الإثنين 25 نوفمبر 2024

تحقيقات

الدولة تبدأ خطة طموح للنهوض بصناعة الغزل والنسيج.. خبراء: «الروبيكي» بداية حقيقية لنهضة القطاع.. ومشروعات جديدة خلال عامين.. والإدارة الجيدة وتطوير البنية التحتية للشركات ضرورة للتطوير

  • 29-7-2020 | 17:08

طباعة

ثورة تنموية شاملة بدأتها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أحد أوجهها تطوير قطاع الغزل والنسيج الذي عانى من الإهمال والتدهور، لكن جاءت توجيهات السيسي والمشروعات القومية في هذا المجال لتعيد الحياة لهذه الصناعة، وتعد المدينة الصناعية بالروبيكي بداية حقيقية للنهوض بالصناعة حسبما قال خبراء اقتصاديون وبرلمانيون.


وأكدوا أن هذه المدينة هي البداية وأن هناك مشروعات جديدة سيتم افتتاحها خلال عامين، بما يعيد لمصر ريادتها في الغزل والنسيج في المستقبل القريب، موضحين أن الإدارة الجيدة وتطوير البنية التحتية للشركات ضرورة للنهوض بهذه الصناعة، وأن تطويرها يحقق لمصر الميزة النسبية ويرفع الصادرات.


وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة بصدد طرح خطة طموحة لصناعة الغزل والنسيج فى مصر تقوم على تضافر جهود الدولة وكل العاملين القائمين علي تلك الصناعة من خلال إنشاء العديد من المصانع، معربا عن أمله فى الوصول بحجم الصادرات الصناعية إلي 100 مليار دولار على الأقل خلال السنوات القادمة.


وأكد الرئيس السيسي، خلال افتتاح مجمع صناعة الغزل والنسيج المتكامل بالمدينة الصناعية بالروبيكي أمس أن تقدم الصناعة في مصر يعتمد علي إلتزام وجهد وكفاءة العمالة المصرية، واستمرار النجاح ليس أمرا سهلا ولكنه يحتاج إلي جهد ووقت والتزام.


وقال: "نتحدث اليوم علي صناعة بدأت في مصر منذ أكثر من 200 عام، وحققت تقدما ونجاحا كبيرا في فترة الأربعينات، لكن خلال السنوات الماضية تعرضت لمشكلة كبيرة لسوء إدارة المصانع، فنحن لانسعي فقط أن تكون المشروعات جديدة وشكلها جيد إلا أن الادارة الجيدة والتواصل الجيد مع العمالة يسهم فى نجاح أى مشروع .

 

الإدارة الجيدة وتطوير البنية التحتية

وفي هذا السياق، قال اللواء حسن السيد، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن قطاع الغزل والنسيج تعرض لإهمال شديد في السنوات الماضية، فكانت مصر تشتهر بالأقطان طويلة التيلة وقصير التيلة أيضا ومنتجاتهما، لكن هذا القطاع تراجع وأهمل تدريب العمال وتحديث الماكينات فضلا عن تراجع زراعة القطن.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت تعيد الاهتمام بهذا القطاع، حيث تمثل مدينة الروبيكي الصناعية خطوة من خطوات النهوض بهذا المجال الهام، مؤكدا أن العودة لسابق العهد بالنهضة التنموية يتطلب الاهتمام بداية من إنصاف الفلاح لتوسيع الرقعة الزراعية من القطن.

 

وأضاف أن الخطوة التالية هي تطوير المحالج، فرغم وجود 20 محلج للأقطان إلا أنهم غير مؤثرين لتراجع قدراتهم الإنتاجية، مشيرا إلى أهمية إعادة هيكلة هذا القطاع والاستفادة من الأراضي والأصول في هذا الشأن، تحت إشراف الصندوق السيادي المصري على عملية التطوير التي تشمل البنية التحتية وتحديث الماكينات وتدريب العمالة.

 

وأشار إلى أن هناك 5 مراحل يمر بها القطن منذ حصاده وحتى إنتاجه هي الحلج والغزل والنسيج والتجهيز والتفصيل، وهذه المراحل بها الكثير من العمالة والماكينات التي تحتاج للتطوير، مشددا على أن المطلوب في الفترة المقبلة هي بدء التنفيذ والإدارة الجيدة والتواصل مع العمال حسبما أكد الرئيس السيسي أمس.

 

وشدد على ان الإدارة القديمة عفا عليها الزمن، والمطلوب الآن هو تطوير الإدارة مع إمكانية الاستعانة بالخبرات الأجنبية عبر استقدام خبراء أجانب لتدريب العمالة، وهو ما يمكن تطبيقه في كل الصناعات في قطاع الأعمال العام وليس الغزل والنسيج فقط، لكي تستطيع مصر استكمال ثورتها التنموية.

 

"الروبيكي" تعزز توطين الصناعة

وقالت الدكتورة بسنت فهمي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن الدولة بدأت خطة النهوض بقطاع الغزل والنسيج، وكذلك إنشاء مدن صناعية متخصصة في خطوة مهمة، مضيفة إن هذا النموذج تم تطبيقه في مدينة الروبيكي كمدينة صناعية متكاملة تعمل في الصباغة والدباغة والغزل والنسيج وكافة مراحل الإنتاج لتوطين الصناعة.

 

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن إنشاء مدينة جديدة للغزل والنسيج خطوة مهمة للنهوض بهذا القطاع وتوطين الصناعة وتطويرها لأنها تتضمن تكنولوجيا وماكينات جديدة، مضيفة إن هذه المدينة المتخصصة مهمة على غرار مدينة الأثاث في دمياط ونحتاج إلى التوسع في هذا النمط من المدن الصناعية المتخصصة حيث يمكن أيضا عمل أماكن متخصصة للتدريب للعمال والتسويق.

 

وأكدت أن الغزل والنسيج أساسه القطن، فمصر كانت الأولى عالميا في هذا القطاع لتفوقها في زراعة القطن، وبداية التطوير يجب أن تكون بالاهتمام بالزارعة أولا لعودة كل أنواع القطن التي كانت تزرعها مصر، مضيفة إن الدولة بدأت تهتم بتصنيع مواد خام تنتجها كالقطن وهو ما يتضح في مدينة الروبيكي.

 

وأضافت إن هذه المدينة تعظم الاستفادة من القطن كمادة خام محلية وبدء عملية الإنتاج لتوفير المنتجات للسوق المحلي وتصديره، مؤكدة أن مصر يمكنها أن تعود في المستقبل القريب دولة رائدة في صناعة الغزل والنسيج، بشرط الإدارة الجيدة وإشراك القطاع الخاص لأنه يستطيع إدارة المشروعات بشكل جيد.

 

وأشارت إلى أن الأزمة في الصناعة ليست الملكية ولكن الإدارة، لذا يجب الاهتمام بالإدارة الجيدة حسبما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمس.

 

مشروعات جديدة خلال عامين

فيما قال عبدالفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس لمدينة الروبيكي الصناعية هو بداية حقيقية لنهضة صناعة الغزل والنسيج، مضيفا إن هذه الصناعة عانت الإهمال لفترات طويلة وعندما توافرت الإرادة السياسية وبدأ الاهتمام بها من خلال هذه المشروعات التي بدأت بالروبيكي.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه خلال عامين سيتم افتتاح مشروعات أخرى في قطاع الغزل والنسيج في شركات أخرى مملوكة للدولة، مضيفا إن هناك خطة وضعتها الدولة بالفعل للنهوض بهذا القطاع، حيث تم دفع مقدمات ماكينات الإنتاج وسيتم استيراده من ثلاث دول هي ألمانيا وإيطاليا وسويسرا.

 

وأضاف إنه سيتم تحديث 10 شركات على رأسها المحلة الكبرى وكفر الدوار وحلوان، حيث تم رصد المبالغ المخصصة لتطوير البنية التحتية لهذه الشركات وإعادة تأهيلها، مشيرا إلى أنه بعد عامين ستكتمل كل المنظومة للشركات المملوكة للدولة.

 

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد أمس على أهمية الإدارة الجيدة، كخطوة أساسية مع افتتاح المشروعات الجديدة، موضحا أن الـ10 شركات الكبرى في الغزل والنسيج تم تعيين إدارات جديدة لها في أول يوليو بعد أن تم اختبارهم في معهد إعداد القادة طبقا للأصول المتعارف عليها عالميا في الإدارة.

 

زيادة الصادرات

وقال الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع المدينة الصناعية بالروبيكي أمس حمل أهمية كبرى لأن هذه المدينة أحد المشروعات الإنتاجية التي ستضيف للطاقة الإنتاجية وللناتج المحلي الإجمالي والدخل المصري.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الصناعة العائد منها مستمر وتؤدي لتحسن مؤشرات الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة المواطن لأنها تضيف طاقة إنتاجية وصناعات أخرى سواء الصناعات المغذية أو المكملة، موضحا أن هذه المشروعات تستوعب عددا كبيرا من العمالة وتوفر فرص العمل.

 

وأشار إلى أنها ستساهم في استعادة مكانة مصر في صناعة الغزل والنسيج والتي تمتلك البلاد بها ميزة نسبية وهي القطن المصري، والتي كانت قد بدأت تتراجع نتيجة المنافسة العالمية وقلة الاهتمام بتحديثها، مؤكدا أن الاهتمام بهذه الصناعة سيعيد لمصر الميزة النسبية بما سينعكس على زيادة الصادرات.

 

وأكد أن مصر كانت دولة مصدرة للغزل والنسيج، واستعادة هذه الصادرات أمر في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي كشف أمس عن استهداف الدولة زيادة الصادرات الصناعية لـ100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، وهو هدف طموح ويجب العمل من أجله تحقيقه بموجب خطة واقعية.

 

وأضاف إن حجم الصادرات المصرية حاليا في حدود 25 مليار دولار، والوصول إلى الرقم المستهدف الـ100 مليار دولار يتطلب زيادة الطاقات الإنتاجية المصرية التي تمتلك مصر فيها ميزة نسبية لأنها ستؤدي لزيادة الصادرات ما يتطلب توفير معلومات للمستثمرين وتقديم تسهيلات لهم حسب احتياجات الأسواق الخارجية.

 

وأشار إلى أن الصادرات لا تقوم على تصدير الفائض ولكن إقامة صناعات من أجل التصدير، والنجاح في ذلك سيحقق عائدا كبيرا للاقتصاد المصري، ما سيؤدي لوجود فائض في العملة الأجنبية وتقليل البطالة وزيادة الناتج المحلي وتقليل العجز في ميزان المدفوعات، مؤكدا أن هذا الهدف سيغير من الاقتصاد المصري ويجعله على مصاف اقتصاديات الدول المتقدمة.

    الاكثر قراءة