الخميس 27 يونيو 2024

غلق الدول الأوروبية وتحذير من الصحة العالمية بسبب الموجة الثانية لكورونا

تحقيقات23-10-2020 | 14:42


بدأت الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" فى اجتياح عدد من دول العالم فى أوروبا، وشهدت الأيام الماضية ارتفاعًا كبيرًا فى أعداد الإصابات والوفيات.

 

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تخطت الموجة الأولى للفيروس؛ ما أثار القلق فى العالم من تحور الفيروس، أو استمرار معدل الإصابات والوفيات الأمر الذى يرهق القطاعات الصحية، ويهدد بانهيارها مرة أخرى، خاصة مع عدم ظهور اللقاح حتى الآن.

 

كورونا والشتاء

مع بدء انخفاض درجات الحرارة، ودخول موسم الشتاء، ارتفعت إصابات كورونا المستجد بصورة ملحوظة، وظهرت العديد من التحذيرات التى ربطت هذا الارتفاع بانخفاض درجات الحرارة، والتى كان من بينها تحذير منظمة الصحة العالمية، الذى ذكره الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى للمنظمة بإقليم شرق المتوسط، والذى أكد فيه أن بدء موسم الإنفلونزا والمرتبط بموسم الشتاء، سيؤدى إلى تفاقم الأزمة، وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات.

 

فيما اتخذت بعض الدول إجراءات مشددة لمواجهة انتشار الفيروس، منها إعادة الغلق الكامل لبعض المدن كما حدث فى فرنسا، التى قررت غلق الحانات وصالات الرياضة والمطاعم، وأعلنت حالة التأهب فى العديد من المدن والغلق الكامل فى مدن أخرى، نفس الشىء يواجه ألمانيا وتونس والمغرب والولايات المتحدة.

 

ودعت منظمة الصحة العالمية دول العالم للتكاتف لمواجهة الموجة الثانية للفيروس، من خلال التشديد فى إجراءات الوقاية التى تشمل التباعد الاجتماعى وغسيل اليدين باستمرار، ومنع التزاحم، ومنع التجمعات، وفرض ارتداء الكمامات؛ حيث أطلقت مبادرة لا تنسى الكمامة لإعادة نشر ثقافة ارتدائها مرة أخرى، وذلك بالتعاون مع اليونيسيف.

 

استعدادات وزارة الصحة

وضعت وزارة الصحة والسكان مجموعة من الإجراءات، لمواجهة شبح الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد للتصدى للفيروس، وذلك من خلال انعقاد غرفة عمليات كورونا على مدار الساعة، وتتبع حالات الإصابة وأماكن الانتشار ومعدل تنفيذ الإجراءات الاحترازية فى جميع المحافظات.

 

كما أكدت وزارة الصحة جاهزية مستشفيات العزل لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى التشخيص والفرز بكل مستشفيات الوزارة، وصرف العلاج لحالات العزل المنزلي، والعمل على متابعة سير العمل من خلال فرق الترصد والتقصى لحالات الإصابة وتطبيق الإجراءات الوقائية فى أماكن التجمعات والأنشطة المختلفة.

 

فيما شددت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان على جميع وكلاء الوزارة ومديرى المديريات على مستوى محافظات الجمهورية، على التأكد من جاهزية المستشفيات وتوافر كل المستلزمات وأجهزة الأكسجين والتنفس الصناعى وجاهزية الرعايات المركزة، ومتابعة تطبيق بروتوكولات العلاج المحدثة ومعايير مكافحة العدوى، كما وجهت بمتابعة التدريب بشكل دورى لكل الفرق الطبية.

 

وأكدت جاهزية 600 مستشفى لمواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، مع زيادة الأعمال المركزية الخاصة بتحليل pcr الخاصة بالفيروس لتصل المعامل لـ61 معملًا على مستوى الجمهورية بقدرة تشغيلية حوالى 30 ألف عينة يوميًا.

 

كما تمت زيادة مقاعد الخط الساخن الخاص بالرد على استفسارات المواطنين بخصوص فيروس كورونا المستجد من 500 إلى 800 مقعد باللغتين العربية والإنجليزية، لسرعة الاستجابة والرد على استفسارات وبلاغات المواطنين بشأن فيروس كورونا.

 

لقاح الإنفلونزا ومواجهة كورونا

على جانب آخر وفرت وزارة الصحة والسكان تطعيم الإنفلونزا الموسمية بشركة "فاكسيرا" وجميع الوحدات الصحية، وشددت على ضرورة الحصول على التطعيم لعدم التعرض لفيروس الإنفلونزا الموسمية فى ظل تلك الجائحة التى تتشابه مع أعراض الإنفلونزا.

 

وأكدت الوزارة أن سعر التطعيم لا يتخطى 170 جنيهًا، منوهة إلى أهمية الحصول عليه خاصة للفئات الأكثر عرضة للمرض، مثل كبار السن والعاملين بالقطاع الصحى والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدة أنه لا يستخدم ضد فيروس كورونا لكن لتجنب الإصابة بفيروس الإنفلونزا.

 

الصحة وعودة الدراسة

ووضعت وزارة الصحة والسكان، خطة متكاملة لمواجهة الموجة الثانية للفيروس مع بدء العام الدراسى الجديد، من خلال تنظيم غرفة عمليات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لمتابعة سير العملية التعلمية، مع إطلاق حملات توعية بين الطلاب والقائمين على العملية التعليمية خاصة بإرشادات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، ومنع دخول أى طالب لديه أعراض تنفسية أو ارتفاع فى درجات الحرارة، ووجود غرفة عزل بكل مدرسة لأى حالة يشتبه فى إصابتها بالفيروس، والتأكيد على التباعد بين الطلبة، وارتداء الكمامات، وتوافر مواد التطهير والتعقيم، واستخدام كل طالب لأدواته، وتعقيم الأبنية التعليمية باستمرار، فيما لم يتم تسجيل أى حالة إصابة بين الطلاب بعد مرور أسبوع على بدء العام الدراسي، ووجود رائدات صحيات بالقرى والمحافظات لمتابعة سير العملية التعليمية وتتبع أى حالة إصابة ونشر التوعية بالفيروس.

 

توافر الأدوية لمواجهة كورونا

ولأن الأدوية هى حائط الصد لمواجهة مضاعفات الفيروس، فقد وفرت وزارة الصحة مخزونًا استراتيجيًّا من الأدوية الخاصة بنزلات البرد والإنفلونزا وحساسية الصدر والأدوية المستخدمة فى بروتوكول علاج كورونا، وشددت على منع التصدير للخارج إلا بوجود مخزون يكفى من 6 أشهر لسنة، لضمان عدم حدوث نقص فى مستلزمات السوق، وفقًا لما أكد على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، فى تصريحات خاصة للهلال اليوم، مشيرًا إلى أن مصر ليس لديها أى مشكلة فى أدوية الإنفلونزا أو البرد أو المستخدمة لتخفيف مضاعفات فيروس كورونا.

 مواجهة الموجة الثانية

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن مواجهة الموجة الثانية ستكون من خلال إتباع الإجراءات الوقاية مع تضافر العالم أجمع للتصدى لتلك الجائحة، وفرض تدابير أشد وعدم السماح بالتجمعات وارتداء الكمامات وغسيل الأيدى باستمرار.

 

فيما قالت الدكتورة مايسة شوقى، نائب وزير الصحة السابق فى تصريحات للهلال اليوم، إنه يجب استثمار ما قامت به الدولة من توعية وإجراءات وقائية لمواجهة الجائحة الثانية للفيروس، مع التنبه بأن فصل الشتاء سوف يشهد نشاطًا للفيروس، ولا بد من العزل المنزلى لجميع حالات الاشتباه، والتعامل معها على أنها إصابات كورونا حتى يثبت العكس، وتنفيذ إجراءات التباعد والوقاية بمنتهى الشدة.