الجمعة 28 يونيو 2024

ناشرون عن معرض «الشارقة الدولي للكتاب»: نسعى لتعويض الخسائر الثقافية من كورونا

فن27-10-2020 | 18:26

بعد توقف دام لشهور طويلة، تخبط العالم أجمع بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، انعزل البشر كل في مخبأه، تقوقعوا خوفا من انتشار الفيروس وأملًا في تخطي تلك المرحلة التي ربما تراها الأجيال الحالية على مختلف أعمارها لأول مرة، بعد هذا التوقف تعود الحياة لنستنشق مرة أخرى هواء الحياة، ربما مازال الخوف من الفيروس موجودا لكن الرغبة في الاستمرار والبقاء مازالا موجودين أيضا، ولأن الحياة الطبيعية لا تعود إلى حالها إلا بعودة الثقافة وأنشطتها المختلفة لسابق عهدها، فيعود إلينا معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020  في الفترة من 4 إلى 14 نوفمبر القادم، كأول معرض كتاب دولي في العالم العربي بعد الجائحة. 

لكن رغم الرغبة والقدرة على الاستمرار فإن كل شيء يعود على استحياء، حيث إن إدارة المعرض بالشارقة قد حددت بعض الإجراءات الاحترازية لإقامة الفعاليات، كما أنها قللت أعداد الناشرين والمشاركين للحد من احتمالات الإصابة وانتشارها.

"الهلال اليوم" تحدثت إلى عدد من الناشرين المصريين المشاركين في معرض الشارقة للكتاب للتعرف على مشاركاتهم، في أكبر حدث ثقافي بعد الجائحة.


ففي البداية قال مصطفى الشيخ، مدير دار "آفاق" للنشر والتوزيع، "إن الاستعدادات لمعرض الشارقة الدولي للكتاب تختلف عن السنوات السابقة، فمن المعروف أن دور النشر المشاركة تتجاوز الألفي دار إلا أنه تم الإعلان هذا العام عن مشاركة 1075 دار نشر فقط، ومطالبين جميعهم بعمل مسحات قبل السفر إلى الإمارات. ومن ضمن التعليمات أن أرض المعرض لن تحتوي أكثر من 5000 زائر لكلٍ مدة محددة لن يحيد عنها وسيتم متابعتهم بطريقة ما، وإذا ما كان العدد يسمح فيمكن للزائرين أن تطول مدة تواجدهم داخل المعرض.
أما عن احتياطات دار آفاق نفسها، فأضاف "الشيخ"، أنه يسافر إلى الشارقة كل عام بمفرده إلا إنه قام بعمل تأشيرات أخرى لأشخاص احتياطيين، إذا اضطر لعدم السفر، خاصة أن المسحة تكون قريبة جدا من ميعاد السفر.
وواصل "الشيخ": "دور النشر هذا العام تعرف أن المعرض قد لا يحقق النجاح المعتاد، لكن إذا لم يشارك الناشرين في معرض الشارقة الدولي فيعد هذا هو الفشل غير المرغوب فيه".
وأضاف "الشيخ": "أزمة جائحة فيروس كورونا أثرت على الإنتاج بشكل واضح جدا فالإصدارات الجديدة هذا العام حوالي 15 إصدار مقارنة ب30 إصدار العام الماضي، وأوضح أن معرض الشارقة لن يشعر بهذا التأثر كثيرا خاصة أن إصدارات معرض القاهرة أول العام مازالت بعد جديدة للشارقة".
وأكد مدير دار آفاق أن هناك عدد من العناوين الجديدة التي تشارك بها الدار في معرض الشارقة منها "يوميات ليف تولستوي" عن مذكرات ويوميات الروائي والمفكر تولستوي، وهي مكونة من ستة اجزاء مقسمة تاريخيا في الفترة من 1847 حتى 1910،  للروائي والمترجم يوسف نبيل، "البازار الأسود" للروائي الفرنسي آلان مابانكو وترجمة الروائي عادل أسعد الميري. ولأول مرة باللغة العربية رواية "شفاء الأحياء" للكاتبة الفرنسية مايليس دو كرانجال ترجمتها للعربية الكاتبة والمترجمة راوية صادق، وكتاب "الحارس الأخير للقاهرة القديمة" لمايكل ديفيد لوكاس وترجمة إيناس التركي. وكتاب "برتراند راسل.. مقدمة في فلسفة الرياضيات" ترجمة الدكتور أحمد سمير سعد، وكتاب مقالات لم تترجم أو تنشر بالعربية من قبل للمهاتما غاندي بعنوان "الله والوطن والحقيقة" ترجمة جورج نبيل ومراجعة نبيل باسيليوس.

ومن جانبه أكد الناشر محمد البعلي، عن دار "صفصافة" للنشر والتوزيع، أن الإختلاف الرئيسي هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب أن عتماد الناشرين سينصب على المؤسسات الحكومية، المكتبات، الجامعات، المدارس والمؤسسات الثقافية، هؤلاء هم المشتري الرئيسي أما الجمهور فغالبا سيكون أقل من كل عام، خاصة أن عدد الناشرين المشاركين أقل، عدد العناوين لكل دار نشر هي بالضرورة أقل، فلم تنشر "صفصافة" عناوين جديدة بعد.
وعن العناوين المشاركة في "الشارقة" قال "البعلي": "هناك مجموعة من العناوين من أبرزها رواية "خدمت ملك انجلترا" للأديب التشيكي بوهوميل هرابال ترجمها إلى العربية الكاتب خالد البلتاجي، وكتاب سيرة ذاتية بعنوان  "فالتر بينيامين.. حياة لم تكتمل" للكاتب الألماني لورنس يجر، وكتابي عن السرد الأدبي بعنوان "في خطاب السرود الإماراتية المعاصرة"، و" التجريب في سرديات يوسف المحيمد" من تأليف الأستاذ الدكتور رشيد بوشعير، أستاذ الأدب الحديث والأدب المقارن بجامعة الإمارات العربية المتحدة.


كما أكد زياد إبراهيم مدير دار "بيت الياسمين" للنشر والتوزيع، أن العام الماضي سافر إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب بـ25 عنوان جديد أما هذا العام نظرا لأحداث الكورونا فإن العناوين الجديدة لم تتعد الـ7 عناوين.

وأضاف "إبراهيم"، أن الأمر أصبح مأزوما ولم تكن هناك أية بارقة أمل أثناء فترة العزل لكن بإقامة معرض الشارقة وبدء الحياة الثقافية في مصر فربما تكون الحياة قد بدأت في العودة إلى طبيعتها ويمكن للعاملين في صناعة النشر أن يستعيدوا جزء مما فُقد منهم، والسبعة عناوين الجديدة هم "فنسنت فان جوخ" تأليف إيرفنج ستون ترجمة ناهض منير الريس، وثلاث ترجمات للكاتب المسرحي والمترجم ميسرة صلاح الدين هم "رسائل ستيفن زفايج"، "الناقوس الزجاجي" لسيلفيا بلاث و "العودة" للكاتبة دولسي ماريا كردوسو، و أيضا كتاب "تاريخ الخوف" من تأليف فالح مهدي، رواية "سموم الإسكندرية" لزينب ظاظا، "عالم باخ" للمؤلف فولكر هيجدرون وترجمة الدكتورة هند أسعد.


وبدوره قال وائل الملا مدير دار "مصر العربية" للنشر والتوزيع، أن الناشرين بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب يكون الاعتماد الأساسي للناشرين هو المعارض التي تقام في الدول العربية، ونظرا لعدم وجود منظومة جيدة للتوزيع فالاعتماد على المعارض سواء للموزعين من خارج مصر أو حتى للقارىء العربي.

وأضاف "الملا" أنه قبيل أزمة الكورونا في شهر مارس 2020 كان آخر معرضا للكتاب في مدينة مسقط بعمان، ولم يكون الحضور كبيرا وكانت حركة البيع تعاني أزمة وكان الجمهور أقل، وفور الدخول في فترة العزل المنولي عجلة الدخل تأثرت، خاصة أن كل شيء توقف فجأة، لا معارض دولية ولا خروج أو دخول للبلد، وكان في تخوف واضح إنه لن يتم إقامة معارض دولية لمدة كبيرة فتوقف النشر خوفا من عدم ترويجها.

وأوضح "الملا" أن نسبة الكتب والعناوين الجديدة هذا العام أقل نسبة 70% من أي سنوات ماضية. لذا لن تشارك "مصر العربية" في معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام.