مازال يمر العالم بأصعب كارثة صحية مرت
عليه منذ عقود، وهى جائحة فيروس كورونا الذى حصد مئات الآلاف من الأرواح، ونشر الخوف
والهلع، بين سكان الكرة الأرضية التى أغلقت أبوابها، كل دولة أغلقت على نفسها فى
محاولة لانقاذ مايمكن إنقاذه.
وفى بيان جديد لمنظمة الصحة العالمية، أكدت فيه أن الوضع مازال خطيرا وأن الأزمة لم تنته بعد، ومر العالم قديماً بأوبئة
مشابهة فى حجم التدمير والشراسة أهمها على مدار التاريخ.
الطاعون الأسود
شهدت أوروبا عامي 1348 و 1349 ما عرف
باسم الطاعون الأسود الذي أسفر عن مقتل نحو 20 مليون شخص، وذكرت دراسة صدرت عام
2018 أن البشر كانوا المسؤولين عن العدوى في ذلك وليس الفئران كما كان شائعا.
الأنفلونزا الإسبانية
في عام 1918 اجتاح وباء الإنفلونزا
الإسبانية العالم، وقد أودى بحياة ما يتراوح بين 40 و 50 مليون شخص، ووفقا لدراسة
نشرتها بي بي سي عام 2018 كان عدد الضحايا كبيرا لأنه في عام 1918، كانت الفيروسات
لا تزال حديثة الاكتشاف.
وتقول ويندي باركلاي من جامعة إمبريال كوليدج بلندن:
"لم يدرك الأطباء حينها بالطبع أن الفيروسات هي التي تسبب هذه الأمراض".
وكان الطريق أمامهم لا يزال طويلا لاكتشاف الأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات
التي تساعد الآن في كبح تفشي المرض وتسريع التعافي منه
الإيدز
في عام 1976 ظهر في الكونغو وانتشر في
مختلف أنحاء العالم، وقد بلغ عدد المصابين حوالي 36 مليونا، وفي عام 2014 توصل
علماء إلى أن منشأ وباء الإيدز يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي في مدينة
كينشاسا الموجودة حاليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالوا إن "مزيجا من
الأحداث" شمل النمو السكاني وتجارة الجنس وحركة السكك الحديدية سمح بانتشار
فيروس "اتش اي في" المسبب للإيدز. وأضاف العلماء في دورية "ساينس"
العلمية قائلين إنهم لجأوا إلى دراسة تاريخ الفيروس للتعرف على أصل الوباء.
ولم يتوقف تاريخ الأوبئة التى ضربت
العالم، وأودت بحياة الملايين على مر السنوات، فمازال خطر"كوفيد19" لم
ينتهى، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية" من الخطر
المحيط بنا فى بيان جديد لها "قالت فيه: فى إقليمنا الوضع خطيرٌويبعث على القلق وبوجه
عام، هناك زيادة حادة فى حالات الإصابة فى جميع أنحاء الإقليم، حيث وثَّقت بعض
البلدان مؤخراً من بينها إيران والعراق والمغرب والأردن وتونس وليبيا أعلى عدد من
الحالات المُبلَّغ عنها فى يوم واحد منذ اندلاع الجائحة كما أن بعض البلدان، مثل
إيران، تسجل أعلى أعداد من الوفيات، لافتة إلى أنه شهدت الاستجابة لكوفيد-19 على
مدى الأشهر التسعة الماضية توسيع البلدان لقدراتها ومواردها إلى الحد الأقصى، كما
أن المجتمعات تسعى إلى قبول "الوضع المعتاد الجديد" والتعايش معه غير أن
الاتجاه الحالى فى الإقليم يشير إلى أنّ ما قمنا به حتى الآن لم يكن كافياً على
الرغم من العديد من الجهود الرائعة التى بذلناها حتى هذه اللحظة.
وتابع بيان لمنظمة الصحة العالمية
المكتب الإقليمى لشرق المتوسط اليوم: هذه الزيادة غير المسبوقة بمثابة تذكير صارخ
بضرورة أن تقوم الحكومات والمجتمعات المحلية والشركاء، ومن بينهم منظمة الصحة
العالمية، بالكثير والكثير لتغيير مسار الجائحة واستكملت : من المؤسف أن البلدان
والسكان يصلون إلى مستويات أعلى من الإحباط والإجهاد مع استمرار الجائحة فى تدمير
سُبُل العيش والاقتصادات الوطنية.
وأضافت المنظمة: "ونشهد حالياً
حركات عالمية مناهضة لحظر الخروج؛ بينما لا يزال الالتزام بالسلوكيات التى نعلم
أنها تعمل على الحد من انتشار الفيروس لا سيّما استخدام الكمامات والتباعد البدنى
غير كافٍ، وينطبق ذلك على العديد من بلدان الإقليم، ومع استمرار الإجهاد المرتبط
بكوفيد-19، نتوقع أن يزداد الوضع سوءاً، وستكون الأشهر المقبلة صعبة علينا جميعاً
حيث يشهد الفيروس مزيداً من الفرص للانتشار ومن المرجَّح أيضاً أن يؤدى موسم
الأنفلونزا الذى من المُنتظَر أن يبدأ قريباً إلى تفاقم الوضع".
وتابعت منظمة الصحة العالمية:"ومع
تزايد عدد المصابين فى جميع أنحاء الإقليم، سيستمر تزايد الضغط على النُظُم الصحية
والعاملين الصحيين وهم يتكبّدون المشاق من أجل تلبية الطلب على الخدمات المرتبطة
بكوفيد-19 والخدمات غير المرتبطة به، وعلى الصعيد الإقليمي، نرصد بقلق تزايد عدد
الحالات كل يوم، ونعكف فى الوقت الحالى على تعديل توصياتنا لتتناسب مع البلدان،
استناداً إلى الوضع الوبائى والسياق المتغيّر".
وأوضحت المنظمة :"ونحن بحاجة إلى
اتباع نهج أكثر تكثيفاً واستهدافاً فيما يتعلق بالترصُّد والاختبار وتتبُّع
المخالطين. ويجب أن تدرك المجتمعات الدور الحاسم الذى تضطلع به فى المساعدة على
وقف انتشار الفيروس من خلال تبنّى سلوكيات وقائية.
واختتمت منظمة الصحة العالمية:
"لقد انقضت تسعة أشهر منذ اندلاع الجائحة وما زال من السابق لأوانه الاسترخاء
أو العودة إلى العمل المعتاد، فحياة ملايين الناس وسُبُل عيشهم وعافيتهم معرَّضة
للخطر، وكذلك حياة أُسرنا وأحبّائنا، ومن شأن الخيارات التى سنتخذها فى الأيام
والأسابيع والأشهر المقبلة كأفراد ومجتمعات وبلدان أن تُقرر، فى نهاية المطاف، ما
إذا كانت هذه الجائحة الفتّاكة ستجتاحنا مجتمعين بصورة أعمق أو ما إذا كنا سنتغلّب
مجتمعين على الفيروس ونتعافى منه".