالة!!

وكيف نخرج منها بأقل الخسائر الممكنة!!

إن عملية طنطا . وعملية تفجير الإسكندرية كل عملية منهما على حدة. تحتاج إلى إعداد صعب ومركب ومعقد. يشارك فيه أكثر من إنسان. ويتم في أكثر من المكان. فضلا عن أن المواد المتفجرة. لا يمكن استيرادها من خارج البلاد. ولابد من تصنيعها فى الداخل، وهذا التصنيع ليس مسألة سهلة. ولا يمكن إخفاؤها بسهولة.

وإن كان من الممكن الإخفاء عن الأمن. بسبب تراكمات كثيرة لاداعى لذكرها الآن.

فكيف يتم الإخفاء عن المجتمع المصرى، الذى دخل التاريخ باعتباره المجتمع الواقى المتماسك المترابط ، إلا إن كان المجتمع المصرى، قد أصابه ما أصاب الشخصية المصرية من تجريف وإعادة إنتاج. وبالتالى أصبح وصف المجتمع الواقى. لايتواجد بما هو أزيد من الكتابة الورقية أما وجوده في أرض الواقى فلا.

كيف لم يلحظ أى مصرى - فى أى موقع كان ما يمكن أن يلفت نظره ويتطلب منه الاهتمام والمتابعة. وبالتالى إبلاغ الدولة لما عرفه حتى وإن كان الإبلاغ من مجهول إن كان هذا المواطن وطنيا ولكنه لايحب السؤال والجواب. ويكفيه أن يبلغ حتى وإن كان الإبلاغ يمثل الحد الأدنى من المواجهة . ولكن أين هو الحد الأدنى .. أين هو .

لكن مصر ستبقى قادرة على أن تفاجئنا بكل ما يمكن أن يفرحنا ويشد من أزرنا فى مواجهة الأزمات والمحن.

فى الإسكندرية قال الأهالى لوسائل الإعلام إن الشهيدة العميد نجوى الجيار والرائد عماد الركايبى والرائد محمد رفعت وأمين الشرطة أحمد إبراهيم وقوة الشرطة المرافقة لهم قد تمكنوا من منع دخول الإرهابى إلى داخل الكنيسة. وكان بداخلها الآلاف. وكان بداخلها البابا تواضروس.

وعماد الركايبى واسمه بالكامل عماد محمد لطفى عبدالمنعم الركايبى وهو من أبناء البحيرة. وله ولدان، وكان الأول على دفعته فى كلية الشرطة.

أما العميد نجوى الجيار من الشرطة النسائية فى مصر، بل من طلائع هذا الفرع من الشرطة. ولدت نجوى الجيار سنة ١٩٦٣ وتخرجت في كلية الشرطة فى١٩٨٧ وهى والدة النقيب محمود عز.

إن هؤلاء الشهداء من رجال الشرطة استشهدوا ليحولوا دون كارثة كبرى . لضخامة أعداد من كانوا فى الكنيسة ونظرا لوجود رأس الكنيسة المصرية داخلها.

البطولات موجودة . ومن قاموا بواجبهم هاهم.

ولكن ثمة تقصيراً فى حرب المعلومات بيننا وبين الإرهابيين. وعدم وجود وغياب هذه المعلومات يعنى أننا قد نفاجأ بعمليات جديدة. لا قدر الله ولا كان.

خصوصا أنهم يتحدثون عن عمليات قادمة. وحددوا يوم الثلاثاء وملهى ليلى بالقرب من موقع أثرى.

هذه حرب المعلومات فى زمن المعلومات الأكبر.

يبقى سؤالى عن العلاقة بين داعش والإخوان. ليست لدى إجابة. ولكن أطرح السؤال الذى لابد من طرحه.

بقى أننى كنت أتمنى أن يعلن الرئيس السيسى فرض حالة الطوارىء والتحدى، وكلمة التحدى ربما كانت أهم من الطوارىء رغم أن هذه الكلمة لا وجود لها فى قانون الطوارىء.

التحدى.. أنه الفريضة الغائبة فى حياتنا الراهنة فى مصر.. هنا والآن.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة