الأحد 9 يونيو 2024

فى مناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر

فن23-10-2020 | 12:54

مصر عرفت الجيش النظامى والدبلوماسية واتفاقيات السلام الدولية قبل آلاف السنين

مصر عرفت قديما باسم " تا . حتب " أى  أرض السلام والاستقرار، جيش لم يكن جيشا معتديا على مر التاريخ، جيوش مصر القديمة قامت بأعمال الأشغال العامة لخدمة الشعب وبناء الدولة

يقول المؤرخون وعلماء المصريات، إنه منذ تأسيس الدولة الفرعونية، ومصر لها جيش دقيق التنظيم، فيه كتبة لمراقبة التجنيد، وإدارة للتعيينات وإسناد الوظائف، وفى كل عصر كان الملك هو القائد الأعلى للجيش، وكما يقوم الجيش المصرى اليوم بدور وطنى فى بناء الدولة، كان الجيش فى مصر القديمة يستخدم فى المهام السلمية والأشغال العامة والتجارة.

وكان الجيش فى مصر القديمة، جيشا قوميا يخضع لأوامر وقوانين دقيقة، وكما يروى علماء المصريات، فإن قدماء المصريين " الذين سيطروا بسهولة على البر والبحر، ورفعوا صروحا هندسية إلى عنان السماء ، كانوا قادرين كذلك على تنظيم حياة المحاربين ، وكانت فرق الحرس تقسم إلى صفوف كلمنها عشرة اشخاص، وتسير فى طوابير منتظمة، وكان هؤلاء مدربين على القيام بأشق الأعمال، فكانوا ينقلون كتل الصخر بعد قطعها من المحاجر ولا تزال أسماء وحداتهم منقوشة على صخور الأهرام ".

وأما النظام العسكرى فى الميدان، فكان صارما، فكان " من غير المسموح بأن يضرب جندى جنديا آخر، ولا يخطف من أى عابر سبيل حذاءه أو رغيفه، ولا بأن يسرق ثيابا من أية قرية، أو يسرق ماشية من أى شخص ".

وأما فى الدولة الفرعونية الحديثة، وعصر الفتوحات العظمى، فكان ذلك هو عصر الجنود المحترفين المنظمين ، وكان هناك مجلس حرب يرأسه الملك وتسند القيادة العليا للجيش إلى " قائد عظيم " وقسمت البلاد لمناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسئولون ، وكان الجنود يتمتعون بلياقة فائقة فى العروض العسكرية، وكانت فرقة المشاة تتألف من 200 مقاتل تحت إمرة حامل لواء، وتنقسم الفرقة إلى 4 وحدات كل وحدة مكونة من 50 جنديا مقاتلا.

 

 

كما عرفت مصر الحديثة اتفاقية السلام بعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، فقد عرفت مصر الفرعونية اتفاقيات السلام قبيل آلاف السنين، وقد عُرِفَتٌ مصر القديمة باسم " " تا . حتب " أى " أرض السلام والاستقرار "، " و " تا . حت . بت " أى " الأرض المسالمة المستقرة "، كما تقول النصوص الفرعونية إن مصر " هى المكان الذى انتصر فيه النور على الظلام ".

أما الحاكم فى مصر القديمة، فكان يطلق عليه اسم " أمير السلام وسيد الإخاء ".

هكذا تحدث الآثاريون وعلماء المصريات، عن بزوغ فجر المبادئ الإنسانية والسلام بين الشعوب فى مصر القديمة، وذلك فى مناسبة احتفالات العالم باليوم الدولى للسلام، والذى يحل فى الـ 21 من شهر سبتمبر كل عام.

وكان الجيش فى مصر القديمة - كما هو فى مصر الآن -  لم يكن جيشا معتديا على مر التاريخ ، بل كان جيشا مدافعا عن حدود الوطن وأمنه وسلامه ".

كما كان قدماء المصريين، محبين للسلام، ولا يميلون إلى الحروب، لكن الازدهار الذى عاشته مصر الفرعونية فى كثير من فتراتها، جعل مصر آنذاك تتعرض للغزو، فكان دور الجيش رد تلك الغزوات، والقيام بهجمات لإحباط تحركات قوات الغزاة.

وعرفت مصر  معاهدات السلام الدولية قبيل آلاف السنين، وأن الملك رمسيس الثانى، خَلًدَ انتصاره فى معركة قادش فى نص طويل يعد من أطول النصوص الأدبية فى مصر القديمة، وكانت المعاهدات تكتب بطريقة تراعى فيها القوانين الدولية السائدة آنذاك.

وفى معاهدة السلام التى جرت عام 1280 قبل الميلاد، بين الملك رمسيس الثانى، وخاتو سيليس ملك الحيثيين، ذكر فيها الطرفان ما كان بينهما من معاهدات سابقة، ثم وقعا سويا على " معاهدة سلم وإخاء " وعقدا تحالفا مبنيا على أساس التعاون المتبادل، وعدم الاعتداء والتحالف معا ضد الأعداء ، وضد أى تدخل خارجى، أو انقلاب داخلى، ومن الطريف أن تلك المعاهدة التى سجلت بنودها جدران معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة فى الأقصر، تضمن نصا فيه الكثير من مبادئ حقوق الإنسان المعروفة اليوم، حيث جاء فى المعاهدة " العفو تلقائيا عن كل من يطلب اللجوء للطرف الآخر ويتم رده لبلاده ".

كما أن مصر القديمة عرفت الدبلوماسية، ويقال إن معابد ومقابر الفراعنة، سجلت أول صورة لسفير فى التاريخ، كان يمسك فى يده ريشة وجلد ثعلب، وتسجل نصوص مصرية قديمة بعض صور العمل الدبلوماسى الذى عرفته مصر الفرعونية، والذى كان يتم بطرق شتى، كما لوحظ فى تلك النصوص أنها سجلت أول طرق للمخاطبة الدبلوماسية التى وصلت مصر القديمة إلى درجة عظيمة من إتقانها، وكانت هناك المناورات والمساومات السياسية والتجارية بين مصر وجيرانها من بلدان آسيا.