إن أحداث ما سمى بالربيع العربى لم تحدث صدفة
أو بعشوائية وإنما حدثت نتيجة تخطيط وتدبير من خلال مؤامرة كبرى قامت بها الدول
الغربية الفاعلة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت لها مقدمات كثيرة بل وصدرت
علانية إما فى كتب ودراسات وأبحاث لمراكز الدراسات أو وثائق عن مؤتمرات، فمنها
كتاب برنارد لويس المفكر الاستراتيجى الإنجليزى الأمريكى والذى ذكر فيه حتمية
التغيير والتقسيم للدول العربية والإسلامية حفاظا على الحضارة الغربية ومنها نظرية
السلام الديمقراطى التى أطلقها الرئيس الأمريكى بيل كلينتون وتفترض أن الدول
الديمقراطية تعيش فى سلام ولا تحارب بعضها والعرب والمسلمين وما إلى غير ذلك، ثم أتبعت
أمريكا بإعلان مشروع منطقة التجارة الحرة الأمريكية الشرق أوسطية لدمج إسرائيل فى
العالم العربى والإسلامى فى مايو 2003م بالإضافة إلى مشروع السوق الشرق أوسطية لـ شيمون
بيريز 1991م والذى صدر فى كتابه الشرق الأوسط الجديد 1994م والذى يهدف إلى سيطرة
إسرائيل على المنطقة العربية بإدارتها لاقتصاديات العرب ثم وثيقة خطط الإصلاح
لمجموعة الثمانى فى المنطقة العربية مايو2004م والتى تهدف للتدخل المباشر فى
الشئون الداخلية للدول العربية، وأخيرا إعلان كوندليزا رايس وزيرة الخارجية
الأمريكية عام 2005 بأنه حان الوقت لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير بالقوة
للحفاظ على الأعراق والعقائد وحدود الدم فى المنطقة، وذلك بتقسيهما عرقيا وعقائديا
.
وإذا سألنا أنفسنا
لماذا كل هذا التخطيط والاهتمام بهذه المنطقة ؟ أعتقد الإجابة فى تلك الخلفية
التاريخية حيث إن الدول الاستعمارية الكبرى خاصة والدول الغربية عامة خرجت من
الحربين العالميتين الأولى والثانية بدراسات وخبرات ودروس مستفادة كثيرة كان من
أهمها عدم جدوى استخدام القوة العسكرية فى الغزو المسلح واستعمار أراضى الغير وقهر
واستعباد الشعوب وفرض التفرقة العنصرية البغيضة عليها والاستيلاء على ثرواتها، مع
استمرار الاحتلال لضمان العائد ولكن اتضح أن ذلك يكلفها الكثير من الناحية المادية
والبشرية وأن العائد ليس بالقدر المنتظر ولا يمكن تعويضه خاصة إذا كانت الخسارة
البشرية له كبيرة نتيجة الصراع المسلح مع أصحاب الأرض أو فيما بينهم، والدليل على
ذلك حجم الخسائر البشرية فى الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث بلغت الخسائر
البشرية مائة وعشرة ملايين من البشر ومن كل الفئات العمرية، مما أثر على النمو
البشرى للدول الغربية الاستعمارية كلها.
إن الحروب
التقليدية الحديثة الآن ومع التطور فى تكنولوجيا التسليح التى توصلت إلى نماذج من
أسلحة التدمير الشديدة والذى من نتائجه الخسائر العالية فى البشر والكبيرة جدا فى
المعدات والمنشآت والبنية التحتية للتنمية الاقتصادية يزيد من تكلفة الحرب وما بعد
الحرب من تعويضات وناهيك عن الصعوبات فى الاستعواض للأسلحة والذخائر والمعدات، ثم
الأهم وهو العنصر البشرى الذى يتصف
بالندرة الآن ولكلا الطرفين المتصارعين .
هنا كان لابد من
مخرج وأفكار جديدة تحقق الأهداف والأغراض الاستعمارية بأشكالها المختلفة وبأقل
التكاليف والخسائر، فكانت فكرة مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير وأداة تنفيذ الحرب
من الجيل الرابع وهى من الأفكار المطروحة والتى قوبلت بالاستحسان والتفضيل، فما أهداف
المشروع؟ وما فكرة الحرب من الجيل الرابع؟
مشروع الشرق الأوسط الكبير:
اتفقت الدول الكبرى وخاصة الغربية الاستعمارية
منها والصهيونية العالمية على مشروع الشرق الأوسط الكبير طبقا لمصالح كل منها على
حدة أو مجتمعة، وتلخصت أهداف المشروع فى الآتى:
أ- العمل على تفتيت
الدول العربية خاصة فى الشام والجزيرة العربية والدول الغنية بالبترول والغاز إلى
إمارات صغيرة متشددة ومتطرفة إما عرقيا أو إثنيًا "دينيا" ومتنافرة
ومتصارعة حتى يسهل السيطرة والهيمنة عليها سياسيا واقتصاديا كسوق غنية لتصريف
منتجاتها الصناعية فيها وضمان استثماراتها وأموالها والعمل على استرداد ما دفعته
ثمنا للطاقة فى صورة مبيعات السلاح والصناعات الثقيلة والمتطورة (الخريطة رقم 1).
ب- العمل على إقامة
الدولة اليهودية الخالصة طبقا لخريط المملكة الداوودية (نسبة لنبى الله داوود عليه
السلام) من العريش إلى نهر الفرات (الخريطة رقم 2) تنفيذا للوعد الإلهى لنبى الله
ابراهيم فى أسفار العهد القديم وذلك على حساب الإمارات الصغيرة المتطرفة والمتناحرة
والمتصارعة على اقتسام الثروة أو الحدود الجديدة بعد تفتيت الدول العربية فى الشام
والعراق والجزيرة العربية.
الحرب من الجيل الرابع
الإجابة تبدأ بتعريف الحروب من الأجيال السابقة، فالحرب من الجيل الأول أو
الجيل الثانى كانت تتم بتصادم القوتين المتحاربتين بهدف تدمير إحداهما للأخرى أو
إحداث أكبر خسائر بها لهزيمتها ولتحقيق النصر عليها وتحقيق الهدف من الحرب غزوًا أو
احتلالا أو نهبًا وسرقة، ولكن الاختلاف بين الجيلين أن الجيل الأول يستخدم أسلحة
بدائية (السكين والسيف والحراب ......) أما الجيل الثانى تطورت الأسلحة وأصبحت
نارية بدخول البارود "البندقية والمدفع والطائرات ......." وفى الجيل
الثالث رغم تطور الأسلحة النارية ووسائلها وأنواعها إلا أن الهدف تغير وأصبح حصار
القوة الرئيسية للعدو وعزلها عن المعركة بدلا من تحمل عناء وتكلفة التدمير وأسرها إن
أمكن مهما كانت أحجامها كما فعل روميل القائد الألمانى فى الجيش الإنجليزى فى معركة
الغزالة فى ليبيا أثناء معارك شمال أفريقيا فى الحرب العالمية الثانية وحقق النصر
ولكن القوات التى أسرها أصبحت عبئا ثقيلا على المنتصر وتسببت فى مشكلات كثيرة فى
الإعاشة والإيواء.
أما حرب الجيل الرابع تعد من الأشكال الجديدة
للحروب وأن هذا المصطلح استخدم لأول مرة في عام 1989 من أحد الخبراء العسكريين
الأمريكيين البروفيسور د مانوارينج ج ماكس (Dr.Manwaring G Max) الباحث والمحلل الاستراتيجى بمعهد الدراسات الاستراتيجية التابع
لكلية الحرب العليا للجيش الأمريكى فى مجال البحوث الاستراتيجية والأمنية عرف حروب
الجيل الرابع فى محاضرة علنية عنوانها "الحرب بالإكراه لإفشال الدولة
، وزعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد يراعي مصالح العدو“.
إن هذا الجيل من الحروب يهدف إلى تدمير مؤسسات
الدولة الأساسية والعمل على انهيارها أمنيا واقتصاديا وتفكيك وحدة شعبها من خلال
الإنهاك والتآكل البطيء للدولة، وفرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو
, وتحقيق نفس أهداف الحروب التقليدية (الجيل الأول والثانى والثالث) بتكلفة أقل
بشرية ومادية ويتحقق ذلك بتحييد القدرة العسكرية لها لعدم قدرة الدولة على إصدار
قرار باستخدامها لوضعها فى خيارين إما تأمين الدولة من الداخل أو الوقوع فى صدام مع
المتظاهرين مع احتمال الحرب الأهلية وكلاهما يحقق الهدف من الحرب وذلك تأكيدا
لمقولة مانوارينج ”إذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية وببطء مدروس، فسيستيقظ
عدوك ميتا“.
عناصر الحرب من الجيل الرابع
:
أ- الحرب بالوكالة عن الجيوش الأجنبية:
(1) العمل على انقسام الجيوش الوطنية بإشعال الفتنة
بين عناصر الجيش إما عرقية أو وقبائلية كما حدث فى اليمن وليبيا أو عقائدية دينية
كما حدث فى سوريا والعراق من قبل.
(2) زرع تنظيمات متطرفة
إرهابية فى الدول المستهدفة بهدف إرهاب الشعب والعمل على انقسامه إلى شيع وأحزاب
إما عرقية أو دينية، والعمل على إفشال الدولة فى السيطرة على مقاليد الأمور وشغل
الجيش عن مهمته الأصلية فى تحقيق الأمن القومى أو الوطنى.
ب- إيجاد الدولة الفاشلة:
إن الإرهاب والتظاهرات والاعتصامات بحجة السلمية تأتي في
مقدمة هذه الأدوات، ثم يليها التحول إلى العنف والاعتداء على المنشآت العامة
والخاصة وعلى مقارات أجهزة الشرطة والمحاكم ومقارات النيابة والقضاء , والتمويل غير
المباشر لإنشاء تنظيم أو قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات داخل الدولة
بمبررات وأسباب دينية أو عرقية، أو مطالب تاريخية غير مشروعة, والتهيئة لعمليات وحرب
نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي، مع استخدام محطات فضائية
تكذب وتدعى الأباطيل وتقوم بتزوير الصور والحقائق ويستخدم فيها وسائل الإعلام
التقليدية والحديثة (مواقع التواصل الاجتماعي).
ﺟ- الحصار الاقتصادى ( بمؤسسات المالية الدولية):
يتم
ذلك الحصار على الدول المستهدفة والمقاومة لمشروع المؤامرة من الدول القائدة
لمشروع الشرق الأوسط رغم أن بداية تنفيذ المؤامرة إشعال ثورات ضد نظم الحكم,
والعرف الدولى أن المؤسسات المالية الدولية تدعم تلك الثورة لأن الثورات ينتج عنها
حتى تستقر اضطراب وانخفاض فى الدخل القومى مما يؤثر على الأوضاع الاقتصادية
للأفراد والدولة فاحتياجها للدعم ضرورة لضمان استمرار برامج التنمية؛ فمثلا دولة أوكرانيا
تم دعمها بعد ثورتها بعشرة مليارات يورو تدفع لها على سنتين وفترة سماح عشر سنين
والتسديد على ثلاثين سنة بفائدة 1% بعكس ما حدث مع مصر ثورتان خلال سنتين ولم يتم
دعمها إلا عن طريق صندوق النقد الدولى وبمفاوضات شاقة على مدى خمس سنوات وشروط
التسديد والفائدة قاسية، وذلك لأن أوكرانيا يتم دعمها لأنها ضد روسيا أما مصر فهى
مستهدفة ضمن مشروع الشرق الأوسط، وهكذا باقى دول المنطقة العربية.
ﻫ-العمليات والحرب النفسية :
العمليات والحرب
النفسية الاستعمال المخطط والمُمنهج للدعاية ومختلف الأساليب
النفسية للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات الدولة المستهدفة بطريقة تسهل الوصول
للأهداف الآتية:
أ-
استمرار جمع المعلومات التى تغذى أعمال الإرهاب وأعمال المنشقين وكذلك ما يساعد
الشعب على عدم الرضا والانقلاب على السلطة القائمة.
ب- القيام بالدعاية السوداء ضد الحاكم
أو السلطة الشرعية والمقاومة للمشروع الشرق أوسطى.
ﺟ- القيام بأعمال المؤامرات والتقويض
بالتعاون مع العناصر العسكرية المنشقة وعناصر التنظيمات الإرهابية داخل الدولة.
الأحداث فى مصر
إن أحداث الربيع العربى كان الهدف منها إحداث الفوضى بالمنطقة
العربية وتغيير نظم الحكم فيها وتحقيق انهيار دولها، وفى مصر قام مجموعة من الشباب
المدرب فى أوروبا وأمريكا على إسقاط نظام الحكم وبتمويل أجنبى مدعوم بعناصر أجنبية
قامت بالمظاهرات والاعتصامات بأعداد تفوق قدرة الشرطة على فضها، ولدعم هذا العمل
المادى قامت العمليات النفسية بزيادة الحشد والتأييد الشعبى والشباب الطاهر غير
الواعى، وذلك ببث معلومات تزيد الكراهية للشرطة والحاكم من محطات فضائية لها
مصداقية سابقة مدعمة بفيديوهات تعذيب الشرطة للمواطنين (خالد سعيد) وحوارات فى ذلك
الاتجاهات ونقل أحداث فتنة من أماكن الحشد وشائعات يؤكدها بعض الإعلاميين
المأجورين، ونشر قضايا تعذيب وضياع حقوق الإنسان المصرى وسلب حرياته ونهب أموال
الدولة من رئيس البلاد وقيامه بتهريبها خارج البلاد، مع إذاعة تصريح لمسئول أجنبى
يؤكد فيه أن حجم أموال الرئيس فى بلد ذلك المسئول بلغت كذا مليار دولار مما يدفع
الشعب إلى زيادة الثورة والإصرار عليها حتى يحدث العزل، وهنا تبدأ المرحلة الثانية
وهى يجب فك هذا التحالف والوحدة بين الثوار والشعب لأن الهدف الفوضى فتبدأ
العمليات النفسية فى طرح موضوعات الانقسام بين المتظاهرين والمعتصمين والشعب وخاصة
عنصر الشباب المندفع والمتحمس للتغيير فتكون البداية مناقشات جدلية بسيطة تتطور
بسرعة للحدة والانقسام مثل هل نبقى على النظام الجمهورى أم نعيد النظام الملكى
وولى العهد موجود فى دولة أجنبية قريبة؟ فينقسم المجتمعون فى الميدان وبالتالى
أتباعهم ومؤيدوهم ثم يعرض سؤال ثانِ هل نبقى على نظام الحكم الرئاسى أم نغيره إلى
برلمانى ؟ فيزيد الانقسام وسؤال ثالث هل نبقى على مجلسى الشعب والشورى أم نكتفى
بمجلس الشعب فقط لأننا دولة فقيرة ؟ كل ذلك مدعوما بالحوارات التليفزيونية وأحاديث
فى الصحافة كل يؤيد فكرة أو نقدا ضد الفكرة ما بين معارضين ومؤيدين لوجهات النظر
المنقسمة وفى خضم ذلك يأتى طلب من المتآمرين والإخوان الأكثر تضررا من الشرطة وهم
فى قلب المتظاهرين بأنه يجب الانتقام من الشرطة وجبروتها الآن وما تبقى منها بالأقسام
ومديريات الأمن ومقارات مباحث أمن الدولة ويتم حرق معظمها وقتل من فيها وامتد
العنف إلى مقارات المحاكم ومنشآت الدولة وهنا ينقسم المتظاهرون إلى عدة أقسام
فمنهم من ينغمس بالاستمرار فى ممارسة العنف ومنهم من يبقى فى الميدان والاعتصام
دون الاشتراك فى ذلك العنف والتدمير والتخريب غير المبرر ومنهم من ينسحب من
الاشتراك فى الانحراف الذى أصاب تلك الثورة وبهذا يتم التفريق والتشتت ويبقى
الفصيل الأكبر تنظيميا ( جماعة الإخوان) على الأرض محتميا بقدرته على الحشد مرة أخرى
مع الشباب المدرب فى الخارج والمدعوم من الدول القائدة لمشروع الشرق الاوسط للتفاوض
مع من بيده السلطة المؤقتة ويعمل بكل الوسائل الممكنة حتى تقع السلطة فى يده وهو
المطلوب وصولها إليهم لأنهم هم الحاضنون للإرهاب الدولى فى المنطقة كلها وهو أداة
تنفيذ الحرب بالوكالة ويتم ذلك مدعوما بالإعلام وبجميع وسائله.
تفشل جماعة الإخوان فى الحكم بعد تنحية كل داعميها
وانفرادها بالحكم مما أثار وشكك جميع عناصر وطوائف الشعب فى منهجهم الذى استمرت
عليه الجماعة وكان أبرز أهم مظاهر الفشل الآتى:
1-
اقتصار التعيينات الحكومية والمناصب العليا فى الجهاز الإدارى على عناصر الجماعة.
2-الفشل فى إدارة أزمة نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والمياه المستمر.
3- عدم
قدرة الجماعة على حل مشاكل المصانع المتوقفة نتيجة الثورة.
4-الفشل الذريع فى السياسة الخارجية على المستوى الإقليمى والدولى.
5-ضعف
القيادة السياسية وإثارة موضوع سد النهضة وفضيحة مؤتمر الرئيس المعزول مرسى على
الهواء مما أثار الإثيوبيين والأفارقة وأظهر مصر بالدولة المعتدية ولم يلجأ لمجلس
الأمن القومى المصرى.
6-مشروعات اقتصادية فاشلة مثل إقليم قناة السويس وبيع الآثار المصرية لدولة
قطر لتوفير سيولة الإصلاح.
7-إعلان فرض حظر التجوال على منطقة القناة وخاصة بورسعيد دون التمكن من
تنفيذه.
8-عدم
القدرة أو الرغبة فى إعادة الأمن والأمان إلى الشارع المصرى وعودة الشرطة ورفع
كفاءتها مما أدى لثورة الشعب ونزول الجماهير إلى الاتحادية مطالبة بحقوقها، وتدخل
وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى لتحقيق الوفاق بين النخبة السياسية
والرئاسة، ولكن مكتب الإرشاد للجماعة الإرهابية يرفض وتتصاعد الأمور إلى الأسوأ
وينزل الجيش بتصديق الرئيس المعزول مرسى إلى الميادين العامة ولتأمين المنشآت
الحيوية ويحشد الإخوان ميليشياتهم فى ميدانى النهضة ورابعة ولمنع التصادم بين
الجماهير الثائرة وميليشيات الإخوان ويمهل وزير الدفاع مهلة أسبوعًا لجميع الأطراف
لإنهاء التوتر بالمباحثات ولكن لا مجيب، ويمهل أخرى للرئيس المعزول إما انتخابات
رئاسية مبكرة أو إنهاء التوتر مع الثوار خلال 48 ساعة، وتنتهى برفض الرئيس المعزول
مرسي وجماعة الإخوان الإرهايية فيتم تنحية مرسى والسيطرة على الأمور لمنع الحرب
الأهلية بين الجماهير الثائرة وميليشيات الإخوان وإعلان ثورة 30 يونيو وتولية رئيس
المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد وإصدار خريطة طريق وافق عليها كل الأطراف
السياسية والدينية وتتلخص فى تعديل الدستور وانتخاب مجلس نواب وانتخبات رئيس
جمهورية جديد في ظرف سنة واحدة.
- تتخذ الدول القائدة لمشروع الشرق الأوسط موقفا مضادا لثورة30 يونيو
وتعتبرها انقلابا عسكريا مع أنها لم تقضِ على مشروع الشرق الأوسط بتنحيتها جماعة
الإخوان الإرهابية الراعي الرسمى للإرهاب ولكن أوقفته إيقافا مؤقتا فقط واستمرت
قيادة الثورة تسير فى طريق الإصلاح بجدية تامة وحصول المشير السيسى آنذاك على تفويض
من الشعب مباشرة لمحاربة الإرهاب الإخوانى داخليا وكانت مصر قد أعلنت "جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية"
في ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ أثناء الولاية المؤقتة للمستشار عدلي منصور وبعد أن كانت الجماعة
قد قامت بتفجير مديرية الأمن في المنصورة وراح ضحيته ١٦ مصريا، وكذا
محاربة الإرهاب الدولى فى سيناء ومع محاولة الاتصال مع الدول الفاعلة فى
العالم مع تنفيذ خريطة الطريق بكل جدية بانتخاب وتولى الرئيس السيسى رئاسة البلاد
بعد مطالب شعبية بترشحه وتبدأ مرحلة جديدة فى العلاقات الدولية وطبقا لمبدأ
المصالح المشتركة مما بدأت معه ظهور بوادر عودة العلاقات مع دول فاعلة مثل روسيا
وفرنسا ثم ألمانيا وعودة مصر إلى الاتحاد الأفريقى لتنتهى بالاعتراف بالثورة ويعلن
الرئيس عبد الفتاح السيسى عن رؤية مصر 2030 للتنمية الشاملة ومن خلالها الإصلاح
الاقتصادى والمشروعات القومية العملاقة مثل قناة السويس والطرق ومناطق الاستثمار
الكبرى، ونحاح مصر فى القضاء على جذور الإرهاب فى سيناء، وبدأ التعمير فيها باقامة
الأنفاق الكبرى، وصاحب هذا الإعلان عنها من خلال المؤتمرات الاقتصادية والسياسية
داخل مصر وخارجها حتى عادت مصر وتبوأت مكانتها الدولية والإقليمية وبنجاح غير
مسبوق.