السبت 1 يونيو 2024

أسبوع الآلام المصرى

12-4-2017 | 13:13

بقلم –  إيمان رسلان

كتب زميل  على صفحته فى الفيس بوك يسأل هل يذهب للكنيسة مساء هو وزوجته وابنه والأسرة أم يلتزم بيته هو وأسرته؟ لم أجد كلمات أرد بها على سؤاله، الذى أعتقد أنه أصبح السؤال الذى يدور فى عقل ووجدان كل مصرى مسيحى، بل الأكثر من ذلك إننى منذ وقعت الأحداث الأخيرة أصبحت أفكر إلا أمر بجوار كنيسة لأن الأمر بجد لا يحتاج إلى اجتهاد أو عبقرية فذة ولا يجب أن ندفن رؤسنا فى الرمال ونقول فقط إن هذا عمل إرهابى خسيس وقذر  مما يجعلنى أقول وهل هناك عمل إرهابى لطيف ومسالم  كنقيض للتبرير السخيف: إنه عمل إرهابى قذر؟؟

وبعد البكاء والحزن والغضب والقرف وهو ما أشعر به بالفعل فمن حقنا أن نسال لماذا التكرار فى كل مرة سواء فى أحداث التفجيرات الإرهابية أو فى التهجير أو فى السكوت عما يحدث كما حدث فى تعرية السيدة الفاضلة، جدتى سعاد، ولماذا التكرار لا يعلم الشطار كما تعلمنا قديما لماذا يتكرر نفس السيناريو كل مرة.. 

أكيد هناك شىء فى المنيع نفسه، الذى يخرج هذه النماذج المشوهة التى تحمل اسم إنسان ولا داعى أن نقول إن الإرهاب يحدث فى كل مكان نعم هذا صحيح، وكل الدول تقريبا تعانى منه، ولكن عندهم التكرار يعلمهم، وإنما نحن لا نتعلم كل مرة بنفس السيناريو وفى توقيت الأعياد فهذا ليست حسبة برما أو تحتاج إلى محلل يسمى نفسه استراتيجى معملى فذ، وحتى البوابات الإلكترونية، التى أنقذت الكنيسة من الداخل فى الإسكندرية كان بفضل وجود أجهزة للكشف عن المفرقعات لوجود البابا تواضرس بالداخل يستعد لإلقاء موعظته بإذن التأمين، كان نظرا لأن البابا رمز ويجب تأمينه، هذا أكيد والحمد لله أنه نجا من محاولة الاغتيال، التى أرى أن التفجير الإرهابى بطنطا كان لينشغل الأمن بحادث طنطا ولا يفكر فى شيء آخر، ولولا الأجهزة ويقظة الضابط الركايبى، الذى استشهد فى العمل الإرهابى ومعه ضابطة وعريفة فى الشرطة كانوا فى محل عملهم أمام الكنيسة بالإسكندرية 

هؤلاء الشهداء جميعًا من المصريين كشف للمرة، التى أعرف رقمها أن هناك حاجة غلط، وهل يكفى هذه المرة أن نقيل مدير الأمن بالغربية  أم أن الأمر يحتاج إلى تغييرات أكثر فى أداء الجهاز الأمنى.

ولكن السؤال الذى أفكر فيه دائمًا وماذا عن منابع الفكر نفسه، التى تؤدى إلى أن يكون المصرى المسيحي نقطة ضعف يستغلها الاٍرهاب هذا هو السؤال، الذى لا نسعى للوصول إلى إجابة عنه إلا وهو منابع هذا الفكر، الذى توطن للأسف فى جسد المجتمع ووجد من يعتقد فيه ويدعمه ويعتنقه، إذن خطوة البداية الحقيقية هى فى التعامل مع هذا الفكر ومنابعه فى الكتب الدينية القديمة، ولا يكفى الأسطوانة المشروخة، أن نقول بأن الدين لا ينادى بالقتل وغيره فتلك أسطوانة مشروخة، لأن الإرهابيين أصلا لا يستمعون إلى هذه الأقاويل والأفكار.. 

الإرهاب فكرة والتطرف فكرة فإذا لم تحارب فى الأساس أفكاره ومنابعه فى الزوايا والمدارس سواء فى التعليم العام أو الأزهرى وغيرها فليس هناك فايدة، والأفضل أن ننتظر العمل الإرهابى القادم سواء كان فى وجود طوارئ أو بدونها لأنه كان موجودا وترعرع ونمى واستفحل فى ظل الطوارئ أيام طوال حكم مبارك ولم ينته أو حتى تنخفض وتيرته. 

لاسيما أن العوامل المحلية والإقليمية والدولية موجودة حولنا، بل وتدعم الإرهاب ولمصلحته مثلما جرى فى سوريا مؤخرا وأكثر ما يقلقنى عدم قراءة أن ما يحدث حولنا جيدًا وأن أربع دول تعانى وتمزقت لصالح الإرهاب لأنها من البداية لم تصلح أولا من الأوضاع فى الداخل، بينما فى الدول الغربية، التى حتى ضربها الإرهاب نجت منه لأنها لم تجد البيئة الحاضنة له، بينما لدينا علينا أن نعترف أن البيئة  المحلية حاضنة لفكر التشدد والتطرف وكره الآخر، وأن ما يحدث فى أسبوع الآلام العربى والمصرى يحتم علينا أن نفكر ونتدبر لإصلاح حقيقى طال انتظاره بدلا من بكائيات النواح وانتظار مزيد من أحداث أسبوع الآلام آخر.