الجمعة 29 نوفمبر 2024

أخبار

وزير الأوقاف يكتب: ليس أمامنا سوى خيار واحد هو الانحياز لصالح الوطن وقضاياه

  • 1-9-2020 | 20:59

طباعة

كان نبينا (ص) أفصح الناس، وأبلغ الناس، ويعدون من عظيم بلاغته (ص) أحاديثه التي جرت مجرى الحكمة أو المثل، كقوله (ص): "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"، وهكذا كان هولاء الصحابة الكرام (رضوان الله عليهم) فكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول: "لست بالخب ولكن الخب لا يخدعني"، ويروى عن المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) أنه كان من دهاة العرب، وكان يقول: "لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه جزيرة العرب".


ويجب أن نأخذ من دروس الماضي ما نبني عليه الحاضر وننطلق به في المستقبل، وأن نتذكر التاريخ الأسود للجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها رأس الأفعى جماعة الإخوان الإرهابية التي احترفت العمل السري متجاوزة إياه إلى التقية والنفاق، بل إن بعض أعضائها طبع على ذلك لدرجة يصعب على كثيرين تمييزها، على حد قوله تعالى في شأن بعض المنافقين: "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ".


هكذا بدأ الدكتور محمد مختار جمعة مقاله المُنتظر "التأرجح في المناطق الضبابية" في بوابة "الهلال اليوم" كما يلي:


أكد مختار جمعة أن الإرهاب لا يمكن أن يعمل إلا في ضوء حواضن تحتضنه وتأويه وتنميه وتوفر له المناخ الآمن، فإن عناصر الجماعة الإرهابية لا يمكن أن تتسلل إلى المؤسسات إلا من خلال خلايا نائمة أو متعاطفة تهيئ لها ذلك وتساعدها عليه وتمكن لها فيه، وإن الأمر لجد خطير.


وأشار مختار جمعة إلى ان الحل ليس فى ترحيل المشكلات وتأجيل المواجهة إلى آماد غير محدودة حتى يستفحل شر هؤلاء ويشتد عضدهم، ويشكلوا ما يشبه اللوبى أو المافيا داخل بعض مؤسسات الدولة بصورة يخشى معها شرهم ومكرهم، وبحيث يتحولون مع الوقت من مخادعين أو منافقين أو متسللين إلى مافيا يتقرب إليها الضعفاء والباحثون عن المصالح والمنافع، ولا سيما أن القيادات والعناصر الإخوانية لا دين لها، ولا خلق، ولا أمانة، ولا وطنية، فهى تغدق على الموالين لها وتستخدم أقصى درجات المنع والحرمان والإقصاء للمخالفين أو المعارضين أو حتى غير الموالين لإخضاعهم وكسر إرادتهم.



وأوضح مختار جمعة أنه إذا تُرك بعض الناس وحالهم دون دعم فإن المراهنة على قوتهم وصلابتهم مراهنة خاطئة وغير مضمونة العواقب أو النتائج، ففى كل يوم نتردد فيه فى القضاء على تسلط العناصر الإخوانية ومن يواليها أو يمكنها من رقاب بعض الخلق نخسر مساحات واسعة من الأرض التى يجب أن نتحرك عليها والسواد الأعظم الذى نراهن على وطنيته، مؤكدًا أننا في حاجة إلى تحرك سريع وحاسم وبتار وغير هياب ولا متوجس في جميع المجالات والاتجاهات، وفي جميع المؤسسات لقطع أذرع الجماعات الإرهابية وتجريدها من أي مصادر قوة، دفعًا لخطرها الداهم وشرها المستطير.



واستطرد وزير الأوقاف، قائلا: "ولا يظنن أحد أن المعركة قد انتهت، أو أن المواجهة قد حسمت، لأن نفوس الشر لا تهدأ، وهناك من يدعمها ويستخدمها ويمولها ويحركها، وما لم نتحل باليقظة والشجاعة والحسم فإن الأمر لجد خطير، ولقد تحدثت فى أكثر من مقال سابق عن مخاطر المترددين، وأكدت أنه من المحزن فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ وطننا وأمتنا، والتى تقتضى منا جميعًا أن نقف وقفة رجل واحد فى مواجهة الإرهاب وقوى الشر والظلام- أن يتردد البعض فى حسم هذه المواجهة التى تقتضى أكثر درجات الحسم، إذ إن بعض الناس ما زالوا مخدوعين أو مترددين فى وقت نحتاج أن نذود فيه بشجاعة عن حمى الوطن الذى هو القلب النابض للعروبة والإسلام، وصمام الأمان لأمتنا العربية، وعمود خيمتها، بل هو رأس الحربة فى مواجهة الإرهاب وكف شره عن الإنسانية".


وأضاف مختار جمعة أن هناك أيضًا من يراهن على الحصان الخاسر، ويتوجس من الوهم، ويخشى أن تدور الأيام إلى الخلف، فلا تجد لهم موقفًا واضحًا، وهناك من هو على استعداد لأن يتحالف مع العنف والإرهاب ومن تبنوا العنف والإرهاب مسلكًا، أو مع بقايا الفصائل المتشددة أو الإرهابية، أو ما يعرف بالخلايا النائمة لها، دون تقدير للمصلحة الوطنية.


واختتم وزير الأوقاف، قائلا: "ونقول لهؤلاء جميعًا: أفيقوا، ولا تترددوا، وأدركوا الواقع، فإما أن نكون أو لا نكون، أما إمساك العصا من المنتصف فذلك عصر قد ولّى إلى غير رجعة، ونقول لهم: "نحن نراكم"، وليس أمامنا سوى خيار واحد هو الانحياز لصالح الوطن وقضاياه".

    الاكثر قراءة