الاسكندرية : أحمد إبراهيم أحمد

شهدت الخيمة المخصصة لأنشطة وورش الطفل التي ترعاها الهيئة العامة للكتاب بأرض «كوتة» - بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب ويشرف عليها أحمد خالد - عرضاً فنياً متميزاً قدمته مجموعة من الأطفال ذوي القدرات الخاصة المصابين بمتلازمة داونز.

تكون العرض من أداء حركي تعبيري على أغنية زهرة المدائن (القدس) لفيروز ألحان الأخوين رحباني وكلمات سعيد عقل في تشكيلات جميلة لا تخلو من التصميمات الحركية المركبة في أداء المجاميع التي تكونت من تقسيم الأطفال لمجموعات صغيرة مكونة من ثلاثة أو أربعة أفراد، يتم توزيعهم فنياً على خشبة العرض، وتوجيههم للتحرك في حركة مسرحية تعبيرية، تستخدم لغة الجسد - خاصة حركة الأيدي والرأس - في التعبير عن الحزن والحماس والغضب والأمل، إضافة لصنع تشكيلات جمالية في الفراغ المسرحي بحركة المجاميع الصغيرة بتداخل المجاميع أو جمعها وتفريقها باتساق حركي جمالي يقوم به الأطفال الذين يرتدون زياً موحداً النصف الأعلى منه قمصان بيضاء، والنصف الأسفل سراويل سوداء، وتلتحف أكتافهم بالكوفية الفلسطينية.

قام بعض الأطفال بتقديم فقرات غنائية فردية في أعقاب العرض خلال ورشة عمل مسرح للأطفال حضروها مع أسرهم بالاشتراك مع أطفال صغار من غير ذوي القدرات الخاصة، تفاعل فيها الأطفال والأسر مع فعاليات الورشة وقد أدى الأطفال أدوارهم بمهارة أثارت إعجاب الجمهور الذي ملأ الخيمة عن آخرها رغم أن فعاليات الخيمة لم ترد في المطبوع برنامجها عن أنشطة المعرض.

قدم العرض فرقة فرع ثقافة الإسكندرية للفنون الشعبية والاستعراضية لذوي القدرات الخاصة، وهي الفرقة الأولى التي تأسست لهذه الفئة من المبدعين والتى تعكس قناعة وإيمان القائمين على النشاط الفني والثقافي بأن ذوي القدرات الخاصة لديهم من الإمكانيات الطبيعية والقدرات الإبداعية ما يمكنهم من تقديم أنفسهم كحالة متميزة من الإبداع الإنساني، تتجاوز النظرة الدونية لفئة حساسة من فئات المجتمع، وكانت قناعة مخرج العرض المدرب الشاب مصطفي الروش أن هؤلاء الأطفال يملكون قدرات كبيرة مختزنة بداخل كل منهم، تحتاج للتدريب والصقل مع المثابرة حتى تخرج للوجود فتتمكن من التعبير عن نفسها .

وتتكون الفرقة من حوالي خمسة عشر فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والخامسة عشرة من العمر، ويقوم بإدارتها عادل مصطفي الذي نجح في إشراكها في أكثر من مناسبة ومحفل محلي دولي حتى أنها حصلت على المركز الأول في مهرجان الأقصر السينمائي الدولي، وحصلت على درع من المهرجان على هامش الفعاليات السينمائية.