السبت 1 يونيو 2024

د. وائل الدجوى: «هندسة الإنشاءات» بيت خبرة لكثير من الجهات

26-4-2017 | 13:14

حوار: أحمد جمعة - فاطمة قنديل

 

٣ سنوات مرّت على مغادرة الدكتور وائل الدجوي، منصب وزير التعليم العالى والبحث العلمي، لكنها لم تمنعه من الجلوس بين طلابه وأبحاثه ودراسته. وجدناه فى معمل «الخرسانة المسلّحة» حيث هوّ تخصصه الذى تخرج منه عام ١٩٧٥.

مكانه المفضل، قسم الهندسة الإنشائية بكلية هندسة جامعة القاهرة، يرى أنها المكان الأفضل بين شتى الجامعات المصرية «دون أن يكون متحيزّا»، والأكثر تقدمًا بين الترتيب العالمي... وإلى نص الحوار.

 

لم تعمل بالسياسة ولكنك وقفت ضد الإخوان ما تفاصيل ذلك؟

تلقيت اتصالا طلب منى وزير الرى يريد مقابلتى للتحضير لجمعية عمومية لسحب الثقة من مجلس إدارة نقابة المهندسين، وحينها طلب منى أعضاء الجمعية الإخوان تزوير الانتخابات ورفضت ذلك وقلت لهم احشدوا كما تعودتم، لكن، تزوير لا يمكن أن يحدث، وبالفعل تم سحب الثقة من مجلس إدارة النقابة، بعد ذلك طلب منى المهندس إبراهيم محلب أن أستمر فى إدارة نقابة المهندسين وعملت شهرا فى النقابة كوكيل أول لنقابة المهندسين.

وماذا عن توليك وزارة التعليم العالى؟

طلبنى المهندس إبراهيم محلب وكان حينها يُشكل مجلس الوزراء وطلب مقابلتى وعندما ذهبت إليه طلب منى تولى وزارة التعليم العالى فى التشكيل الوزارى الجديد، وأذكر حينها أن ابنتى رفضت أن أتولى الوزارة وقالت لى - أنا محتاجالك ومش لاقياك دلوقتى أمال لما تبقى وزير هعمل إيه - وبالفعل توليت الوزارة وكانت هذه أصعب فترة قَضيتُها فى حياتى الإدارية، لأننى شعرت حينها أن الذى شعرت به وأنا عميد لكلية الهندسة شيء، والذى فيه الآن يوميًا شيء آخر من مشاكل الطلبة والأساتذة والموظفين، بالإضافة إلى أن الفترة من ٣٠ يونيو ٢٠١٣ حتى استقرار الوضع فى أوائل ٢٠١٦ كانت فترة عصيبة؛ لأن الإخوان لهم كوادر وخلايا نائمة فى كل مكان وقاموا بحوادث ضرب وتفجيرات فى الجامعات، ويواصل الدكتور وائل حديثه وهو يضحك قائلا.. الحمد لله فترة الوزارة انتهت على خير ورجعت من دون إصابات للمهنة وللتدريس.

تاريخياً.. متى تأسس القسم؟

قسم الهندسة الإنشائية قسم علمي، والطلاب يحصلون منه على بكالوريوس الهندسة المدنية، وحتى عام ١٩٥٦ كان اسمه «قسم مدني»، وتشعب إلى ٣ أقسام علمية: هندسة إنشائية، وأشغال عامة، وقسم ري. ويعتبر من أفضل الأقسام وانبثق عن هندسة مدنى عام ١٩١٦، أى بعد ١٠٠ سنة من تأسيس كلية الهندسة.

وتاريخًيا، صدر مرسوم سلطانى رقم ٢٣/١٩١٦ عام ١٩١٦ بتعديل نظام مدرسة الهندسة السلطانية، قضى بتقسيم الدراسة إلى خمسة أقسام أولها قسم الرى والهندسة المدنية، وفى عام ١٩٢٦ صدر مرسوم آخر بتقسيم الدراسة بمدرسة الهندسة الملكية (المهندسخانة) إلى أربعة أقسام أولها قسم الهندسة المدنية، ولطلاب السنة الرابعة مدنى – ذاك الوقت – أن يختاروا التخصص بين ٥ أفرع رئيسية.

أين وصلت مراجعة مناهج القسم طبقًا لخطة كلية الهندسة بمراجعة جميع المناهج؟

تاريخيًا، اللائحة تتطور كل ما نحتاج إلى ذلك، لكن جرى العرف أن يتم ذلك كل ٥ أو ٦ سنوات، وفى لائحة ١٩٩٧ تم تطويرها واشتركت فى ذلك عام ٢٠٠٣، ومنذ ذلك الحين لم تتطور، وفى عام ٢٠٠٨ كنت أتولى عميد الكلية حتى ٢٠١٢، وحدث بعض التأخير، ثم جاءت ٢٥ يناير وانشغلت الناس بالثورة ولم تصدر حتى الآن، وحاول العميد السابق إصدارها لكنه لم ينجح، ونأمل أن يتمكن العميد الحالى من إصدارها.

١٤ عامًا لم تتطور اللائحة، وقسم المدنى التطوير به ليس كبيرًا، لأن التقدم العلمى مختلف بباقى التخصصات؛ لأن الخرسانة هى ذاتها الموجودة حاليًا بخلاف بعض التغييرات فى المواد والمكونات، لكن فى العموم لا توجد هناك اختلافات جوهرية فى تكوينها.

للكلية مهام بخدمة المجتمع إلى جانب التدريس.. فماذا قدمت فى هذا الإطار؟

ليس تحيزًا لهذا المكان، فجامعة القاهرة ترتيبها على العالم يتراوح بين ٤٠٠ إلى ٥٠٠، وهندسة القاهرة تتراوح بين ١٩٠ و٢٢٠ على مستوى الترتيب العالمي، ومتقدمون للغاية، والكليات العملية متقدمة أكثر من الهندسة.

هذا ناتج من النشر العلمى العالمي، وإدارات الجامعة لم تُقصر فى هذا الإطار، لأنه يدخل فى إطار تقييم الجامعة داخل الأقسام، فكلية الهندسة لها باع طويل للغاية فى إطار البحث العلمى وخدمة المجتمع، ونقوم بأبحاث تساعد المجتمع على التطوير، وكل هذا يُحسن من موقف الجامعة فى إطار النشر العلمي.

ماذا عن البحث العلمي؟

عندما نسترجع السنوات الماضية، أبدأ بأكاديمية البحث العلمى لأنها تمنح جوائز على ٤ مستويات؛ جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة التفوق، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل، وحاليا طرحوا جائزة الرواد، ونصيب كلية الهندسة من هذه الجوائز ملموس، والكثير من الأساتذة حصلوا على عدة جوائز مؤخرًا.

جامعة القاهرة تعطى ٤ جوائز موازية لجوائز الدولة، وزملاؤنا فى قسم الهندسة الإنشائية يحصلون عليها أيضًا.

كذلك فالجامعة تعطى مقابلا مادياً للنشر العلمى العالمى للمساعدة والتشجيع على النشر بصفة دورية، ورفع ترتيب الجامعة على مستوى الجامعات الأخرى.

قسم الهندسة الإنشائية وكلية الهندسة لها باع طويل فى البحث العلمي، لكن ما نريد أكثر من ذلك، فيهمنى أن يكون البحث العلمى قاطرة التقدم فى البلد، ولو وصل البحث إلى منتج أستطيع تصنيعه وبيعه، فهذا إنجاز كبير.

وسأحكى موقفا منذ أن كنت وزيرا للتعليم العالي، فهناك ريشة طولها ٢٥ مترًا تعمل فى توربينة لتوليد الكهرباء من طواحين الهواء، ونستوردها بسعر رخيص، لكن نقلها من بلد المنشأ إلى مصر يتكلف كثيرًا ويرفع من سعرها، وزميل تقدم للوزارة للحصول على مشروع لعمل هذه الريشة وتدعمه الوزارة لتصنيعها، لتستفيد الدولة وتوفر العملة الصعبة، والإنتاج من البحث العلمى هوّ المطلوب.