الجمعة 29 نوفمبر 2024

أخبار

وزير الخارجية: لا توجد شوائب تؤثر على العلاقات المصرية الكويتية

  • 15-11-2020 | 17:21

طباعة

أكد سامح شكري وزير الخارجية، اليوم، عدم وجود أي شوائب في العلاقات المصرية الكويتية، مؤكدا أن العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين قوية ومتميزة، خاصة في ظل العلاقة القوية بين القياديتين السياسيتين.


وأضاف شكري، في تصريحاته على هامش زيارته إلى الكويت، أن رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أخيه صاحب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الحمد الجابر الصباح، تضمنت دعوته إلى زيارة بلده الثاني مصر، خاصة أن الظروف الاستثنائية التي مرت بها الكويت مؤخرًا بسبب الحالة الصحية للمغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حالت دون أي زيارات للقيادة السياسية الكويتية إلى مصر خلال الفترة الماضية.


وأشار شكري إلى أن الرئيس السيسي كان حريصًا على تقديم التهنئة إلى أمير الكويت فور توليه مقاليد الحكم، متمنيًا له التوفيق والسداد، وأن يكون عهده مليئا بالانجازات، وكذلك العمل المشترك والتنسيق الوثيق تجاه مختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لمواصلة الزخم لايجابية للعلاقات المصرية الكويتية.


وشدد على استمرار التواصل والتشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين الشقيقين؛ لوضع رؤية مشتركة لمواجهة التحديات المختلف التي تحدق بالمنطقة، وترسيخ القواعد والأسس التي تقوم عليها العلاقات بين البلدين، سواء على المستوى الشعبي، أو الحكومي، مؤكدا في الوقت نفسه وجود رباط تاريخي يربط بين الشعبين، فضلا عن التأييد والتضامن المتبادل بين الحكومتين.


وتابع شكري قائلاً: "تلقيت من سمو الأمير، وجود إرادة سياسية قوية لدى دولة الكويت، في استمرار علاقتها القوية مع مصر، واستمرار أطر التعاون والتضامن والعمل المشترك في الإطار العربي، وفي الاطار الدولي، وأن يظل التوافق في الرؤى فيما بيننا، هو السمة السائدة، والعمل على ايجاد وتفعيل مجالات تعاون جديدة تصب في مصلحة الشعبين".


وقال وزير الخارجية: "لا أصفها أنها شوائب، فالعلاقات المشتركة قوية ومتميزة، وتتسم بالقوة والمتانة، وليس بها شوائب، فما حدث من تجاوزات، ما هي إلا تجاوزات فردية، وهي طبيعة العالم الذي نعيش فيه الآن، في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، وقدرة الأفراد على إشاعة أجواء لاتعبر عن حقيقة متانة العلاقات وقوتها، فهناك عمل من قبل الحكومتين على تصويب تلك التجوازات، والتعامل معها بكل فاعلية وجدية".


وأضاف شكري أن هذه التجاوزات غير الملائمة، دائما ما كانت تزول، ولم يكن لها أي تأثير على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة رصدها، نظرا لأنها أحيانا توظف من قبل جهات أو أطراف تحاول بث الفرقة بين البلدين، أو تجعل هذه التجاوزات، عبء على العلاقة بينهما بشكل مفتعل، مؤكدا في الوقت نفسه وعى الحكومتين لتلك المحاولات، والتواصل المستمر بين مسئولي البلدين وسفاريتهما، لمواجهة أى محاولة للتأثر على العلاقات التاريخية بين البلدين، والعمل في الوقت نفسه دعمها واستمرارها في آفاق أرحب وأوسع.


وفي ما يتعلق بالجهود الكويتية في تسليم مطلوبين إلى مصر، أكد شكري أن علاقات التعاون بين البلدين متشعبة على كافة الأصعدة، سواء عسكريا، أو اقتصاديا، أو أمنيا، أو تجاريا، مشيرا إلى أن ذلك التعاون وفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين.


وعن وزير الخارجية الكويتي بدعم بلاده لمصر وأمنها المائي، والمأمول من هذا الدعم، قال شكري، إنه أطلع القيادة الكويتية على التطورات الخاصة بقضية سد النهضة، والمفاوضات المضنية خلال الفترة الماضية، والتعثر وعدم القدرة حى الآن على الوصول لاتفاق لملء وتشغيل سد النهضة، في اطار مسار التفاوض القائم من خلال اليات الاتحاد الأفريقي.


وأضاف وزير الخارجية أنه منذ أن نقل رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مارس الماضي، كان هناك تفهم من قبل الكويت على الحفاظ على الأمن المائي المصري، باعتباره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وتقدير ما أبدته مصر من مرونة واستعداد للتفاوض، والتوصل الى اتفاق متوازن يحقق مصالح الدول الثلاث، وهي مصر، والسودان، وأثيوبيا، مؤكدا في الوقت نفسه، أن القاهرة، دائما ما وجدت دعم من القيادة الكويتية للموقف المصري، لاقناع الشركاء في أثيوبيا بأهمية التوافق حول هذا الملف، والحفاظ على الأمن المائي لكل من مصر والسودان.


وحول موقف مصر في دعم الأمن الخليجي، وانهاء الحرب في اليمن، ورفض التدخلات الاقليمية في الشأن العربي، أكد وزير الخارجية وجود تحديات عديدة في الوقت الراهن، مؤكدا أن القاهرة تعمل دائما على التوصل الى حلول سياسية في الصراعات القائمة في سوريا، واليمن، وليبيا، بما يحفظ وحدة أراضي هذه الدول العربية، ويحميها من التدخلات الخارجية التي تستهدف النيل من وحدة الأمن القومي العربي ومقدرات الشعوب العربية؛ وذلك من خلال التفاوض، أو من خلال اتفاقيات ليبية ليبية، أو يمنية يمنية، او سورية سورية وفقا للشرعية الدولية، تتيح خارطة طريق للمستقبل، وتنزع فتيل الصراع العسكري، وتؤدي الى توفير الحماية الكاملة.


وشدد على أن مصر لا ترى أى مبرر لتدخل أى قوى خارج الاقليم العربي في شئونه، لأن ما يستقيم، هى علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وغير ذلك فلابد من التصدي له؛ حيث أن الدول العربية لديها من القدرة والامكانيات، ما يمكنها من الحفاظ على مصالحها، من خلال التضامن فيما بينها وما لديها من مقدرات، مؤكدا أن هذه هى رؤية مشتركة بين مصر وشركائها في منطقة الخليج، لافتا مجددا الى مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، والعكس صحيح.


وحول ما ذا كان موضوع فتح المجال الجوي بين القاهرة والكويت، قد طرح خلال زيارته للكويت، أكد شكري وجود اهتمام لدى الدولتين بموضوع فتح المجال الجوي بينهما، نظرا لوجود حركة جوية كثيفة، سواء من الكويت الى مصر، أو العكس، بالإضافة الى قطاع الأعمال، ووجود جالية كبيرة في الكويت تعمل في اطار جهود الكويت التنموية.


وشدد وزير الخارجية على احترام القاهرة لقرارات الحكومة الكويتية الخاصة بموضوع الطيران، خاصة وأن اغلاق الطيران المباشر، لا يقتصر على مصر فقط، وإنما على عدد كبير من الدول المتنوعة، مؤكدا في الوقت نفسه أن البلدين سيعملان على استئناف الطيران المباشر بينهما وفقا لرؤيتهما المتبادلة، وفقا لاجراءاتهما الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد.


وحول رؤية مصر لتطورات الانتخابات الأمريكية، أكد وزير الخارجية أن العالم كله تابع الانتخابات الأمريكية، باعتبار الولايات المتحدة دولة عظمى لها تأثيرها وعلاقاتها المتشعبة مع كل دول العالم، ومنها الدول العربية التي تربطعا علاقات خاصة معها، مشددا على أن مصر والكويت لديهما علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، لكن الانتخابات الأمريكية، شأن داخلي يخص المواطن الأمريكي.


وأضاف شكري قائلاً: "نحن نتابع هذه الانتخابات من منطلق علاقتنا القائمة مع الولايات المتحدة، وتعاملنا فيما سبق مع ادارات جمهورية وديمقراطية، والقاعدة دائما لهذه العلاقات، هى المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، والعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة، و أتصور أن الادارة الأمريكية الجديدة أيضا تسير وفقا لمحددات السياسة الخارجية الأمريكية، وأطر علاقاتها الوثيقة مع العديد من دول المنطقة العربية، وسوف نوفر كل الدعم لاستمرار نمو ههذه العلاقات والاستفادة منها على كافة الأصعدة.


وحول زيارة الرئيس السيسي الآخيرة الى اليونان، وما أسفرت عنه من اتفاقيات تعاون، أكد وزير الخارجية أن مصر تطور علاقاتها مع اليونان وبقية شركائها، سواء فى منطقة شرق المتوسط أو بصفة عامة؛ حيث أن علاقات مصر الدولية متشعبة، وهناك أهمية لتدعيمها واستخلاص المصالح المشتركة من خلالها، مشددا في الوقت نفسه على أن مصر لا تتبع سياسة موجهة تجاه طرف ثالث، ولكنها تعمل على تحقيق سياسة تحارب الارهاب، وتدفع العمل نحو التنمية والاستقرار، ومواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، بما يصب فس مصلحة استقرار المنطقة.


وفي ما يتعلق بدور مصر في مواجهة التدخلات التركية في المنطقة، أكد وزير الخارجية، أنه ليس هناك طرف خارج الحيز العربي، له حق التدخل في شئون الوطن العربي، ولا مبرر لتواجد قوات أجنبية على أراضي عربية، أو دعم تنظيمات ارهابية أو ميليشيات مسلحة، مؤكدا أن القاهرة تعمل على تحقيق الاستقرار، وإقامة علاقات متوازنة وعلى أسس الاحترام المتبادل.

    الاكثر قراءة