أكد رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري، أن لبنان يمر بواقع اقتصادي شديد الصعوبة، مشيرا إلى أن استعانة الحكومة الحالية بصندوق النقد الدولي لمساعدة البلاد هو أمر جيد غير أنه يحتاج إلى وقت وتركيز وواقعية.
وقال الحريري - في تصريحات صحفية مساء اليوم - إن هناك "مشكلة كبيرة" تتمثل في محاولة إلقاء كل اللوم على مصرف لبنان المركزي والقطاع المصرفي عن الأزمات المالية والاقتصادية والنقدية التي يشهدها لبنان حاليا، في حين أن جوهر الأزمة القائمة أن الدولة استدانت 90 مليار دولار أنفقت منها نحو 45 مليار دولار على قطاع الكهرباء وحده.
وأشار إلى أنه حاول إبان توليه رئاسة الحكومة المضي قدما نحو تنفيذ الإصلاحات التي أقرت خلال مؤتمر دعم الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية (سيدر) الذي عقد بفرنسا في شهر أبريل 2018 غير أنه تعرض للعرقلة من قبل الفرقاء السياسيين.
وأضاف: "المشكلة أن لبنان هو بلد الفرص الضائعة، وبدلا من أن نطبق الإصلاحات التي تقررت خلال مؤتمر سيدر انتظرنا المصيبة لكي تقع، وبدلا من أن يأتينا سيدر بـ 11 مليار دولار جرى تخفيض المبلغ إلى 8 مليارات".
ولفت الحريري إلى أن التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، ومنذ أن تسلم الوزراء المحسوبون على التيار وزارة الطاقة، كبد خزينة الدولة اللبنانية 45 مليار دولار في قطاع الكهرباء دون إيجاد حل لأزمة عجز الكهرباء التي يعاني منها لبنان بشكل مزمن.
وأكد أن سياسة العداء التي اتبعها "حزب الله" والتيار الوطني الحر ضد دول الخليج والدول الأوروبية والمجتمع الدولي ككل، أثرت على مقاربة دول الخليج في التعامل مع لبنان وحكومته الحالية، مشيرا إلى وجود "مشكلة كبيرة" بين دول الخليج وفرقاء في المنطقة (في إشارة إلى إيران والقوى التي تدور في فلكها دون أن يسمي بشكل مباشر) وأن هذه المشكلة تظهر جلية في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من البلدان، على نحو يترك تأثيرات على لبنان.
وقال: "إذا أردنا من الآخرين أن يساعدوا لبنان فعلينا أولا أن نساعد أنفسنا بأن نطبق ما نقوله، وأن نبني علاقات جيدة مع دول الخليج والمجتمع الدولي لكي نعمل ونتعاون معها بما يحقق صالح لبنان".