الأحد 2 فبراير 2025

الطلاب الوافدون.. يشكون العنصرية ونظرة الشفقة وغلاء رسوم الدراسة

  • 13-4-2017 | 00:24

طباعة

يشكو الطلاب الوافدون بجامعة القاهرة من التفرقة العنصرية التي يمارسها بعض الطلاب المصريين ضدهم والاستخفاف بمظهرهم ولون البشرة ولغتهم، إضافة إلى ارتفاع أسعار المصروفات الدراسية التي تقارب 9 آلاف جنيه، ومنع البعض منهم من الإقامة بالمدينة الجامعية، وحرمانهم من الالتحاق ببعض كليات القمة، والتحرش الجنسي ونظرة الشفقة تجاه السوريين واليمنيين، وصعوبة التواصل باللغة العربية مع أساتذة الجامعات والإداريين والطلاب، والتحاقهم متأخرًا بالجامعة في منتصف الفصل الدراسي، والروتين وعدم النظافة والغربة والعزلة واختلاف الثقافة والاستغلال المادي لهم.

“الهلال اليوم” ذهبت إلى جامعة القاهرة والتقت بعض الوافدين.. وفي البداية يقول جلال محمد (سوداني، طالب بالفرقة الثانية بكلية الحقوق): بندفع مصروفات حوالي 450 دولارًا أي ما يعادل 9 آلاف جنيه مصري في العام، وهذا ينطبق على باقي كليات الحقوق والآداب، أما كليات الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والطب والهندسة فتكون عبارة عن منحة محددة من قبل الحكومتين كتبادل ثقافي ومحدش يقدر يلتحق بها برغبته الشخصية، وحوالي 90% من الطلاب الوافدين بيتعلموا على حسابهم الشخصي.

وتابع: بعض الطلاب المصريين تصرفاتهم طفولية وبيتريقوا علينا وعندهم عنصرية ومش متقبلين أصحاب البشرة السمراء وينادونا بكلمة سمارة وشكولاتة، ويسألونا أسئلة مستفزة زي تعرف تقرأ عربي، لكن تعامل شئون الطلاب والإداريين وأعضاء هيئة التدريس جيد، ورغم كل ذلك يوجد إقبال كبير من الطلاب الوافدين على المجيء إلى مصر نظرًا للتعامل الجيد على المستوى الرسمي.

واتفقت عفراء السيد، من الصومال (طالبة بكلية الحقوق) معه، حيث أكدت أنها تتعرض دائمًا للتعدي اللفظي من قِبل الشباب المصري مثل "أم بكار، شيكابالا، شوكلاته، الدنيا ضلمت كده ليه، يا سوده"، مضيفة أنها تحب مصر، كبلد ولكنها لا تحب المصريين كشعب.

وأشارت إلى أنها تتعرض في بعض الأحيان لأسئلة سخيفة من قبل المصريين مثل: "هل عندكم نيل زي نهر النيل في مصر؟.. واصفة المصريين بأنهم لديهم عنصرية شديدة من اللون واللهجة والثقافات المختلفة وأنهم يسعدون عندما يتعمدون إيذاء مشاعر الآخر، بالإضافة إلى الاستغلال المادي من قِبل سائقي التاكسي.

وذكر عادل سعد (سوداني، طالب بكلية الحقوق) الأسعار قائلا: بالنسبة لنا مش غالية وإحنا مجبرين على الشراء، والمصاريف بتوصلنا من أهلنا، وفيه طلبة بتسكن مدينة جامعية والبعض بيستأجر على حسابه وده بيكون مصاريف أكتر وصعوبة عليهم لأنهم بيتم منعهم من السكن، وميزة مصر أنها متاح فيها فرص عمل عن باقي الدول، وبنشتغل في المصانع والشركات.

وتابع: "التعليم جودته كويسة في مصر ويؤهل لسوق العمل، وفيه مشكلة كبيرة عند دولة شمال السودان أنها لا تعترف بشهادة جامعة القاهرة، ولدينا مطالب بتقوية اللغة العربية عند الوافدين عن طريق الكورسات والدورات التدريبية، ويتاح لنا الدراسة باللغة الإنجليزية في مصر".

وأوضح بن جون (من دولة جنوب السودان، طالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم): أنا جاي بعثة من دولتي لمصر كتبادل علمي وثقافي، بعض الزملاء المصريين يتعامل معنا بشكل جيد، والبعض الآخر لديه عنصرية وبيشوفنا ناس غريبة ويسألنا أسئلة سخيفة مثل مالك أنت أسود ليه؟ عندكم جامعات في بلدكم؟ ويضحكوا على أي كلمة نتكلمها ويتريقوا، لكن الناحية الدراسية مشكلتها أنها دراسة بالإنجليزي وتكون صعبة جدا، ولو رحت للدكتور أقوله مش فاهم يقولي معنديش طريقة تاني أفهمك بيها، واللغة صعبة والمناهج مختلفة عن دراستنا في الثانوية العامة في دولنا، وأول مرة أشوف دراسة عملية في المعامل مختلفة عن دراستنا النظرية.

وتابع: لما التحقت بالكلية كان عندي مشكلة في معرفة السيستم الخاص بالكلية وكان الموضوع صعب، ونطالب من إدارة الجامعة أن يتم قبول الوافدين في الجامعة بدري ومش متأخر حتى لا تفوته الدراسة ويفهم السيستم بدري، والدراسة مصروفاتها مرتفعة تصل لـ350 أو 450 دولار استرليني أي بما يقارب 8 آلاف جنيه مصري.

واستطرد: بتقابلنا مشاكل خارج الجامعة أننا أجانب وملناش حقوق عند الشرطة ويتم التعدي علينا بالضرب في الشوارع وتريقة في المترو ويقولوا إفريقيا وإفريقي.

واتفق معه محمد محمود (موريتاني، طالب بكلية الآداب) أنه يتعرض لأسئلة سخيفة من قبل بعض المصريين مثل: هل عندكم جيش؟ هل لديكم مواصلات؟ هل عندكم جامعات؟.. مشيرا إلى أنه يتعرض لاستخفاف من قبل زملائه بسبب لون البشرة واللهجة.

وأعرب داود محمد، من غينيا(طالب بكلية الإعلام) عن استيائه من الاستغلال المادي الذي يتعرض له عند ركوبه السيارات وشراء السلع من المحلات، مشيرا إلى أنه يشتري السلع اليومية بسعر مضاعف بسبب كونه وافدا، لافتاً إلى أن تعقيد الإجراءات الروتينية أصعب ما يقابله في مصر.

وقال راشد ممدوح (من اليمن، طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية): على سبيل السخرية كنت أسمع عن المصريين أنهم أهل كرم ولكني لم أجد ذلك وإنما هي مجاملات يتظاهرون بها.

وصرح سليمان آدم (من دولة جنوب السودان، طالب بكلية الإعلام) أنه تواجهه صعوبات كبيرة على مستوى العلاقات الشخصية وخاصة مع البنات في التكليفات الجماعية المطلوبة بالمواد الدراسية.

وأشارت سوزان عبدالله (من سوريا، طالبة بكلية الإعلام)، إلى أنها تعرضت للتحرش الجنسي والمعاكسات بشكل متكرر داخل مصر، وكثير من الطلبة ينظرون لهم نظرة شفقة، كذلك صعوبة الإجراءات الإدارية مع الوافدين السوريين عند استكمال إجراءات القبول بالجامعة.

واتفقت معها خديجة سليمان (من اليمن، طالبة بكلية الهندسة) أنها تتعرض للتحرش الجنسي كثيرا وبشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى نظرة الشفقة وتكرار سؤالها عن الدمار الذي لحق باليمن.

وأكد ملهم الخوري (سوري، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية): أشعر بالحرية والعزة في مصر وأنني في بلدي الثاني لكنني أعاني من مشكلات النظافة في مصر.

وذكر يوسف عبد الله (تشادى، طالب بكلية الإعلام) أنه تعرض لحادث سرقة بالإكراه من قِبل أحد المصريين بمقر إقامته بحي عين شمس حيث استولي أحدهم على هاتفه المحمول وعندما حاول أخذه وجد أهالي الحي يتدخلون لصالح المصري ويحاولون ضربه.

وأعرب محمد عبد الله (من باكستان، طالب بكلية الإعلام) عن رضائه عن نظام التعليم في مصر ونتائج المواد الدراسية، مؤكدا أنه تواجهه مشكلات تتعلق باللغة وصعوبة التواصل مع المصريين بشكل عام، منوهًا إلى أن اللغة هي ما تثير استهزاء المصريين.

 

    الاكثر قراءة