الأحد 19 مايو 2024

الرواية والتطهير العرقي إنهم يبيدون الثقافة .. !!

فن13-10-2020 | 22:37

 لم تخل مرحلة في التاريخ الإنساني من مذابح جماعية، بحار من الدماء غاصت فيها الضمائر، تساوى في ارتكابها الأمم “المتحضرة” وكذلك البرابرة، ومتاحف المناجم البشرية في كمبوديا ورواندا وغيرهما شاهدة على تلك الفظائع، لكن هناك إبادات صامتة لا يشعر التاريخ بوقعها، ولا يحصي ضحاياها، ولا يبكي على قتلاها، لذا لم يكتبها في صفحاته، تلك هي “الإبادات الثقافية” التي يمحو فيها شعب متفوق ثقافة مجموعة أخرى، والتي توصف بأنها “المحرقة الأخيرة للوجود” حيث تكسر العمود الفقري لأي جماعة عرقية وتحول دون حضورها مرة أخرى ليسلمها الواقع إلى الفناء والنسيان، فتُنسى اللغة والثقافة والأزياء والتراث ومميزات الشخصية.


حلّ المساء، تجمع أكثر من 70 ألف شخص بحوزتهم آلاف الكتب، وبينما يستعدون لإشعال النيران بها على مرأى ومسمع من الجميع، يخرج زعيمهم النازي «أدولف هتلر» ليلقي خطابًا مليئًا بالكراهية، ويلقي بنفسه بأول مجموعة من الكتب في النيران المشتعلة قائلاً بكل فخر:


ها أنا ألقي في النار كل ما هو غير ألماني… ما نفعله هو التصدي للروح غير الألمانية.!


سرعان ما تنتشر حالة الفخر والحماس هذه بين الطلاب النازيين، فيلقون بمجموعات الكتب تباعًا مُرددين «معًا ضد السقوط الأخلاقي»، ويصل الأمر لمختلف الميادين الألمانية، فيسرع الطلاب إلى حرق أعمال الكتاب والصحفيين التي جمعوها من المكتبات على مدار أسبوعين.


بحلول منتصف الليل، وخلال ذلك الطقس الاحتفالي يخرج «جوزيف جوبيلز» وزير الدعاية النازي، ليثني على أتباعه قائلاً:


لقد أبْلَيْتُم أيها الطلاب بلاءً حسنًا في هذه الليلة بإلقاء آثار الماضي هذه في قلب النيران… الماضي يرقد هنا في قلب النيران… واليوم تظلنا هذه السماء، وأمام هذه الألسنة من اللهب سنقسم قسمًا جديدًا.


كان ذلك بعد 3 أشهر فقط من اعتلاء أدولف هتلر حكم ألمانيا، وتحديدًا في ليلة 10 مايو 1933، تلك الليلة التي التهمت النيران بها ذخائر ما أنتجه الفكر الألماني والعالمي. لكن هذا لم يكن حال النازية فقط، فالشيوعية هي الأخرى لم تكن أقل تطرفًا تجاه الكتب والمواد الفكرية، فكان تطهير الكتب يوازي حملات التطهير الجماعية للأعداء السياسيين، فيتخلص النظام من الأشخاص، ومن كل كلمة أو كتاب تمت لهم بصلة.


والحقيقة أن ذلك لم يكن حال الأيديولوجيات المتطرفة في القرن الـ 20 فقط، بل هو حال كثير من النظم التي أرادت أن تروي التاريخ كما تُحب أن ترويه لا كما جرى، فاستهدفت الكتب سواء بالإبادة أو المصادرة كما استهدفت مؤلفيها.


مص دماء الفكر


قتل الكتاب أشبه بقتل الإنسان، بل إن من يقتل إنسانًا يقتل مخلوقًا عاقلاً؛ أما من يدمر كتابًا نافعًا فهو إنما يقتل العقل نفسه ـ الشاعر الإنجليزي (جون ميلتون) 


خلال القرن الـ 20 الذي عادة ما يُوصف بأنه الأكثر دموية،  (وبالطبع لم نعرف بعد ماذا سيكون حال القرن الواحد والعشرين وأن ظهر ما لا يبشر بالخير) حيث عمليات الإبادة الجماعية، لم تكتفِ بعض الأنظمة السياسية بإبادة البشر فقط، ولكن امتد عدوانها إلى مختلف الأوعية الثقافية وفي مقدمتها الكتب والمكتبات مستحدثة بذلك مفهومًا جديدًا للإبادة وهو الإبادة الإثنية.


فبينما تشير الإبادة الجماعية إلى حرمان جماعة بشرية كاملة من حقها في الوجود، فالإبادة الإثنية تعني تدمير ثقافة ما، دون إبادة أهلها أنفسهم. ولا تتحقق هذه الأخيرة كجريمة عفوية، لكنها جريمة منظمة وهدف استراتيجي سعت من خلاله الأنظمة السياسية لمحو هوية العدو، وأي شيء يمت لثقافته وأيديولوجيته بصلة.


فنتيجة لخوفها من أن يلجأ الأفراد إلى أفكار تقع خارج منظومتها الفكرية والأيديولوجية، ونظرتها إلى القراء والبحث باعتبارهما نشاطًا سياسيًا يجب أن يبقى تحت السيطرة، لجأت الأنظمة السياسية إلى استهداف الكتب والمكتبات بالتدقيق والتطهير والإبادة. وتَعزّز الأمر مع صعود القومية، إذ انقسم العالم وبعض البلدان إلى معسكرين: أنصار أيديولوجيات معينة وأعدائها. سعى كل معسكر إلى إقصاء الآخر ومحو هويته، فلجأ إلى تدمير ثقافته عبر استهداف وتدمير المكتبات والمتاحف ودور العبادة وغيرها من مظاهر الثقافة الملموسة.


كان أبرز الأمثلة على هذا التدمير الثقافي الذي أحدثته الشيوعية والنازية، حينما احتلت القوات الروسية دول البلطيق (استونيا، ولاتفيا، ولتوانيا)، عام 1940، عمدت إلى تطويع البيئة الثقافية بما يتوافق مع معتقداتها الشيوعية، فتخلصت من الكتب غير المقبولة وحظرت نحو 4 آلاف كتاب. وفي العام التالي 1941، مع اجتياح النازية لتلك الدول، جرى تحويل البيئة الثقافية مرة أخرى فتم التخلص من المواد الشيوعية وإخضاع المطبوعات والمؤسسات الثقافية للمعتقدات النازية.


والمفارقة بهذا الأمر أن عمليات الإبادة والإخضاع الثقافي هذه تمت في كثير من الأحيان بدعم شعبي، كما كان الحال في الطقس الاحتفالي المصاحب لحرق الكتب بألمانيا النازية، الأمر الذي يمكن إرجاعه لحالة عدم الاستقرار والتغير الاجتماعي والكساد الاقتصادي. ففي ظل هذه الحالة، يصعد نجم زعماء يقومون بعملية إغواء للجماهير فيعدونهم بتخفيف مشكلاتهم، وخلق وضع أفضل، وتحفل برامجهم بوسائل عديدة لمغازلة الميول الاجتماعية والثقافية المحلية للجماهير.


ومع تدعيم النظام لقوته وسلطانه، تصبح الأيديولوجيا أساسًا منطقيًا للاستبداد، وتُستبعد الأفكار المختلفة وكذلك المعارضون بوصفهم منشقين، ويُفرَض الامتثال للتوجه الجديد فرضًا، وبالعنف إن لزم الأمر، فيصبح الأفراد أكثر ميلاً لتنفيذ رغبات وتطلعات النظام، حتى ولو كانت متطرفة ووصلت إلى حد حرق الكتب بوصفها مصدر إثارة للفتن وأداة بيد العدو.


 يجب قتل المفكرين!!


الحرب لا يمكن أن تشن ضد مقاتلي العدو فقط، بل يجب أن تسعى لتدمير الموارد المادية والفكرية الكاملة ـ (الدليل العسكري النازي ).


لعل أحد أبرز الأمثلة على عملية «إغواء الجماهير» وتطويعهم لرغبات النظام المتطرفة، ما حدث  في ألمانيا خلال فترة حكم هتلر، إذ أعلن الحرب صراحة ضد الكتب ومؤلفيها من المفكرين، وما ساعده على ذلك حالة الأوضاع المتدهورة التي عاشتها ألمانيا بعد هزيمتها بالحرب العالمية الأولى في ظل معاهدة السلام المهينة بحقها، إذ نمت مشاعر الغضب لدى الألمان، وبحلول عام 1933 كانوا قد تبنّوا القومية الألمانية القائمة على النقاء العرقي.


بهذا السياق ظهر الحزب النازي بوصفه الجماعة الوحيدة القادرة على توطيد النظام والاستقرار، واعتبر النازيون أنفسهم ذروة سنام الثقافة والحضارة، فارتكبوا أفظع الجرائم ضد الإنسانية، حيث تنفيذ سياسة القتل الرحيم على الرضع والبالغين والمعوقين ممن اعتبروا غير جديرين بالحياة، وإطلاق سياسة التعقيم القسري للمرضى العقليين، ومدمني الكحول والمجرمين.


تم أيضًا استهداف كل ما من شأنه الوقوف أمام تحقيق رؤيتهم لألمانيا النازية، فاضطهدوا اليهود وإرثهم الثقافي، ودمروا كل ما طالته أيديهم في أوروبا الشرقية والغربية من مواد لا تتفق مع أيديولوجيتهم، وظهر التدمير العمدي للكتب والمكتبات بتلك الأيديولوجية، حينما تم احتلال بولندا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم تفريغ كل المكتبات العامة البولندية من الكتب ونقلها إلى برلين، واستخدمت هذه الكتب كمواد خام في مصانع الورق، وفي سد مجرى مياه الأمطار.


بناءً على هذا فقدت بولندا 40% من الأساتذة الجامعيين خلال الحرب، ونحو 90% من كتبها، لكن النازيين لم يكتفوا بذلك فاستهدفوا مختلف الطبقات المتعلمة، وأصبح جزءًا من الروتين اليومي أن يحيط النازيون بقساوسة وقضاة ومحامين ومعلمين وتجار وصناع كي يردوهم قتلى في ميدان البلدة.


ولم تكن هذه جريمة الإبادة الثقافية الأولى، ففي الحرب العالمية الأولى، محا الألمان مكتبة الجامعة في لوفين ببلجيكا وقد كان عمرها قرونًا، كما أحرقوا المكتبة التاريخية التي ضمت نحو 230 ألف مجلد في استعراض دموي ورسالة تحذيرية بأن السيطرة على المستقبل تعني حصار الحاضر وحرق الماضي. وعلى الرغم من إجبار الألمان عقب الحرب العالمية الأولى على دفع تعويضات وإعادة بناء المكتبة، إلا أنهم دمروها وأحرقوا الكتب ذاتها مرة ثانية بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية.


وفي ذروة الحرب ذاتها، وعقب قيام أهالي نابولي بقتل جندي ألماني، جاء رد النازي بسكب البنزين بأركان مكتبة الجمعية الملكية بنابولي، وإحراقها أمام أهلها، فدُمر ما يقرب من 200 ألف كتاب ومخطوطة .وكان لسان حالهم يقول لا يمكن لسيدين أن يقفا جنبًا إلى جنب، لهذا السبب يجب أن يُقتل جميع أفراد طبقة المفكرين غير الألمانيين!!!


الشيوعية و الثورة الثقافية 


في مقابل النازية، اتخذت الأنظمة الشيوعية المسار نفسه في التصدي لأي أفكار تتعارض مع أيديولوجيتها، وجاء المثال الأوضح لهذا خلال الثورة الثقافية في الصين عام 1966. فعلى الرغم من أن بكين عانت تدمير الكتب والمكتبات على يد اليابانيين في الثلاثينيات والأربعينيات خلال القصف الياباني الذي تسبب بتدمير نحو 10 ملايين كتاب صيني، إلا أنه بعد قيام النظام الشيوعي انتهج الشيوعيون المسار ذاته لإبادة الكتب.


وازداد الأمر حدة مع إطلاق ماو تسي تونج الثورة الثقافية، فتم إبادة جزء كبير من التاريخ الثقافي الصيني، والذي يمتد قرونًا إلى الوراء. كما طالب الحزب الشيوعي بأن تمتثل الكتب ومفكروها للآراء القويمة للحزب وزعيمه، فصار الكتاب الأحمر الصغير نصًا مقدسًا يدرسه الشعب بأكمله.


وتمت كذلك مصادرة الكتب التي لا تتوافق مع مبادئ الثورة، وتم إشعال النار بها أمام المعلمين الذين أجبروا على الوقوف خافضين رؤوسهم راكعين؛ حتى يُحاكموا أمام لهيب الكتب المشتعلة.


الاجتياح الصربي 


شكّل الاستهداف الصربي للمسلمين في البوسنة نموذجًا للدور الذي لعبته الصراعات الإثنية في إبادة الكتب. فعقب الحرب العالمية الثانية، أُجبرت أمم البلقان الست وهي: سلوفينيا، وكرواتيا، والبوسنة والهرسك، وصربيا، والجبل الأسود، ومقدونيا على الاندماج في كيان واحد وهو دولة يوغوسلافيا الفيدرالية.


ومن بين هذه الدول، تميزت البوسنة بأنها الأكثر ثراءً وتنوعًا ثقافيًا. ولكن مع تفتت يوغوسلافيا، وأعلنت كل من سلوفينيا وكرواتيا استقلالهما، وأصبحت البوسنة -التي شكّل المسلمون بها نحو 44% من سكانها- في وضع حرج للغاية، فقد كان بإمكانها إما أن تبقى داخل يوغوسلافيا التي يهيمن عليها الصرب المسيحيون وتتجلى فيها قومية عنصرية، وإما أن تعلن استقلالها وتواجه انهيارًا على يد صربيا وكرواتيا.


وفي مارس 1991 صوّت الأغلبية من البوسنة لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي مدعوم دوليًا، بينما أحجم الصرب الذين يمثلون ثلث السكان عن التصويت، وبمجرد إعلان الاستقلال اجتاح الجيش اليوغوسلافي -الذي يسيطر عليه الصرب- البوسنة.


هَدَف الصرب من الاجتياح محو الثقافة والوجود الإسلامي في البوسنة، فعمدوا إلى قتل المثقفين والمتعلمين والقيادات السياسية والدينية، ودمروا مقابر المسلمين والنصب التذكارية للموتى والأضرحة. وإمعانًا في انتزاع تاريخ المسلمين من هذه البقعة، تم هدم المساجد وما كان يلحق بها من مؤسسات دينية وتاريخية تثبت ترسُّخ المسلمين هناك منذ خمسة قرون وأكثر، كما تم استهداف أي مؤسسات أو مكتبات تحوز توثيقًا مطبوعًا، بما في ذلك سجلات المواليد ووثائق ملكية الأرض.


وتمثلت أكبر جرائم الصرب في تدمير المعهد الشرقي في سراييفو عام 1992، الذي ضمّ أكبر مكتبة مخطوطات إسلامية ويهودية ووثائق عثمانية في شرق أوروبا. وعلى الرغم من اشتعال النيران بالمكتبة لثلاثة أيام متصلة، إلا أن الصرب رفضوا الاعتراف بتلك الجرائم، وادعوا أن المسلمين هم من أحرقوها لأن الطراز المعماري للمكتبة كان مسيحيًا.


حينما كانت الكتب وقودًا للطهي 


لم تكن المنطقة العربية  في عصرنا الراهن بعيدة عن عمليات إبادة الكتب، فكان الغزو العراقي للكويت 1991 وما صاحبه من تدمير مُتعمد للتراث الثقافي مثالاً واضحًا على الإبادة الثقافية. فخلال الغزو، استُخدمت المكتبات والمدارس كمراكز قيادة ومستودعات ذخيرة، وأُتلفت آلاف الكتب، فيما شُحن الكثير منها إلى بغداد، حيث تم استخدامها كوقود للطهي.


تم استهداف الجامعات والتي تحولت لمراكز اعتقال واستجواب كما كان الحال بجامعة الكويت، التي شهدت أيضًا إتلاف جزء كبير من مقتنيات مكتبتها بلغ نحو 24.410 مرجع، وما يزيد على 5 ملايين مجلد وتقرير ورسالة علمية.


وبالتوازي مع هذا، تم تطهير مجموعات من الكتب التي تحمل وجهات نظر مخالفة، ورُصد تمويل سخي للمؤرخين الذين انخرطوا في كتابة نصوص داعمة لأفكار الرئيس الراحل صدام حسين. ومع تصاعد الضغط على العراق للانسحاب، تسارعت عمليات التدمير، التي كان متحف الكويت الوطني أحد ضحاياها، حيث تم تهريب آثاره إلى العراق وحرقه.


وبالطبع لا يمكن  أن ننسى ما فعله الإسبان في الأندلس عندما أبادوا ثقافتها (وتذكروا من الأندلس الإبادة)  ، والذي فعله التتار بمكتبات بغداد العباسية وبالنهاية، يجب الإشارة إلى أن حالة الغزو العراقي للكويت لم تكن الأولى أو الوحيدة، فهناك الإبادة الثقافية التي تمارسها إسرائيل بحق التراث الفلسطيني منذ احتلالها للدولة الفلسطينية، وجهودها المستمرة لطمس أي معالم أو أدلة على التاريخ الفلسطيني، وكتابة تاريخ جديد يُزيّف الحقائق، كما هو الحال في إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أصول الفلسطينيين أوروبية. فكأن التاريخ يعيد نفسه، فما فعله جبابرة التاريخ على مدار القرون السابقة تعيده إسرائيل في فلسطين اليوم، وطيلة سنوات الاحتلال المريرة.


روايات تحدثت عن الإبادة :


 ولأن الأدب جزء من الثقافة ، والرواية جزء من الأدب ، فقد نجحت الرواية إلى حد ما في التعبير عن الإبادة بجميع أنواعها ، ونذكر لك بعضها: 


ـ رواية (قصة سربرينيتسا) للكاتب البوسني إسنام تاليتش ، ترجمة : صهباء محمد بندق ، تقديم / مهاتير محمد ، القصة الرئيسية المتعلقة بمقاومة سربرينيتسا وسقوطها يرويها بطل الرواية مرجان جوزو بالإضافة إلى قصة أخرى من دفتر يوميات الحرب الخاص بجده رحمن بيك جوزو الجندي الأسير الذى وقع في الأسر الروسي أثناء الحرب العالمية الأولى


في رواية قصة سربرينيتسا تتداخل القصتان وتتشابكان معاً على نحو مدهش وبديع للغاية.


ـ رواية “شنكالنامه”، للروائي السوري، المقيم في الإمارات، إبراهيم اليوسف. الرواية ترصد واحدة من أصعب مآسي الإنسانية على أرض العراق، عندما شنت عناصر تنظيم داعش في عام 2014  حربا وحشية استهدفت إبادة المواطنين الإيزيدين، عبر قتل رجالهم وخطف النساء والأطفال وبيعهم في أسواق الرقيق.


ـ رواية «وردة الأنموروك»، للروائي عوّاد علي، وقد ذيّلها بعنوان فرعي، هو «سنة الأرمن»، في إشارة واضحة إلى مجازر الأرمن التي وقعت عام 1915، وما تلاها من عمليات الإبعاد والتهجير القسري، حيث توزّع الناجون بين المنافي العربية والأوروبية، وقد اتخذ بعضهم من بغداد وبقية المدن العراقية ملاذاً آمناً لهم، يرممون فيه خساراتهم الكبيرة، ويبدؤون خطواتهم الأولى في تحقيق أحلامهم التي تكتظ بها أذهانهم الإبداعية المتوهجة.


تبدأ أحداث الرواية زمنياً بافتتاح كنيسة شهداء الأرمن في دير الزور في شتاء 1991، لكنّ الساردة تعود إلى سنة الإبادة (عام 1915)، وتذهب أبعد من هذا التاريخ، لتغطي جانباً من حياة أبويها وأرتان وتامار، أو تلمح ببعض الإشارات والإيماءات إلى حياة جدها هوانيس.