الأحد 30 يونيو 2024

قصة بكاء فيروز بسبب "سألوني الناس" وتأثير الأغنية على مسيرة زياد رحباني

فن21-11-2020 | 16:05


يحتفل العالم اليوم بعيد ميلاد حارة القمر فيروز، التي تألقت وذاع صيتها كممثل للمدرسة الرحبانية، حيث قدمت معهم فنا مختلفا، أحدث حالة نادرة من الغناء والطرب، وأدخلوا سويا تطورا في الموسيقى وآلاتها.


فلا يمكن ان تسمع يوما لحنا لهم، إلا وتصبح أسيرا لمدرسة الرحبانية التي امتد منها وخرج من عباءتها "زياد الرحباني"، الذي بدأ أول أعماله مع والدته المطربة فيروز، باغنية (سألوني الناس) لكن يبدو أن والده عاصي الرحباني، لم يرض عن تلك التجربة رضاء تاما.


ولكل أغنية من أغاني فيروز حكاية وقصة، وراء الألحان الساحرة والكلمات المبهرة والصوت الدافئ، فترجع قصة أغنية "سألوني الناس" إلى أنه في عام 1972، أصيب عاصي الرحباني، زوج فيروز بنزيف في المخ، وتدهورت حالته بشكل أدى إلى إدخاله المستشفى، وفي تلك الأثناء كانت فيروز تقوم بدور في مسرحية المحطة. 


وعند مرض عاصي وغيابه افتقده فريق العمل، مما جعل  شقيقه منصور الرحباني، يكتب كلمات الأغنية لتعبر بها فيروز عن حزنها لغياب زوجها، وتم الاتفاق على أن تقدم هذه الأغنية ضمن أحداث مسرحية. 


وكتب منصور رحباني كلمات الأغنية، ولحنها ابنها زياد الرحباني، الذي كان وقتها لم يبلغ الـ17 من العمر، وتقول كلماتها:

 

سالوني الناس عنك ياحبيبي


كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا


بيعز علي غني يا حبيبي


ولأول مرة ما بنكون سوا 


وشاءت الاقدار أن تحقق الأغنية نجاحا كبيرا، وتصبح من أهم الأغاني التي تميزت بها فيروز، لكن بعد شفاء عاصي وعودته للعمل، انزعج من الأغنية لشعوره بأنهم تاجروا بمرضه، وقرر إلغاءها من المسرحية، لكنه عدل عن قراره لرؤيته النجاح الكبير الذي حققته، ضمن العرض المسرحي، بالإضافة إلى نجاح ابنه كملحن.


ولم تتوقف قصة تلك الأغنية عند هذا الحد، لكن كان لها حكاية أخرى مع فيروز، عندما حاولت غناءها في إحدى حفلاتها، لكن في هذه المرة كانت دون زوجها، فقد رحل عاصي الرحباني، في 21 من مايو عام 1986، وعندما بدأت فيروز، في الغناء على المسرح سار الأمر طبيعيا، لكن عند المقطع (لأول مرة ما بنكون سوا) بكت فيروز بكاء شديدا.


وولدت شخصية زياد الرحباني، قبل تلحينه لـ"سألوني الناس" بعشر سنوات، عندما جلس إلى جوار والده، وهو يعزف لحنًا جديدًا فقال الابن رأيه بمنتهى الجرأة فيما يعزفه الأب، ومن يومها أصبح زياد أول مستمع لأي لحن جديد لوالده، لكن ذات يوم سمع الأب الابن يدندن جملة موسيقية غاية في الحداثة، سأله: "أين سمعتها؟"، فرد الابن: "لم اسمعها، هذه النغمة تتردد في ذهني من وقت لآخر".


كانت هذه اللحظة التي ولد فيها زياد الرحباني موسيقيا، لكن بعد عشر سنوات وثّق عمه منصور الرحباني هذا الميلاد، عندما أسند إليه تلحين أغنية "سألوني الناس"، وهو لم يتم عامه السابع عشر بعد، وتحمست والدته للفكرة.


ولحن زياد الأغنية، وغنتها جارة القمر في المسرحية، وظهر زياد ممثلًا لأول مرة في المسرحية ذاتها، حيث قدم شخصية "شرطي"، ثم تكرر الظهور في مسرحية "ميس الريم" مجسدًا شخصية شرطي أيضًا، لكنه في هذه المرة لحن المقدمة الموسيقية الشهيرة التي تحولت إلى أيقونة في مشوار الرحبانية، بل إنها غيرت نظرة الجمهور لموسيقاهم، وحلقت بها إلى سماء أبعد وجماهير أوسع، وبدأ عصر جديد من تاريخ الرحبانية عنوانه الرئيسي زياد الرحباني.