أكدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، أن العلاقات المصرية البيلاروسية تشهد خلال المرحلة الحالية زخماً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق توجته الزيارة الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة مينسك خلال شهر يونيو الماضي والزيارة الحالية للرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو للقاهرة على رأس وفد رفيع المستوى يضم مسئولين ورجال أعمال.
جاء ذلك خلال الاجتماع الموسع الذي عقدته الوزيرة، اليوم الخميس، مع فلاديمير كولتوفيتش وزير التجارة ومكافحة الاحتكارات البيلاروسي، وبافيل أوتيوبين وزير الصناعة البيلاروسي، على هامش افتتاح فعاليات مجلس الأعمال المصري البيلاروسي المشترك، وفي اطار زيارة الرئيس البيلاروسي على رأس وفد حكومي رسمي وعدد كبير من رجال الأعمال خلال الفترة من 19 -20 فبراير الجاري.
وأشارت الوزيرة إلى أن الزيارات الرئاسية المكثفة بين الجانبين تعكس مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط القاهرة ومينسك وتسهم في دفع العلاقات الصناعية والتجارية والاستثمارية المشتركة وتسريع وتيرة تنفيذ خارطة الطريق الموقعة بين البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك.
وأوضحت - خلال لقائها مع وزير الصناعة البيلاروسي - استعداد الحكومة المصرية لتقديم كافة التسهيلات للاستثمارات المصرية البيلاروسية المشتركة ودعم الشركات البيلاروسية العاملة في السوق المصري، لافتةً إلى لأن انعقاد مجلس الأعمال المصري البيلاروسي المشترك يمثل بداية مرحلة جديدة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين واستكمالاً لعلاقة الشراكة الاستراتيجية بينهما في مختلف المجالات.
ولفتت جامع إلى حرص الوزارة على الاستفادة من خبرة بيلاروسيا الصناعية وخبراتها التكنولوجية الكبيرة في المجمعات الصناعية الجديدة التي تنشئها الوزارة وتضم حوالي 4500 مصنع، مشيرة إلى إمكانية إقامة خطوط تصنيع مشتركة لتلبية احتياجات السوق المحلي فضلاً عن التصدير للأسواق الإفريقية.
وقالت الوزيرة - خلال لقاء وزير التجارة ومكافحة الاحتكارات البيلاروسي - إن العلاقات الثنائية بين مصر وبيلاروسيا شهدت تطوراتٍ إيجابية خلال العامين الماضيين تمثلت في تكثيف الزيارات المتبادلة على المستويين الرسمي ومستوى رجال الأعمال بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاستثماري المشترك في مجالات تصنيع المعدات الثقيلة وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني وزيادة عدد السائحين الوافدين من بيلاروسيا إلى المقاصد السياحية المصرية.
وأكدت عمق العلاقات المشتركة بين البلدين خاصة في ظل الاتفاقات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس للعاصمة مينسك العام الماضي والتي مثلت اللبنة الأساسية في تطور شكل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأضافت أن عدد الشركات البيلاروسية المستثمرة في السوق المصري يبلغ نحو 28 شركة في قطاعات الصناعة، والسياحة، والإنشاءات، والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرةً إلى أهمية تعزيز دور دوائر الأعمال في البلدين في دعم وتعزيز التعاون المشترك في مجالات السياحة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والتعاون العلمي والفني إلى جانب التصنيع المشترك في مصر والتصدير إلى أسواق الدول الإفريقية والاستفادة من المزايا التي تتيحها اتفاقية التجارة الحرة القارية مع الدول الإفريقية وكذا اتفاقية الكوميسا.
وأوضحت أن الاقتصاد المصري يعد حالياً أسرع الاقتصادات نمواً على صعيد منطقة الشرق الأوسط بفضل تدابير الإصلاح الاقتصادي التي تبنتها الحكومة مؤخراً، مشيرةً إلى أن المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها حالياً تتيح فرصاً واعدة للشركات البيلاروسية الراغبة في الاستثمار في مصر، خاصة وأن مصر تحتل المركز الأول في مجال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة الإفريقية بنحو 8.5 مليار دولار خلال عام 2019 مقارنةً بنحو 6.8 مليار دولار خلال عام 2018 بمعدل زيادة بلغ 25%
وأشارت جامع إلى أهمية استفادة مجتمع الأعمال البيلاروسي من فرص الاستثمار المتاحة في محور قناة السويس والمزايا التي يتيحها الاستثمار في هذه المنطقة، خاصة في ظل حرص الحكومة المصرية على الاستفادة من الخبرة البيلاروسية في مجال إقامة محطات تحلية المياة وترسانات بناء وإصلاح السفن.
وفي نهاية اللقاء دعا وزير التجارة البيلاروسي، نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة لزيارة العاصمة مينسك خلال المرحلة القريبة المقبلة لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الحالية.