ارتكبت الميليشيات والمرتزقة التابعة للجيش التركي جرائم بالجملة في ليبيا دون أى أعتراض دولي، سواء من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وذلك رغم العملية الأوربية "إيريني" الرامية لوقف التسليح في الأراضي الليبية.
ومن جانبه، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى بنود مبادرة لتسوية الأزمة الليبية، تشمل إعلانا دستوريا لتنظيم أسس المرحلة المقبلة، وضرورة إخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك أسلحتها، معربا عن تطلع مصر لمساندة الخطوة البناءة لإنهاء الأزمة الليبية، بحضور المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي والمشير خلفية حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية.
أكد الرئيس السيسي عقب مباحثاته بالقاهرة مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، أن المبادرة تشمل حل الأزمة من خلال مسارات متكاملة على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، كما تهدف المبادرة إلى ضمان التمثيل العادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة لإدارة الحكم في ليبيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد
الضغط الدولي:
قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق إن تركيا لا تعترف بأنها تساعد الإرهاب أو تدعمه واستمرارها في حلف الناتو مصلحة لها ، مشيرة الى أن تركيا مازالت تسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي بغية الحصول على مميزات من ذلك .
وأضافت في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم" من الناحية الأمنية استمرار تركيا في حلف الناتو حماية لها ولمصالحها، وحتى الآن لا يوجد أي قرار يدين تركيا جراء مساندتها للإرهاب ووقتما يصدر مثل هذا القرار سيكون هناك مبرر لحلف الناتو لطرد تركيا من عضويته .
وأشارت إلى أنه من المفترض الآن أن يكون هناك ضغط دولي على حلف الناتو والدول الأوروبية لكى ترصد الانتهاكات التركية في ليبيا وتصدر قرار إدانة لها
اعتداءات تركيا على أوروبا:
أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تركيا تحظى بمكانة خاصة لدى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لأنه البوابة الشرقية للحلف والاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا، وهذا الدور تراجع قليلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وأصبحت روسيا نفسها عضو في مجموعة الـ G8 ولكن ما زال الحلف والاتحاد يراهنان على الدور التركي كبوابة للجبهة الشرقية.
وأضاف بيومي، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" هناك مليارات من الدولارات تدفقت على تركيا لدعمها أثناء ما يسمى بالحرب الباردة لافتا إلى أنه حتى الآن لا يوجد جيش تركى في ليبيا، إنما بعض المرتزقة من داعش وغيرها يقومون بالأعمال بالنيابة عن تركيا أي أنها غير موجودة بشكل مباشر.
وأشار إلى أن الغلطة التي ترتكبها تركيا الآن، أنها لا تعتدى فقط على ليبيا بل تعتدى أيضا على قبرص واليونان وكلتاهما أعضاء في الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنه ستظل تركيا مرفوضة من الاتحاد الأوروبي لسببين أولهما أن اليونان وقبرص يرفضان انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أما الثاني، فيتمثل في أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يضم دولة بها 60 مليون مسلم، حيث إن كل الدول الأوروبية انضمت له ما عدا تركيا وألبانيا.