الأربعاء 5 يونيو 2024

في ذكرى وفاة علي درويشيان..أُعتقل بسبب اتجاهه للكتابة

فن26-10-2020 | 10:41

ولد علي أشرف درويشان عام 1941 في مدينة كرمنشان في كردستان الشرقية، وهو من عائلة كردية عريقة، نشأته في مدينة كرمنشان كان لها أثرًا كبيرًا لتعليمه الكثير من الثقافة والتراث الكرديين وخصوصاً إنها منطقة غنية بالإرث الثقافي والفنون المتنوعة والموسيقى العرفانية الراقية، تلقى درويشيان تعليمه في قريته وبعدما أتم الدورة التمهيدية للتعليم قام بالتدريس في مدارس إبتدائية بقريته، ومن ثم انتقل إلى طهران وعمل مدرسًا في المعاهد العليا، وفي عام 1966.


بدأ دراسة الأدب الفارسي في جامعة طهران، ليصبح بعد مرور أعوام أحد أهم رواد الرواية الفارسية، كان درويشيان طموحًا فلم يكتفي بحصوله على درجة البكالوريوس بل واصل مسيرته التعليمية ليحصل على درجة الماجستير في علم النفس.


درويشيان استخدم قلمه الإبداعي في التعبير عن الاحتجاجات السياسية والقضايا الاجتماعية التي تُعاني منها بلاده حين ذاك، وبسبب اتجاهاته السياسية كانت جميع أعماله الأدبية تخضع للرقابة من قبل الدولة، ومن أشهر أعماله التي عُرف بها رواية "سنوات غائمة" والتي أرخ فيها لمدينته حتى سقوط نظام الشاه، وتُرجمت من اللغة الفارسية إلى اللغة الكردية.


أنقسمت حياة درويشيان الأدبية إلى فترتين، فترة ماقبل الثورة الإسلامية الإيرانية التي حولت إيران لنظام جمهوري، وما بعد الثورة، كان درويشيان في البداية ينشر كتاباته باسم مستعار وهو "لطيف تَلخِستاني"، وكانت إتجاهاته ونشاطاته السياسية سببًا لإعتقاله ثلاث مرات في عقد 1970، وتعرضه للسجن لمدة 5سنوات ولم يخرج من السجن إلا بعد إنتصار الثورة في إيران عام 1979، ولم ينجو درويشيان من فرض الرقابة عليه حتى بعد إنتصار الثورة فقد سُجن بعدها عدة مرات؛ لذلك قرر التقاعد وانصرف إلى الكتابة والتأليف فنشر: أساطير، عروض وألعاب كردية، وعادات وتقاليد أهل كردستان، والقاموس الكردي الكرماشاني.


كانت أغلبية أعمال درويشيان مكتوبة باللغة الفارسية باعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة المعترف بها في إيران، فلن يسنح له الفرصة للكتابة بلغته الأم ولغة شعبه، اللغة الكردية، وتُرجمت أعماله إلى العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والتركية، والألمانية، وغيرها من اللغات.


لم يكن درويشيان مهتما فقط بالقصص والروايات، بل إنه أيضًا كان يهتم بالدراسات النقدية والأدبية، كما أن له العديد من الإسهامات في أدب الأطفال، فلقد ترك درويشيان خلفه أرثًا أدبيًا يُخلد ذكراه بعد وفاته في 26 من شهر أكتوبر لعام 2017 بسبب فشل تنفسي في أحدى مستشفيات طهران، حيث ترك أكثر من 30 كتاباً من قصص وروايات وأساطير كوردية وبحوث لغوية وفلكلورية، وكانت من أبرز أعمال الأدبية رواية سنوات غائمة، وزنزانة 18، والمجموعة القصصية مع أغاني والدي، ومن هذه الولاية، وموسم الخبز، والليلة حامل.