الأحد 2 يونيو 2024

السيدة زينب

25-4-2017 | 13:08

بقلم – صلاح البيلى

هى خامسة النساء الكاملات، ابنة سيدة النساء وإمام الزاهدين، وزوجة أمير السخاء عبدالله بن جعفر وأخت الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة، وهى بطلة كربلاء، كما أسمتها بنت الشاطئ د. عائشة عبدالرحمن فى كتابها عنها، وهى أم المحن وجبل الصبر والطاهرة، وأم هاشم والشريفة وعقلة بنى هاشم، أخت الشهيدين، رئيسة الدواوين، الكريمة، بنت الزهراء البتول، أم العواجز، حافظة ذرية الرسول، يوم استشهد بين يديها أخوها الحسين وأولاده وأولاد عقيل والعباس، وولداها محمد وعون ورفعت يدها للسماء قائلة»: «رب تقبل منا هذا القليل»، وتمسكت بابن الحسين الصغير سيدنا على زين العابدين فنجا من المذبحة لتستمر ذرية النبى التى قال عنها عليه الصلاة والسلام: «جعلت ذريتى فى صلب على».

• ولدت ستنا الطاهرة بالمدينة المنورة فى شعبان من السنة الخامسة للهجرة الموافقة ٦٢٦ ميلادية وسماها الرسول «زينب» تيمنًا باسم ابنته زينب الكبرى، وقيل جاءه جبريل وأمره أن يسميها زينب وأخبره بما سيكون من خطوب جسام ستجرى عليها فبكى عليه الصلاة السلام وقال: «من بكى على مصاب هذه كمن بكى على أخويها «الحسن والحسين»، تزوجت من عبدالله بن جعفر بن أبى طالب المشهور بالسخاء، فكانت الودود الولود وأنجبت له على الأكبر وعون الأكبر وأم كلثوم، واستشهد ابنها عون فى كربلاء وأراد معاوية الزواج من ابنتها فزوجها الحسين للقاسم بن محمد بن جعفر، وقد بسط الإمام السيوطى القول فى ذرية السيدة زينب وسماها «السلالة الزينبية» وهم منتشرون فى مصر ومنهم «الجعافرة».

• كانت صاحبة الشورى وأم العزائم أشبه الناس بأمها البتول وبأخيها الحسين، وعندما انتزع اللئام خمارها عن وجهها يوم كربلاء وصفها من رآها قائلًا: «وكأنى أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة فسألت عنها فقالوا: «هذه زينب بنت على»، ولن نطيل فى صفحة الدموع يوم كربلاء وكيف استقبلت ستنا شباب بيت النبوة واحدًا بعد الآخر شهيدًا ثم كيف واجهت طغيان يزيد بن معاوية فى مجلسه، وقالت له فى وجهه: «أنت أمير مسلط تشتم ظالمًا وتقهر سلطانك»، فهذه صفحة سطرها كبار المؤرخين فى كتبهم عبر العصور.. ونزلت الطاهرة للمدينة المنورة ورفضت مال يزيد قائلة: «تقتل أخى وتعطينى المال.. والله لايكون ذلك أبدًا»، وعند قبر جدها النبى لم تستطع أن تقف طويلا لشدة حزنها فحملوها لبيت زوجها عبدالله بن جعفر، وكادت تثور المدينة ضد واليها فكتب ليزيد فأمره بإخراجها وأهلها فى الأمصار فاختارت مصر.. ومن كراماتها أن والى المدينة سألها لماذا اختارت مصر، فقالت: «لأكون وأنا فى برزخى فى شرف استقبال رأس الحسين، الذى سودتم تاريخكم بدمه الطاهر البرىء.