الأحد 2 فبراير 2025

د. شريف مراد عميد الهندسة السابق مصر ليست منطقة زلازل والأهم هو كيفية البناء لمواجهة ما يحدث

  • 26-4-2017 | 12:31

طباعة

فى غرفة عادية تحتوى على ثلاثة مكاتب جلس د.شريف مراد العميد السابق لكلية الهندسة على أحد هذه المكاتب بينما اللاب توب والأوراق تتناثر على المكتب؟ جلست أمامه على أحد المقاعد التى تخصص للضيوف سواء كان طالباً أو أستاذاً أو معيداً. كان ذلك هو سؤالى الأول بعد أن لفت نظرى أن العميد السابق لا تخصص له حجرة منفردة فخيمة مؤسسة وسكرتارية وغيرها.

كانت إجابته هذا هو مكتبي مند أن عينت مدرساً بالكلية إليه أعود دلالة على أن العمل بالهندسة مؤسس ومستمر سواء شغل المنصب أم لا وهذه هى إحدي المتفردات التى وجدتها بكلية الهندسة الاستمرارية فى تداول المناصب.

• توليت منصب العمادة فى وقت حرج وعقب فض اعتصام النهضة والأحداث كانت متلاصقة بالكلية كيف واجهت ذلك؟

- د. شريف مراد بالفعل كان وقتاً عصيبا للغاية ومصر كلها كانت تواجه الصعاب والإخوان كانوا يواجهون الأمر بعنف شديد وفى إحدى هذه المواجهات وكانت أمام الكلية تعرض الطالب محمد للرصاص وتوفى إثر الإصابة وللحقيقة لسنا جهة تحقيق فى الكلية وهذه ليست وظيفتنا على الإطلاق وكل مهمتي أن أحمى الطلاب وبالفعل جمعنا شهادات الطلاب حول ما حدث وتم تسليمها إلى جهات التحقيق والنيابة وإلى هنا ينتهى دورنا.

لقد كان الشغل الشاغل لنا كأعضاء هيئات التدريس هو أن نحاول أن تمر الأحداث ونوفر أيضا عنصر الأمن لطلابنا لاستمرار الدراسة والعملية التعليمية، لأن كل هذه سنوات تقطع من حياة الطلاب والحمد لله أننا استطعنا طوال فترة عدم الاستقرار الحفاظ على الطلاب وعلى استمرار العملية التعليمية أيضا.

• سيادتكم متخصص فى هندسة الزلزال أو ما يسمى الإنشاءات المعدنية ومصر خلال الشهور الماضية واجهت زلزالين هل مصرمعرضة لذلك.

- د. شريف مراد مصر تصنف من البلاد المتوسطة فى حساب الشدة الزلزالية بمعنى أن مصر ليست منطقة زلزال شديدة مثل مناطق أخرى، ولكن المشكلة عندنا هى أثر الزلزال على المبانى وهذا الأمر جسده زلزال أكتوبر ١٩٩٢ ورغم أنه كان متوسط القوة إلا أنه أحدث خسائر كثيرة وتدميراً وهذا أولاً يعود إلى عدة أسباب أولها سوء تصرف المواطنين وتدافعهم وقت الزلزال نتيجة أنهم لم يدربوا على ذلك والثانى أن المبانى التى تداعت وأصيبت كانت قديمة وبالتالى تأثرت من الاهتزاز.

• أليس لدينا كود للمبانى يضم بنداً مخصصاً لكود الزلزال وما أهمية ذلك؟

- د. شريف مراد كود الزلزال دخل فى منظومة البناء والتراخيص بعد عام ١٩٩٢ وبالتالى المبانى الجديدة المفترض أنها بنيت وفق هذا الكود ولكن قبل ١٩٩٢ لم يكن هناك مثل هذا الشرط، ولكن فى نفس الوقت علينا أن نقول إنه حتى المبانى القديمة والتى تم بناؤها بشكل جيد وكانت التربة جيدة لم تتأثر بالزلزال ولدينا العديد من المبانى القديمة شاهداً على ذلك.

فعلينا أن نراعى ونحن نبنى نوع التربة التى سيقام عليها المبنى لأنه لو كانت تربة مثلا تتأثر بتسرب المياه مثلما حدث فى مبانى مدينة العياط والتى انهارت هذا حدث لأن التربة أسفل الإنشاءات تشبعت بالماء وتحولت من الصلابة إلى أن تكون هشة وبالتالى يكون سهلاً تداعى المبانى.

• هل تمت دراسة موقع العاصمة الإدارية الجديدة وهل يمكن التنبوء بالزلزال؟

- د. شريف مراد نحن درسنا كل مكان فى مصر ومنها موقع العاصمة الإدارية وكما قلت مصر ليست من مناطق الخطورة العالمية فى الزلزال وهناك قصة شهيرة فى الصين حدثت من أكثر من ٤٠ عاما كانت هناك رغبة علمية عندهم للتنبوء بالزلزال وتم تخصيص فرق بحثية لهذا الموضوع وبالفعل حدث أن نجح الفريق الصينى فى التنبوء بأحد الزلازل ولكن بعد ذلك فشل هذا الفريق فى التنبوء وحدثت زلازل أخرى هناك فالحل ليس بالتنبوء بمتى يحدث الزلزال وإنما فى الاستعداد والمواجهة فى حالة حدوثه وحدث أيام كنت أدرس فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة أن حدث زلزال كبير هناك وفى نفس الوقت نفسه حدث نفس الزلزال فى أرمنيا حجم الكارثة فى أمريكا كان ٩ أشخاص فقط وفى أرمنيا وصل إلى عدد ٩٠ ألف مواطن وهذا هو ما نقوله وندرسه لطلابنا ليس التنبوء بالزلزال وإنما كيف أواجهه أى عوامل الوقاية والتفادى لو حدث .

• وماذا عن الآثار فى مواجهة الزلزال وأعمال الترميم؟

- د. شريف بالفعل هناك بعض الخطورة على عدد من المبانى الأثرية ولكن لكى نحمي الآثار لا يصلح أن نرمم أثراً تاريخياً بالشكل - الذى يفقده قيمته التاريخية والمعمارية ولذلك لابد وأن يكون لنا نحن كمتخصصين رأى فى الترميم بحيث يحدث التوازن بين التاريخ والحفاظ على الأثر وبين الترميم بدون دراسة متأنية.

• ما الجديد الآن فى البناء لمقاومة الزلزال؟

- د. شريف هو ليس جديداً تماماً وإنما يوجد الآن شىء حديث اسمه عزل الزلزال وهو عبارة عن»سوست» تركب أسفل المبانى وقت إنشائها.

لأن من مزايا الحديد أن لديه كمادة مقاومة عالية جداً ولذلك فإن مقاومته شديدة ومثلاً أغلب الفنادق الآن وحتى فى مصر أغلب هيكلها من الحديد أولاً لأن مقاومته عالية ثانياً لأن المبنى يتم إنجازه فى فترة شهور قصيرة وبالتالى يحدث فارق مادى ويوفر الأموال والوقت ويدخل حيز التشغيل حديثاً.

وفى مصر كانت منارة بورسعيد هى أول مبنى قديم تستخدم فيه الخرسانة المسلحة ثم عمارة الايموبليا بالقاهرة والخرسانة بدأت عالميا فى نهاية القرن ١٩ وبدأت فى الانتشار.

 

    الاكثر قراءة