السبت 23 نوفمبر 2024

فن

الكنيسة القبطية المصرية

  • 26-10-2020 | 20:29

طباعة

تحل أعياد الميلاد المجيد في 7من يناير 2020 لتحتفل مصر بميلاد سيدنا المسيح "عيسى بن مريم" علية السلام. هذا التاريخيوافق يوم مولدي بلندن عاصمة المملكة المتحدة البريطانية، شعرت بمنحة ربانية أني ولدت في ذات يوم ميلاد السيد المسيح حسب التقويم الشرقي، ويشاء القدر أن أتلقى تعليمي بمدرسة الراهبات الفرنسيسيكان، لتكن الكنيسة داخل مدرستي فيربي وجداني على قيم المحبة والتسامح دون افتعال،وألمس أمومة السيرات والموميرات التي مازالت ذاكرتي تحتفظ بملامحهن الإيطالية ذوات البشرة البيضاء كأنسجة القطن المشربة بحمرة الورد التي كانت تزدان بها حديقة مدرستي،وكانت المومير بزي الراهبة، في صباح كل يوم هي من تدق جرس الطابور الحديدي المطلي باللون الأخضر الجنزاري المندى بتحية العلم المصري الذي يصطف الجميع مسيحيون،ومسلمون لتحية العلم المصري،ونحن نرتدي مريلة كحلية اللون، وأشرطة بيضاء اللون، تغازل خصلات الشعر فتموج بالطفولة،وترتسم على شفاهنا محبة الوطن.لاشك أن هذا المشهد أولى دروس الحياة، كانت الراهبات هن المعلمات الأوائل يجسدون الرقي،والجمال، والرحمة إسلامنا عظم شأن السيدة "مريم" بسورة في القرأن الكريم تحمل اسمها، وسرد قصة السيدة العذراء "مريم" وكلمة الله السيد المسيح في أكثر من سورة وبالأخص سورة"آل عمران" وكلم تدبر، ومتأمل يعي جيدا أن الله أنزل الأديان من قدس واحد وتظل خصوصية مصر في أنها مهبط الوحي وقبة سماءه التي كانت مسار العائلة المقدسة فنشرت المسيحية إلى العالم بأسرة وإقامة أوائل الكنائس والأديرة لتصبغ المسيحية بالمصرية لنقف اليوم معا لنزيح ركام الطائفية الذي علق بالثوب المصري فترات محزنة عبر ما سطره شعب مصر في دستور يؤصل مفهوم المواطنة،ويرسخها من خلال مؤسسات الدولة لتنتشر من جديد قيم التسامح والمحبة تعاليم المسيحية،والإسلام العقيديتان الراسختان في الوجدان المصري.


*أسس التصميم للكنيسة المصرية


تعتبر الكنيسة القبطية طقسية نظامية تقليدية لها طقوس ذات معانى روحية عظيمة ولكل طقس بل ولكل جزء من كل طقس حكمة روحية. فالكنيسة بيت لله بنيت وفق فلسفة تصميمية فاستوحت الشكل من السفينة واتخذت من شكل المستطيل شكلا ومن جهة الشرق تماهي مع شكل السفينة التي ترمز إلى أنها سفينة نجاة المسيحيين من بحر هذا العالم المتلاطم الأمواج لتقيهم منشروره وتوصلهم إلى ميناء الخلاص وهى بذلك ترمز إلى فلك "نوح" الذي أنقذ الإنسانية من الطوفان. بهذا يشعر المسيحي دائما أنه غريب على الأرض ومملكته ليست من هذا العالم وأنه مسافر يسعى نحو السماء دائما لأنها الأبدية، وأحيانا تبنى علىشكل صليب أو مثمن أو مربع كما فى بداية المسيحية أو كمسقط أفقى مستطيل لإحدى الكنائس. طــراز المباني تأثرت مباني الكنائس في العصر الأول المسيحي بروح الفن السائد في ذلك الوقت حيث كان هم المؤمنين فى ذلك الوقت هو الصلاة فوجدواالمبانى الموجودة أمامها مثلا المعابد (البازيلكا) وحولوها إلى كنائس إذا كانت تقرب من الشكل إلى الاحتياجات الكنسيةوابتداء من القرن الرابع تأثرت معظم الكنائس بطرازين مشهورين في البناء.


1- الطـراز البازيليكـى: وهـو المتأثر بالفن الروماني وكانت مباني كنائسه تتميز سقوفها بالجمالون، فيغطى الهياكل وصحن الكنيسة جمالون من الخشب أو القرميد (كما في الكنيسة المعلقة). ويمثل فترة محددة وهى بداية فجر الميسحية.


2- الطـراز البيزنطي: وهو المتأثر بروح الفن البيزنطي (بيزنطة = قسطنطينية) ويتميز سقف الكنيسة فيه بالقباب ويكون تصميمها عادة على شكـل (الدير الأحمر والدير الأبيض) بسوهاج وكنيسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية وهى متحف الآن.


وتوجد كنائس تجمع بين الطرازين معا، فيجمع الجمالون والقباب في كنيسة واحدة مربعة الشكل وأخرى مثلثة أو مسدســة وأخرى مستديرة كبعض الكنائس وقد بنيت بعض الكنائــس اليونانية (كنيسة مارجرجس المبنية فوق حصن بابليون بمصرالقديمة).


3 - ويوجد عدة طرز أخرى تمثل لتاريخ العمارة المسيحية على مر العصور مثل الطراز الرومانسكى - والطراز القوطى -وطرز عصر النهضة وغيرها.


مكونات الكنيسة: المنـارة،والأجراس لبعض الكنائس منارة واحدة ولبعضها منارتان، ومنارة الكنيسة تشير إلى الصاري في السفينة وإلى المنارة التي تنير لهداية السفن والناس. وتعلق الأجراس عادة بالمنارة لدعوة المؤمنين للصلاة، والصليب المرتفع فوقها يشبه علم النجاة والخلاص لأن الصليب في الثقافة المسيحية يرمز إلى قوة الله (1. كو 1 : 18) وتدق الأجراس لدعوة المؤمنين لدخول الكنيسة سفينة النجاة للصلاة ويذكر التقليد أن نوحا كان يدق الناقوس لجميع المخلوقات المدعوة لدخول الفلك للنجاة، كذلك يدق الناقوس لدعوة المؤمنين لدخول الكنيسة سفينة النجاة.


وفى العهد القديم أمر الله بالنفخ في الأبواق لدعوة الشعب كلم الرب موسى قائلا اصنع لك بوقين من فضة مسحولين مطروقين فيكون لك لمناداة الجماعة .. فإذا ضربوا بها الكهنة يضربون بالأبواق فتكون لكم فريضة أبدية في أجيالكم (عد 10 : 1 – 3 ،8). كنيسة سان مارك فى إيطاليا. الأبواب: والكنيسة فليكن لها ثلاثة أبواب مثالا للثالوث القدوس أحدها يكون قبليها والآخرغربيها آخر بحريها. (دسقولية باب 35) وتحدد الأوامر الرسولية (كتاب فصل 57)، أن يكون الباب الرئيسي هو الباب الغربي لكي يتجه الداخل شرقا نحو الهيكل. ولأورشليم السمائية اثنا عشر بابا. ( رؤ 21 : 12)، وهذه تشير إلى غنى رحمة الله الذي فتح أبواب خلاصـة لجميع الأمم، وتفتح أبوابك دائما نهارا وليلا ولا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم. (اش 60 : 11)،وعندما يختم الكاهن صلوات القداس في صلاة البركة يقول بعد التناول اجعل باب الكنيسة المقدسة مفتوحا لنا بالرحمة والإيمان(الخولاجـى) بـاب الخـدمـة (الدياكـونيـــة): ويكون بيت الخدمة عن الباب القبلي كي لا يبصر الشعب القرابين التي تأتيهم وذلك لتكون الصدقة في الخفاء ولئلا يعير الشعب بعضهم بعضا بكثرة أو قلة ما يقدمونه من القرابين والصدقات (دسقولية باب35) والمقصود ببيت الخدمة الحجرة أو المخزن الذي تجمع فيه القرابين والتقدمات والصدقات واحتياجات الكنيسة والخدمة سواء احتياجات الخدمة الطقسية كالبخور والشموع والستور والكتب وأواني المذبح والزيت والدقيق وخلافه أو احتياجات الخدمة الروحية وخدمة الفقراء من كتب وملابس ومأكولات وخلافه، وقد اختارت الدسقولية أن تكون هذه الحجرة بجوار الباب القبلي (الأيمن) حتى يترك فيها القادمون من الخارج تقدماتهم قبل دخولهـم إلى الكنيسة، فلا يراهم باقي المصلين.


بيـت القــربــان: (بيـت لحـــم) ويطلق لقب بيت لحم على مكان إعداد الحمل (القربان) تشبها ببيت لحم الذي ولد فيه السيد المسيح يسوع. كلمة بيت لحم كلمة عبرانية معناها بيت الخبز، وفى الكنائس الأثيوبية تقع حجرة القربان شرقي الكنيسة في بناء


منفصل عن مباني الكنيسة، وعادة يحملون الحمل بتسابيح وألحان خاصة من بيت لحم إلى أن يدخلـوا به الكنيسة.

تقسيم الكنيسة من الداخل الكنيسة المعلقة - مصر القديمة - القاهرة المعمــوديـــة وكون موضع المعمودية غرب بحري الكنيسةللمصبوغين موضع معتزل من الكنيسة ليكون الموعوظين فيه ليجدوا السبيل إلى سماع الكتب المقدسة والمزامير والتسابيح الروحية التي تقال في الكنيسة- دسقوليـة ب 35، وعلى ذلك يكون موضع المعمودية في الكنيسة على شمال الداخل إليها.


فيالقسم الخلفي منها أو خارجها، ويجب أن تكون المعمودية على الشمال لأننا عندما ندخلها قبل العماد نكون من أهل اليسار وهى التي تنقلنا من الشمال إلى اليمين وكانت قديما خارج الكنيسة لأنه لا يسمح لدخول الكنيسة إلا للمؤمنين ولكنهم عادوا فألحقوها بالكنيسة لأن فيها تحفظ ذخائر مقدسة كالميرون، وفى هذه الحالة يجب أن يكون باب الدخول إليها من خارج الكنيسة، وبها باب آخر يقود المعمد إلى داخل الكنيسة والمعمودية جرن من الحجر أو الرخام لأنها باب الإيمان الذي يشبه بالصخر لصلابته، وإذا وجدت قرية بعيدة أو منعزلة وليس بها كنيسة يمكن حمل الإناء إليها للتعميد، وفى حالات الضرورة القصوى أو الطارئة يمكن استخدام أي إناء جديد لذلك (حتى ولو لم يكن قد كرس) على ألا يستخدم ثانية بعد العماد في أي عمل عالمي، بل يحفظ في الكنيسة أو يكسر لأنه بالعماد يكون قد تكرس وكانت الكنيسة اليونانية تبيح العماد في البيوت إلى عهد قريب ولكنها قصرته الآن على الكنيسة، وفى الحالات الاستثنائية أو حالات الضرورة القصوى يمكن التعميد في آنية أخرى غير جرن المعمودية الثابت.


ففي الكنائس التي لم يكتمل بناؤها أو الصغيرة يمكن التعميد في إناء معدني أو خزفي كبانيو الأطفال أو ماجور فخار على أنيكون مكرسا ومخصصا لذلك. المغطـــس: وهو الجانب الآخر المقابل للمعمودية يوجد المغطس أي الجانب الأيمن من الجهةالغربية، وهو عبارة عن فراغ مكعب تحت مستوى أرضية الكنيسة، ويشير المغطس إلى نهر الأردن، وكان المغطس يملأبالماء ليلة عيد الغطاس تذكارا لعماد السيد المسيح، وقد بطل استعماله الآن - استبدلوه بإناء متحرك حتى لا يعيق الحركة بالكنيسة- إلا أنه مازال موجودا في بعض الكنائس إلى الآن (بدون استعمال) ككنيسة أبى سيفين وأبي سرجة بمصر القديمة.


واعتاد بعض القرويون أن يغطسوا في ماء النهر أو الترع ليلة عيد الغطاس بعد انتهاء القداس الإلهي، وفى أثيوبيا تقام صلوات وقداسات عيد الغطاس بجانب مجرى الماء، فتخرج المدينة بموكب احتفالي في عصر برمون العيد، ويحمل الكهنة وهم في ملابسهم الكهنوتية اللوح المقدس (التابوت كما يسمونه) ملفوفا بستور جميلة مطرزة، وكذلك الأواني المقدسة والكتب والشورية وخلافه، ويجتاز الموكب المدينة بالألحان من الكنيسة إلى أن يصل إلى شاطئ النهر أو مجرى الماء، وهناك يقيمون الصلوات بجانب الماء إلى الفجر حتى تتبارك المياه ويتبارك منها الشعب وقد أقيمت حديثا في أديس أبابا نافورة ماء وسط الميدان الذي تقام فيه صلوات عيد الغطاس فيصلون على مائها ثم تتناثر على الشعب طيلة يوم العيد.


صحـــن الكنيســــة: وهوالمكان المخصص للشعب وقد رتبت القوانين الكنسية أن يكون وجود الشعب بها حسب نظام وترتيب خاص لحسن الاستفادة من العبادة فنصت الدسقولية في الباب العاشر على النظم التالية: يجب أن تقفوا في الكنيسة بهدوء وعفاف ويقظة لسماع كلام الله بانتصاب عظيم كل واحد في مرتبته كاستحقاقه مثالا للسمائيين الأساقفة في صدر الهيكل كالمديرين، والقسوس بعدهم كالمعلمين وأرشيدياكون إلى جانبهم، (أي إلى جانب الأسقف)، والشمامسة بعد القسوس كالخدام، وسائر الشعب بعدهم (أي خارج الهيكل)، الشباب في موضع وحدهم إن كان ثمة موضع يسعهم، والصبيان يقفون عند آبائهم، كذلك النساء في موضعوحدهن المتزوجات في ناحية والبنات في ناحية وإذا لم يكن للبنات موضع فليقفن خلف النساء، وأما العذارى والراهبات والأرامل فيتقدمن في وقوفهن وصلواتهن والصبيان فليأخذهم عندهم آبائهم وأمهاتهم، كما ينص على ضرورة وجود منظمين بالكنيسة وهم الشمامسة.


*كينيسة مارجرجس


بُنيت كنيسة القديس جورج في الأصل عام 684 وأعيد بناؤها في عام 1857، وتشتهر بغرفة الزفاف التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي وكانت مخصصة لحفلات الزفاف. إنها كنيسة مستديرة، مبنية على برج روماني في قلعة بابل، تم إحراقها في عام 1904 وأعيد بناؤها عام 1909، كانت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية منذ القرن الخامس عشر.


*القديسة باربرا


التاريخ الدقيق لبناء كنيسة سانت باربرا غير معروف. أحرقت في حريق الفسطاط سنة 750م وتم ترميمها خلال القرن الحادي عشر. تقول الأسطورة إنه عندما اكتشف والد القديسة باربرا تحولها إلى المسيحية، دخل في نوبة غضب، وسلمها إلى مارشيان، المحافظ الروماني الذي قام بتعذيبها، حتى شاهد والدها، حتى أنكرت المسيح، تم تجريدها وضربها بالسياط حتى وقفت فيبركة من دمها، لكنها لم تنكر المسيح. بعد ذلك، تم إلقاؤها في السجن، خلال الليل، شفى الله جروحها بالكامل وملأها بفرح سماوي.


*مار مينا


يعود تاريخ كنيسة القديس ميناس (مع كنائس القديسين بنهام وجورج المرفقة) إلى القرن السادس الميلادي، وقد أعيد بناؤها خلال القرن الثامن، تمت إضافة القباب في 1164، وهي تشكل أساس الإيمان المسيحي في القاهرة.


 يحتوي المجمع على ثلاث كنائس، وأكبرها كنيسة الأنبا شنودة (القرن الخامس الميلادي)، وهناك أيضًا كنيسة أبو سيفين وكنيسة العذراء دمشير، التي سميت على اسم القرية التي قيل إنها ظهرت فيها محافظة المنيا، تضم مجموعة فريدة من الفن القبطي بما في ذلك 175 أيقونةتصور مشاهد من العهدين القديم والجديد ولوحات الحائط والحفر والزجاج الملون.


*أبو سيفين


تقع كنيسة القديس ميركوريوس على أساسها الأصلي. تقع هذه المؤسسة بالقرب من جامع عمرو، خارج قلعة بابل. يُعرف القديس ميركوريوس في التقاليد المصرية القبطية باسم "قديس السيوف"، ينص التقليد على أنه تم منح سيف من قبل ملاك من أجل محاربة البرابرة، استشهد، وبعد استشهاده ظهر لجوليان المرتد خلال معركة ضد الفرس واخترقوه بالسيف. يمثل دائمًا فيالفن القبطي كفارس يحمل سيفين. بنيت هذه الكنيسة المخصصة له في القرن السادس وخضعت لترميم مكثف خلال القرنالثاني عشر، تتكون الكنيسة في الواقع من كنيستين واحدة فوق الأخرى مع العديد من المصليات الجانبية المخصصة للقديسين مختلفين، على الرغم من أنها عموما لم تعد قيد الاستخدام.


*الكنيسة المعلقة


تستمد الكنيسة المعلقة (المعلّقة، سيت مريم، القديسة مريم) اسمها من موقعها أعلى بوابة البرج الجنوبية لقلعة بابل القديمة مع تعليق صحنها فوق الممر، وهي الكنيسة المسيحية القبطية الأكثر شهرة في القاهرة، وكذلك أول كنيسة على الطراز البازلاني،والتي بنيت لأول مرة في القرن الثالث أو الرابع.


بعد طواف بين حنايا الكنيسة وقبابها وأقبيتها ستظل شموع السيدة العذراء متقدة متراصة كعرائس السماء رواق ينشر المحبة،والجمال، ويخلد معجزة السيد المسيح وطريقه الصاعد للنور،للتأمل،للإيمان وستظل مصر ترنم التراتيل وتنذر صوما وتنزلالخلوات بتصوف العارفين فتحمل في وجدانها الأيقونات وفي صلواتها تتجهه لله الواحد تبشر به وتستظل بجذع النخل. لتتساقط عليها رطبا جنيا من سماوات التكوين وتكفت على من آذنها أجراس الصلاة لله السلام.

    الاكثر قراءة